نقطة: أعرفه عدل...
يا فتّاح يا عليم يا رزاق يا كريم، يخرج صباحاً ليبصم في مقر عمله الذي ظفر به بعد أن تحصّل على شهادته الأكاديمية الرفيعة من أرخص جامعات الأرض الوهمية، ثم يستكمل مشاوير يومه لإنهاء أعماله المعلّقة، محاولاً الحصول على كل ما يمكن استحصاله مما تقدّمه الدولة من منافع وخدمات وتخصيصات، كما أنه بعد استخراجه كل ما تيسّر له من رخص تجارية، ها هو اليوم يجني ثمار نجاحاته ويتنقل بين المناطق ليجمع الأرباح من الإقامات التي توفّق ببيعها على العمالة السائبة والمربوطة، ثم بعد خروجه من المحكمة بعد جلسات القضايا التي رفعها عليه إخوته الذين استولى على ميراثهم، يبدأ بملاحقة بعض المدينين له، الذين حلّت مواعيد سداد قروضهم الحسنة، والتي لا تجاوز فوائدها ضعف المبلغ المُقرض لهم فقط لا غير، لكنهم ينكرون أفضاله عليهم، وبعدها يمرّ مرور الكرام على مدرسة ولده، ليتعهّد للمرة العشرين بتربيته، بعد أن ضرب وأهان نصف زملائه على مدار الشهر، فبسبب الزواج المبكر، فإن أبناءه أطول وأعرض منه، فقد تزوج صغيراً ليلحق دوره بالسكن ويحصل على بدلات الزواج والأبناء، ثم طلّق زوجته بعد ذلك بشكل رسمي، لتبقى العلاقة قائمة عرفياً كي تشاركه مشوار الكفاح المسلّح من خلال حصولها على إعانة المطلقات من الدولة، وقد رزقه الله بالعديد من الأبناء النجباء، لكن لم تتحقق أمنيته بإنجاب طفل معاق يفتح له باب رزق جديد، لكن مازال الأمل موجوداً، بعد كل هذا التعب والكدح طوال النهار يرجع إلى بيته فيجد الخدم يطالبون برواتبهم الموعودة منذ شهور، فيحيلهم للتفاهم مع المناضلة شريكة حياته، ثم يتفرّغ بالفترة المسائية لمحاربة الفساد وفضح وسائله وأطرافه، متنقلاً بين الدواوين ووسائل التواصل الاجتماعي، أما على الصعيد الشخصي فهو رجل مستقيم، فللأمانة هو يصلي أحياناً ويرسل أمنياته أسبوعياً بالجمعة المباركة، ولا يحتسي المسكرات والممنوعات إلّا خارج البلاد، مع مراعاة قاعدة «لحد يدري» الكويتية الأصيلة، ومواعيد صلاة العشاء في موطنه الأصلي، يللا انتخبوه والّا زوجوه بنتكم، أو سموه رمزاً أو بطلاً، أو كيفكم.