أشادت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بصفقة مزدوجة ضخمة مع السعودية لشراء طيارات تجارية أميركية، في وقت تتعرض الإدارة لانتقادات داخلية لاذعة، لنجاح الصين المنافس الاستراتيجي للولايات المتحدة في رعاية الاتفاق بين السعودية وإيران.
وأعلن البيت الأبيض، نفسه، أن شركة «بوينغ» الأميركية أكملت صفقتين تاريخيتين مع السعودية لتصنيع 121 طائرة تقدر قيمتها بنحو 37 مليار دولار، مرحباً بـ «الاتفاق المهم» الذي يمثل علامة فارقة في التعاون بين المملكة وقطاع تصنيع الطائرات في الولايات المتحدة على مدار 8 عقود.
وأضاف البيت الأبيض في بيان: «ستدعم الصفقات مجتمعة ما يزيد على مليون وظيفة في الولايات المتحدة في سلسلة التوريد المتعلقة بقطاع الطائرات في 44 ولاية».
كما أشادت وزيرة التجارة الأميركية بالصفقة ووصفتها بأنها «نصر واضح للمصنعين والعمال الأميركيين».
في موازاة ذلك، اعتبرت السفيرة السعودية بواشنطن ريما بنت بندر أن «شراء طائرات بوينغ دليل آخر على متانة العلاقات التجارية بين المملكة والولايات المتحدة»، لافتة إلى أن «الاتفاق بين المملكة وبوينغ يجسد الرؤية المشتركة للبلدين لتوسيع التعاون بعدة مجالات».
وقبيل إعلان البيت الأبيض أفادت «بوينغ» المصنّعة للطائرات بأن كلاً من شركة «طيران الرياض» الجديدة والخطوط الجوية السعودية قدّمت طلبية للحصول على 39 طائرة من طراز «787 دريملاينر» المخصصة للمسافات الطويلة، طارحتي احتمال شراء 43 طائرة إضافية في أكبر عقد يمثل خامس أكبر طلب شراء تجاري من حيث القيمة في تاريخها. وقالت بوينغ في بيان إن «هذا الاتفاق يندرج في إطار الخطة الاستراتيجية السعودية الأوسع الهادفة إلى تحويل البلاد إلى مركز عالمي للطيران».
ومن المتوقع أن تضيف شركة الطيران الجديدة 20 مليار دولار إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بالسعودية وخلق أكثر من 200 الف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
وجاء الكشف عن الخطوة المهمة بعد ساعات من دفاع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان عن موقف واشنطن بعد أن رأى خبراء في اتفاق إنهاء القطيعة الذي تم بين الرياض وطهران وبوساطة الصين «صفعة لإدارة بايدن»، مشدداً على أن ما حدث لا يتعارض بشكل أساسي مع سياسات بلاده الرامية لإنهاء التوتر وخفض التصعيد بالمنطقة، ومشيراً إلى أن طبيعة علاقة بلاده بالمملكة والجمهورية الإسلامية لم تسمح لها بلعب دور الوساطة.