خاص

«براحة الفلاح» محور لربط مكونات «جبلة الثقافية»

• «الجريدة•» تنشر المشروع استناداً لرؤية سلّمها «الوطني للثقافة» إلى «البلدي» بمساحة 45 ألف متر مربع

نشر في 16-03-2023
آخر تحديث 15-03-2023 | 19:09
جانب من المنطقة المستهدفة في المشروع
جانب من المنطقة المستهدفة في المشروع

قدم المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب رؤية مشروع «منطقة جبلة الثقافية»، تحت مقترح مسمى «براحة الفلاح التاريخية»، والتي تهدف إلى ربط المكونات الثقافية «متحف الكويت الوطني - مكتبة الكويت الوطنية - المدرسة القبلية – بيت السدو - بيت البدر - عمارة الخالد – مسجد الساير الشرقي - مسجد الساير القبلي - مسجد الشرهان».

ولفت «المجلس الوطني»، في دراسة المشروع، إلى الموقع الواقع بمنطقة القبلة بجوار مسجدي السعيد والشرهان بمساحة تقارب 45.557 مترا مربعا، قائلا: «لوحظت قيمته الثقافية، التاريخية، والاجتماعية والاقتصادية وعدم استغلالها بالطريقة الأمثل التي تحييها وتخدم محيطها ويتم الاستفادة منها».

وأضاف «المجلس»، في رؤيته التي قدمها إلى المجلس البلدي قبل أيام، أن المشروع سيحقق الترابط للنسيج العمراني وتحسين جودة تجربة المشاة والزوار، وعلى الأخص المنطقة المهملة والمحاذية لسوق المباركية القديم وحديقة البلدية، إضافة إلى ترويج المنطقة كوجهة سياحية من خلال تقديم خدمات البنية التحتية المساندة وكذلك تسهيل عملية الانتقال من وإلى المنطقة.

وبين أن المشروع يأتي ضمن الجهود الرامية لإعادة تأهيل متحف الكويت الوطني كمؤسسة ثقافية مهمة، والتي تقوم بتوثيق ونشر الوعي بمدى أهمية الحفاظ على التراث الثقافي والتشجيع على البحث العلمي والمساهمة في رسم السياسات العامة في العملية التنموية، ويسعى المجلس الوطني إلى وضع رؤية للمشروع، الذي يتوافق مع متطلبات المخطط الهيكلي الرابع للكويت 2040، والتي تهدف إلى خلق مكان أكثر ازدهارا وارتباطا، ويقدم المجلس، ممثلا بقطاع الآثار والمتاحف، رؤية للمنطقة المذكورة، وذلك في سبيل إثراء الجانب الثقافي وتنويع مصادر الدخل القومي والمشاركة في التنمية الداخلية للدولة.

الدراسة

وأوضح المجلس نواحي دراسة الموقع الحالي من خلال، دراسة حركة الأفراد، سلوك الأفراد، وسائل النقل، اللغة المعمارية، كما حدد صفات المنطقة التي يغلب عليها فضاء خلالي وبيني، ومساحات مهملة، ومساحات انتقالية، مشيرا إلى دراسة الموقع من حيث اللغة العمرانية للمنطقة، بدءا من المباركية «أقدم بقعة»، والتي تبدأ تتسع المسافات بين المباني ويمحى الحوار بينهم وتبدأ تملأ هذه المسافات تصاميم مدنية لخدمة المركبات، فيرجع الازدحام بطريقة أخرى مؤذية للبشر وغير مريحة وغير خادمة لهم ويغيب الترابط المدني الذي كانت عليه المدينة السابقة.

وأكد المجلس الوطني للثقافة في الدارسة الحاجة إلى منفس للمدينة، تصميم مدني يخدم البشر للشعور بالانتماء الإنساني إلى المكان، حل مشكلة غياب الحوار التصميمي في المباني ومحيطها (الترابط المدني)، وحل مشكلة غياب المساحات الخضراء في المدينة.

وأوضح المجلس، في دراسة المشروع، أن الفكرة العامة تختص بتفعيل المناطق الخلالية المهملة وبث الحياة فيها وفي المرافق المحيطة بها، وجذب الزوار إليهم عن طريق تحويلها إلى مساحة ذات أهداف وبرامج تثري وتخدم المحيط، وتصمیم معماري حضري يدمج المساحة ومرافقها المحيطة ببعضها، بينما الفكرة الرئيسية تتمحور حول استغلال المساحة الخلالية المهملة وتحويلها من أرض فارغة إلى معبر مشاة ذي وظيفة ثقافية وإبداعية وفعاليات وخدمات، تكمل وتربط المحيط الثقافي ببعضه وتحوله إلى مركز متكامل ومدموج المرافق تتحقق به السياحة الإبداعية (حرم ثقافي إبداعي سياحي ترفيهي - مركز قبلة الثقافي).

وبين المجلس أن الربح في المشروع يتحقق من خلال السياحة الإبداعية من معارض وترفيه وغيرها من الفعاليات، وأيضا ما يحتويه المشروع من مرافق أخرى كمحلات التسوق والمقاهي ومواقف سيارات وخدمة طباعة، مؤكدا أن وظيفة المشروع إنشاء مركز تعبير (متحف خارجي ثقافي).

