سلمان العماري لـ «الجريدة•» : نعاني المجاملات في الفن
قدم حفل «التراث الكويتي» في ختام فعاليات الموسم الثقافي لدار الآثار
في ليلة استثنائية، اختتمت دار الآثار الإسلامية، أمس الأول، موسمها الثقافي الـ 27 بحفل فنون شعبية من التراث الكويتي للفنان سلمان العماري بصحبة فرقة الماص، وذلك بمركز اليرموك الثقافي، وبحضور جماهيري كبير.
وقدّمت فرقة الماص بقيادة العماري وبمصاحبة المطرب أحمد سهيل فنون التراث الكويتي المتنوعة، كالبحرية والحدادي والمخالف والعاشوري والسامري والخماري، وغيرها الكثير، باستخدام آلات إيقاعية مرتبطة بتلك الفنون مع استعراضات لأعضاء الفرقة الذين تجاوز عددهم 20 عضوا.
برنامج الحفل
في بداية الحفل، قدمت الفرقة فن العاشوري، الذي صاحب دخولهم إلى المسرح لما يحمله هذا الفن خصيصا من مشاعر الفرح والبهجة والترحيب، ثم تم تقديم فن السنكني، وهو فن كويتي بحت يتميز فيه الكويتيون عن بقية الدول وهو فن بحري يؤدونه احتفالاً بجاهزية السفر، ثم تم تقديم فن الحدادي والحدادي مخالف، والذي يؤديه البحارة أثناء سفرهم.
وقدمت الفرقة فن السامري من خلال أغنية سبب قلبي عيونه هيضني، ثم فن السامري النقازي، وأغنية كريم يا بارق سرى، تلاها فن البسته من خلال أغنية سلمولي، وفن المروبع الذي قدّمت الفرقة خلاله أغنية دار الهوى شامي يا بوعبدالله.
ثم عادت الفرقة لتقديم فن السامري بأغنية تييه أفكاري غزال، واختتمت الحفل بتقديم فن القادري وأغنية من عدن سرنا اليمن ونادى المنادي، ثم أغنية حس السهارى يوم من فن الردحة.
أزمة صحية
ورغم تعرّضه لأزمة صحية مفاجئة دفعته إلى الاعتذار للجمهور عن عدم الغناء بالحفل، فقد قرر العماري المشاركة إلى جانب الفرقة الشعبية، لرغبة الجمهور في الاستمتاع بفنه، وتمسكهم بحضوره على المسرح، مما دفع العماري إلى الغناء بحماس وطاقة فنية متجددة، رغم التعب.
وأعرب، في تصريح لـ«الجريدة»، عن سعادته باستقبال الجمهور الذي اكتظت به قاعة المسرح، مؤكدا أن جمهور الفنون التراثية من كل الأجيال، وأنه رغم إجهاد صوته ومرضه العارض لم يتحمّل الابتعاد عن الجمهور، فقرر الحضور إلى الحفل، وحينما لاحظ تمسّك الجمهور بمشاركته تجددت طاقته، وقدّم الحفل بحماس وسعادة ونشاط كبير.
أشعر حين أغني بأنني أرى البحارة أمامي رغم عدم معاصرتي لهم
وطالب العماري بدعم فنون التراث الكويتي وتسجيلها بأعلى جودة ممكنة قائلا: «من ليس له أول ليس له تالٍ، وهذه فنوننا التي يجب علينا الوفاء لها ولأجدادنا الذين صنعوها وعاصروها وبنوا الكويت وهم يتغنون فيها، لا يمكن أن أصف سعادتي وعشقي لتلك الفنون، حتى أنني أتخيل وأنا أغني أنني أرى أجدادي من البحارة الذين لم أعاصرهم، ولكن شعوري بكل كلمة وكل نغم صنعوه يجعلني أشعر أنني أراهم أمامي وأنا أغني».
وأضاف: «مع الأسف نعاني المجاملات في الوسط الفني، ولكن يجب ألا تكون هناك مجاملة في الفن، ولا في أي عمل، ويجب أن نصارح من ليس متمكنا في فنون التراث بألا يقبل على غنائها، لأنني أشاهد أشخاصا يتغنون بالتراث وغيره دون كفاءة أو موهبة، ومع الأسف يجدون من يستمع إليهم، وهو سبب تراجع الفنون إلى حد كبير، فيما لا يجد الفنان الحقيقي والفن الأصيل الدعم الكافي».
وأكد أن «الجمهور مهم، ورغم ذلك فإنني حين أغني لا أبحث عن الجمهور، أنا أستمتع بالفنون الشعبية والتراث الكويتي، أغني حتى وإن لم يكن هناك جمهور، الفنان لا يبحث عن الجماهيرية بقدر ما يبحث عن المتعة بالفن في حد ذاته، سواء انتبه له الجمهور أم لا».