اختتمت الأمانة العامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أمس، أعمال الندوة الرئيسية لمهرجان القرين الثقافي بدورته الـ 28 بعنوان «المشاريع الثقافية الأهلية... قراءة الواقع واستشراف المستقبل» بعدد من التوصيات.

وتخللت الندوة، التي جرت على مدى يومين، 10 حلقات نقاشية تضمنت عدة محاور، منها: موقع المشاريع الثقافية الأهلية من الخطة الشاملة للثقافة العربية، ودور الثقافة والتنمية الشاملة في العالم العربي، ومناقشة المشاريع الثقافية الأهلية.

Ad

وشارك في الحلقات النقاشية طيف متنوع من المفكرين والمثقفين والمتخصصين والباحثين في جميع مجالات العمل الثقافي من الدول العربية وممثلي المنظمات الدولية المعنية بالشأن الثقافي (ألكسو ويونسكو).

بدوره، قال الأمين العام لـ «الوطني للثقافة» بالإنابة د. محمد الجسار، إن الندوة الثقافية لمهرجان القرين الثقافي تُعد أحد الأركان الأساسية للمهرجان، والتي لطالما شكَّلت نافذة يطل منها المثقفون على أحد أوجه الثقافة، على تعددها واختلاف مشاربها، ومنصة للتحاور حول شؤونها وقضاياها، كما تشكّل رافداً للمكتبة العربية بالأبحاث والرؤى التي تصدر عنها.

وأردف د. الجسار، في كلمة ألقاها بختام الندوة، أن ندوة «القرين الثقافي» للعام الحالي أتت في لحظة مهمة من تاريخ العمل الثقافي بالكويت، حيث يستعد المجلس حالياً لوضع الأطر التنفيذية لاستراتيجيته الجديدة، والتي تُعنى، ليس فقط بالشأن الثقافي المحلي، بل تسعى أيضاً للوفاء بالتزامات الكويت الخليجية والعربية والعالمية نحو الاستراتيجيات الثقافية المتكاملة لهذه الدوائر.

وأشار إلى أن الاهتمام الأكبر في التوجهات المستقبلية لدول المنطقة يرتكز على قضايا الاستدامة، وتحفيز الإبداع، وتنويع مصادر الدخل، وتوفير فرص العمل للشباب، ورفع جودة الحياة للمجتمعات العربية، مشدداً على الدور المحوري للثقافة وللعمل والإنتاج الثقافيين في تحقيقها على أرض الواقع.

ووجَّه د. الجسار الشكر للمشاركين في الندوة، والفريق المنظم لأعمالها، آملاً أن تسهم التوصيات الصادرة عنها بتحقيق الغايات المنشودة من إطلاقها.

وفي جلسات اليوم الأخير، تحدث د. حسن أشكناني وفيصل العقل من الكويت، ومالك الروقي من السعودية في ندوة «دور المنصات الثقافية الرقمية في صناعة الجمهور»، فيما أدارها من مصر الصحافي وليد الجبالي. قدَّم د. أشكناني ورقة بعنوان «المحتوى الإلكتروني وأثره في التنمية الثقافية» تحدث من خلالها عن السبب الرئيسي الذي دفعه إلى إنشاء موقع تراث الكويت الإلكتروني.

من جهته، قدَّم فيصل العقل ورقة بعنوان «ما دور البودكاست والإعلام الجديد في صناعة ثقافة المجتمع؟»، مشيراً إلى أن المنصات الثقافية تُعد من أهم الأدوات التي تساعد على صناعة الجمهور، وتأسيس علاقة تفاعلية معه، حيث توفر الفرصة للمستخدمين للاطلاع على المحتوى الثقافي المختلف والتفاعل معه وتبادل الخبرات والآراء.

شارك في جلسة «المشاريع الثقافية الأهلية في العالم العربي.... التجارب والمسارات»، مؤسس مكتبة طروس محمد الثنيان، ومؤسسة مشروع نقاط حصة الحميضي، ومؤسسة منصة تكوين بثينة العيسى، وأدار الحوار ريهام النقيب.

من جهتها، استعرضت الحميضي رحلتها مع «نقاط» منذ تأسيسها عام 2010 حتى إغلاقها بعد 10 سنوات من العمل، نظمت خلالها 10 مؤتمرات سنوية واسعة النطاق، واستضافت أكثر من 250 خبيراً من مختلف التخصصات، وعقدت أكثر من 80 ورشة عمل، وبلغ عدد جمهورها نحو 16 ألف شخص من جميع أنحاء العالم العربي، معظمهم من الكويت.

وحملت الجلسة التاسعة والأخيرة في ندوة مهرجان القرين الثقافي الـ28 عنوان «حوكمة العقل الثقافي»، وشارك فيها من الكويت د. سلطان غالب الديحاني، ود. إيمان الشمري، ومن مصر د. ممدوح رفاعي، ومن المغرب الباحث والمتخصص في الحوكمة الثقافية رشيد مصطفى.

رفع التوصيات لوزراء الثقافة العرب

نصت التوصية الأولى على مواصلة الحوار على المستوى العربي حول تمكين الدول العربية من الأدوات والموارد الفنية والبشرية اللازمة لتنفيذ الخطة الشاملة للثقافة العربية عبر جدولة لقاءات دورية بين اللجان الوطنية المختصة برعاية منظمة ألكسو.

ونصت التوصية الثانية على عقد ندوة فكرية لتحديث وتطوير الخطة الشاملة للثقافة العربية، على أن تقام في الكويت خلال العام المقبل، بينما نصت «الثالثة» على ضرورة قيام كيان ثقافي تنسيقي بين الجمعيات الأهلية الثقافية في الوطن العربي، وتسمية الكويت مقراً له.وأشارت التوصية الرابعة إلى طرح جائزة عربية تحت مظلة «ألكسو» لتحفيز المشاريع الأهلية الثقافية، وحوكمة الشأن الثقافي، وشددت «الخامسة» على دعم وتعزيز المشاريع الثقافية المعنية بتنمية ثقافة الطفل العربي، وتأسيس منصة رقمية ثقافية تكون موجهة للطفل العربي تحت مظلة «ألكسو».

ورُفع إعلان التوصيات لوزراء الثقافة العرب لمناقشته، ليكون مرجعاً لعمل الجمعيات الثقافية الأهلية في الوطن العربي.