احتضن مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أمس، الأوبريت الوطني التاريخي (سدرة اللؤلؤ)، مجسداً من خلال 8 مشاهد مبهرة أهم الأحداث التاريخية التي مرت على الكويت منذ عصر الإغريق حتى وقتنا الحاضر.

وصور الأوبريت الوطني، الذي عُرض ضمن الحفل الختامي للدورة الـ 28 من مهرجان القرين الثقافي الذي أقيم برعاية وحضور رئيس مجلس الوزراء، سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، لوحات ومشاهد من تاريخ الكويت في عيون المؤرخين والرحالة الذين مروا بالمنطقة وأرخوا الوجود الحضاري لكاظمة أو ذات القرنين (القرين)، مروراً بشعراء العرب القدامى الذين ذكروا الكويت في قصائدهم.

Ad

تاريخ الوطن

سلط المشهد الأول في الأوبريت، الذي قدمته وزارة الإعلام والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وأخرجه عبدالله عبدالرسول، الضوء على شجرة السدرة التي توسطت المسرح، وأصبحت رمزاً لالتقاء الماضي وزمان الأرض وتاريخ الوطن بالمستقبل المشرق الواعد.

وتناول المشهد الثاني من العمل، الذي ألَّفه الكاتب محمد الرباح وشهد مشاركة نخبة من الفنانين الكويتيين، التدوين الجغرافي للكويت عبر الأزمنة من قبل رحالة وعلماء الجغرافيا، انطلاقاً من أحد مؤسسي الجغرافيا الحديثة أبي عبدالله الإدريسي، وصولاً إلى الرحالة الألماني كارستن نيبور، الذي عاصر نشأة الكويت، ووثق اسمها لأول مرة في خريطته.

وتابع المشهد الثالث التاريخ الكويتي، وحملات التنقيب الأولى بجزيرة فيلكا في منتصف القرن الماضي، والتي أسفرت عن اكتشاف وجود الحضارة الإغريقية، حيث كان يطلق عليها «إيكاروس» أو جزيرة الجمال.

وركز المشهد الرابع من أوبريت «سدرة الؤلؤ» على الشعراء العرب، وذكرهم للكويت، التي كانت يُطلق عليها «كاظمة» قبل مئات السنين، ومنهم الفرزدق وجرير والإمام البوصيري، مروراً بعزام باشا، الذي شغل منصب أول أمين عام لجامعة الدول العربية في القرن العشرين، وذكر كيف تبوأت كاظمة مكانة مرموقة في الأدب العربي، وكيف كانت منبتاً وموطناً للمبدعين في مجالات عدة.

من العرض

وصوَّر المشهد الخامس الكويت كما رآها العالم قبل حوالي 300 عام، عارضاً العديد من الوثائق وصفحات الصحف العالمية التي ذكرت الدولة، وصولاً بالرحالة الدمشقي مرتضى بن علوان، ومسافراً بالجمهور لحقبة مؤسس الدولة الحديثة أمير الكويت الراحل الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير).

بعدها انتقل الأوبريت إلى المشهد السادس، واهتمام الكويت بالعلم والثقافة مبكراً، وإنشاء المدرسة المباركية مطلع القرن الماضي، بما يعكس الإيمان بأن التعليم أهم سبل النجاح والتقدم للشعوب، قبل أن يتوجه بنا المشهد السابع إلى «أبناء السندباد»، المستوحى من كتاب الرحالة الأسترالي آلان فليرز (الإبحار مع أبناء السندباد)، حيث وثق وهو على متن سفينة تجارية بعدسة كاميرته ملامح حياة الكويت من موسيقى واعتمادهم على البحر والبر في قوتهم.

لوحة درامية

واختتم الأوبريت بلوحة درامية وثقت مظاهر الحياة في الكويت، وصورت كيف ظلت الكويت على مدار التاريخ بلاد النور والسلام والكفاح، وكيف استمرت نهضتها تحت ظل قيادتها الحكيمة، لتبقى مكانتها دوماً بلاد الحضارة والتاريخ والسلام بين العالم.

أوبريت «سدرة اللؤلؤ» فكرة وحوار وإخراج عبدالله عبدالرسول، وكتب الحوار والبحث التاريخي محمد الرباح، فيما تمت مراجعة المعلومات التاريخية من قبل مركز البحوث والدراسات الكويتية. وكتب كلمات الأغاني الشاعر عبدالرحمن العوضي، ووضع لها الموسيقى والألحان مشعل حسين وفهد الحداد، وصمم سينوغرافيا العرض حسن الملا. أما تصميم وتنفيذ الأزياء، فتصدت له إيمان السيف، وأدار سعود المسفر المؤثرات الصوتية الخاصة بالعرض، وتولت د. نورة القملاس الإشراف الموسيقي، وفيصل العبيد الإشراف التقني، ود. ابتسام الحمادي للاستشارات الفنية.

والفنانون المشاركون في العرض، هم: سعاد عبدالله، محمد المنصور، جاسم النبهان، حسين المنصور، عبدالعزيز المسلم، د. طارق العلي، نادر الحساوي، حسن إبراهيم، يعقوب عبدالله، حمد العماني، فاطمة الطباخ، حمد أشكناني، محمد صفر، عبدالله البدر، يوسف الحشاش، محمد الدوسري، علي الحسيني، ميثم بدر، سعود بوشهري، عبدالعزيز بهبهاني، حسين الحداد، بدر البناي، يعقوب حياة، عثمان الشطي، عبدالغفار العوضي.

كما شارك في العرض المطربون: عبدالله الرويشد، نوال، سلمان العماري، إبراهيم دشتي، شيماء، بدر النوري، شهد العميري، زينة الصفار.