إسرائيل تحضّر لتصعيد يشمل لبنان رداً على «هجوم مجيدو»
• تم بعبوة ذكية ببصمة إيرانية ونفذه مسلحان تسللا عبر نفق لـ «حزب الله»
• نتنياهو يختصر زيارة لبرلين ورئيس أركانه يدعو إلى تأهب على عدة جبهات
بعد أيام من الصمت، كشفت إسرائيل أن التفجير «غير العادي» الذي وقع الأحد الماضي على مفترق مجيدو بالقرب من مدينة حيفا الشمالية، والذي استدعى اجتماعات أمنية رفيعة دعا إليها وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت كان عبارة عن هجوم نفذه مسلحان فلسطينيان تسللا من لبنان، قتل الأمن الإسرائيلي أحدهما وكان يحمل حزاماً ناسفاً، في حين علمت «الجريدة» أن تل أبيب تحضر لتصعيد كبير رداً على الهجوم قد يشمل لبنان، لا سيما مع تصاعد الأزمات التي تلاحق رئيس الحكومة اليمينية المتشددة بنيامين نتنياهو.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو اختصر زيارته إلى برلين «على خلفية التطورات الأمنية في شمال البلاد»، في وقت شدد رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، أمس، على أنّه «يجب الاستعداد لحدث على جبهات عدة تشمل إيران».
وتشير المعلومات التي حصلت عليها «الجريدة» إلى أن من زرع العبوة هم عناصر من «قوات الجليل» وهو تنظيم فلسطيني أُسس في سورية التي يتخذها مقراً بقيادة فادي الملاح ويتلقى التدريب والسلاح من «حزب الله» وإيران.
وكانت «الجريدة» انفردت قبل نحو عام بنشر خبر عن استهداف إسرائيل لمقر في سورية تابع للتنظيم، الذي يضم أعضاء سابقين في «الجبهة الشعبية» شاركوا في القتال خلال الحرب الأهلية السورية إلى جانب قوات الحكومة الموالية للرئيس بشار الأسد.
وبحسب المعلومات، نجحت خلية من أربعة أو خمسة عناصر من التنظيم في الوصول إلى مجيدو القريبة من جنين ومدينة العفولة، وزرعت عبوة ذكية جداً تحمل بصمات إيرانية قرب سجن مجيدو الذي يقبع فيه مئات الأسرى الفلسطينيين، وكانت تنوي استهداف سيارات تابعة لمصلحة السجون وضباط من السجن ذاته.
والعبوة التي تم استخدامها مجهزة بكاميرا مراقبة يمكن تشغيلها عن بعد للتأكد من الهدف، إلا أن خطأ ما وقع دفع المهاجمين إلى تفجيرها في سيارة حكومية يقودها شاب من عرب 1948 يدعى شرف الدين (21 عاماً) من بلدة سالم مما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة.
وفرضت السلطات الإسرائيلية تعتيماً كاملاً على الهجوم خصوصاً بعد اعتقال المنفذين وبحوزتهم أسلحة وذخائر وقنابل وعبوات، لاسيما أن مؤشرات تفيد بأنهم عبروا إلى داخل إسرائيل عبر نفق لـ «حزب الله» على الحدود اللبنانية، كما أن استخدام عبوة ذكية يمكن زرعها في أي مكان وتشغيلها عن بعد من أي مكان، أثار قلق المؤسسة الأمنية خصوصاً مع تزايد محاولات الفلسطينيين شن هجمات عبر العبوات الناسفة.
وأكد مصدر أن إسرائيل ومنذ حدوث العملية تدرس سبل الرد التي قد تشمل سورية ولبنان، وهذا ما يمكن أن يشعل جبهات جديدة في ظل الوضع الملتهب مع الفلسطينيين، مضيفاً أن إمكانية اشتعال القتال واردة في أي لحظة.