طبول الحرب تقرع مجدداً بين أرمينيا وأذربيجان في اختبار محرج لروسيا
باشينيان يصعّد خلال زيارة علييف لبرلين ويتململ من «عجز موسكو»
عادت طبول الحرب لتقرع بقوة مجدداً بين أرمينيا وأذربيجان، بعد أسابيع من التوتر وتبادل الاتهامات والمناوشات، في ظل إغلاق مسلحين أذربيجانيين ممر لاتشين الحيوي، مما تسبب في أزمة إنسانية ونقص حاد في الموارد بإقليم ناغورني كاراباخ الجبلي حيث غالبية السكان من الأرمن.
وحذر رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان، أمس، من «احتمال كبير لحدوث تصعيد» مع أذربيجان، في إقليم ناغورني كاراباخ وعند الحدود مع أذربيجان، مشيراً إلى أنه اشتكى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين «مشاكل» مع قوة حفظ السلام الروسية العاجزة عن وقف التصعيد.
وتمثل هذه التوترات في القوقاز اختباراً للنفوذ الإقليمي لروسيا الغارقة في غزوها لأوكرانيا.
ورغم رعاية بوتين للاتفاقية التي سمحت بوقف الحرب في عام 2020، تبدو قوة حفظ السلام الروسية التي انتشرت في كاراباخ عاجزة عن مواجهة الاشتباكات المتزايدة.
وبالإشارة إلى مقتل شرطيين أرمنيين في مواجهات مع قوات أذربيجانية الأسبوع الماضي، أكد باشينيان «أن ذلك حدث في منطقة مسؤولية قوة حفظ السلام الروسية»، مضيفاً «إذا نظرنا إلى حصار ممرّ لاتشين، فإنّ الكارثة الإنسانية في ناغورني قره باغ تكمن في أن أذربيجان تستعدّ بوضوح لارتكاب تطهير عرقي، لذا أعتقد أنه من الضروري (...) إرسال مراقبين دوليين».
وتتزامن تصريحات باشينيان مع زيارة الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف إلى برلين حيث استقبله أمس المستشار الألماني أولاف شولتس في وقت تسعى أوروبا إلى لعب دور الوسيط في عملية السلام الحساسة بين يريفان وباكو كما تتطلع إلى زيادة إمداداتها من الغاز من أذربيجان.
ورغم «تقدم» في مفاوضات السلام أخيراً، أشار باشينيان إلى «مشاكل أساسية» تحول دون إحراز مزيد منه، وقال «نرى أن أذربيجان تحاول توقيع اتفاقية سلام من خلال طرح مطالب إقليمية (...) وهو ما يُعدّ خطاً أحمر لأرمينيا».
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية أن مواقعها تعرضت لإطلاق نار متقطع 19 مرة من قبل القوات الأرمنية في اليومين الأخيرين، مضيفة أن قواتها اتخذت تدابير استجابة مناسبة.
وكان وزير دفاع أذربيجان ذاكر حسنوف اتهم أرمينيا السبت الماضي مرة أخرى بنقل أسلحة وجنود إلى وحدات مسلحة أرمنية في المناطق التي تتشر بها القوات الروسية. وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس أن واشنطن تراقب هذه التوترات بقلق.