تصورات التنفيذ

وضع المجلس الوطني في دراسة المشروع عدة تصورات لتنفيذه:

1 - استغلال المساحات الخلالية:

نموذج «ترويل ويلا» في (إسبانيا)، ويتمثل ذلك في مساحة خلالية تعتبر مدخلا للمنطقة الوسطى بين المباني ومساحة عامة تم بث الحياة فيها عن طريق تصميمها واحتوائها بالبرامج، من خلال تصميم ذي مستويات أرض مرتفعة ومنخفضة ومساحات خارجية وداخلية وتحتوي عدة مرافق، وهذا الأمر يخلق مساحات متعددة الاستخدام لإنشاء مسرح، سينما، قاعة محاضرات، معرض، قاعة رياضية، مطاعم.

نموذج تايم سكوير (أميركا)، ويتمثل في تحويل مساحة خلالية في وسط مدينة مزدحمة من تصميم مدني خادم للمركبات إلى تصميم مدني يخدم المركبات والبشر كذلك بانسجام يعطي منفسا للمدينة وحياة وغاية وتنشئة اجتماعية في المنطقة.

2 - تصميم ثقافي تراثي معاصر في المدينة الحديثة، أمثلة:

- فوماي غاردن (فيتنام)، ويتضمن ذلك إنشاء قرية مصغرة تهدف لإعادة خلق الجانب الثقافي وإحياء هوية الدولة في وسط مدينة متحضرة بالأماكن العمومية فيه أحواش خارجية مركزية، ويحتوي على مرافق مثل، المنطقة العمومية ومنطقة لتناول الطعام والترفيه وملعب أطفال، حيث خلقت فكرة القرية ذات الأسقف صوراً تذكر بإلإلمام «بالثقافة التقليدية ولكنها لاتزال تجلب إبداعاً معاصراً ومثيراً للاهتمام.

- ساحة الكنيس في آوندا (إسبانيا)، وهو مشروع يستهدف التجديد الحضري وتداخلا تراثيا، والساحة كانت مجمعا للناس وكانت لها استخدامات زراعية وترفيهية لمدرسة أطفال.

3 - تصميم خارجي مفتوح مدني وحدائق

زيادة نسبة المساحات الخضراء في المدينة، وربط المباني ببعضها بانسجام، وإحياء المنطقة ومرافقها المحيطة بالزوار والفعاليات، علاوة على توفير مساحات خاصة لمشي الناس بعيداً عن المركبات، ومن أمثلة ذلك: سنترال بارك (أميركا) أو هايدبارك (بريطانيا)، أو وادي الحرم الجامعي (كوريا)، أو ACMI (أستراليا).

4 - استخدام لغة التصميم الحالية كأداة للتصميم العمراني للمشروع تطبق فيها الأفكار الرئيسية الثقافية والإبداعية والاقتصادية، ومن أمثلة ذلك: مركز الشباب البحري (الدنمارك)، وثيريسيا باستيون (رومانيا)، حيث يوجد تنوع مستويين من الأرض، وتنوع في تشكيل التصميم كالسلالم والمنحدرات والمزروعات، لتشكل تصميما للتجمع ولمكوث الناس وليس فقط للعبور.

5 - التصميم العمراني والأثري الذي يتضمن برامج ثقافية تسهم في تعزيز «السياحة الإبداعية»، كما هو حال معبد ديانا (إسبانيا)، والذي يمثل منصة مرتفعة تشكل طبقة جديدة في المدينة تشغلها البرامج والاستخدامات المتنوعة الثقافية والتجارية الموجودة في المساحات البينية.

طابع المشروع

يعد المشروع ذا طابع سياحي ثقافي يختص بالثقافة والتاريخ والتعليم، ويعكس التعبير الإبداعي والفني (السياحة الإبداعية الاقتصاد الإبداعي)، لزيادة التنشئة اجتماعياً، بوجود المساحات الخضراء والترفيه والخدمات.

نبذة تاريخية عن «براحة الفلاح»

ساحة ترابية قديمة توسطت البيوت في الماضي، وهي اليوم أرض فضاء مهملة ينتفع بها الناس في إيقاف سياراتهم عشوائياً.

- البراح في اللغة العربية: المتسع من الأرض وفي اللهجة المحلية: الساحة الواسعة بين البيوت (ملتقى الناس)، وسميت البراحة نسبة إلى أسرة الفلاح التي قطنت الحي القبلي في فريج السبت، وكان الموقع المذكور حفرة تجمع مياه الأمطار، وبعد هطول الأمطار الغزيرة، وفي سنة 1934 (الهدامة الأولى) اندفنت لتصبح براحة.

آل الفلاح: ينسبون إلى فلاح بن محمد الهيدان، الذي زرع قطعة أرض خارج سور الكويت الأول وزرعها لتسمى باسمه ومع مرور الزمن أصبحت قطعة الأرض بيت الفلاح الأول. وبين المجلس الوطني أن تسمية المشروع بدائياً وقد يتم تطوير المسمى بعد اكتشاف قيم تاريخية أكثر من خلال مسح بيولوجي للمنطقة والبحث الأعمق.

back to top