أجرى الرئيسان الإماراتي الشيخ محمد بن زايد والسوري بشار الأسد محادثات في أبوظبي، في ثاني زيارة يقوم بها الأسد إلى الخليج منذ الزلزال الذي وقع الشهر الماضي، وسط جهود لإعادة علاقات دمشق مع دول المنطقة.

وجاءت زيارة الأسد للإمارات، وهي الثانية له خلال عامين، بعد رحلة إلى سلطنة عمان الشهر الماضي. وهذان هما البلدان العربيان الوحيدان اللذان زارهما الأسد منذ بداية النزاع السوري في عام 2011. كما جاءت بعد أيام من زيارة الرئيس السوري الى موسكو وأشاد فيها بالسعودية مؤكداً انها غيرت سياستها تجاه سورية منذ سنوات، كما اشاد باتفاق المصالحة السعودي ـ الإيراني الذي وقع في بكين.

Ad

ورافقت الأسد إلى الإمارات زوجته أسماء في أول رحلة رسمية لهما معا منذ أكثر من عقد. وقالت وزارة الإعلام السورية، إن طائرات حربية رافقت طائرة الرئيس الأسد لدى دخولها أجواء الإمارات، وأن المدفعية أطلقت21 طلقة خلال مراسم الاستقبال الرسمية له في قصر الوطن.

ووفق وكالة أنباء الإمارات (وام)، رحب الشيخ محمد بن زايد، في بداية جلسة المحادثات بالرئيس السوري في «بلده الثاني دولة الإمارات»، مذكّراً بأن الزيارة توافق الشهر ذاته للزيارة التي قام بها الأسد للإمارات خلال شهر مارس من العام الماضي. وأعرب رئيس الإمارات عن خالص تعازيه إلى الأسد والشعب السوري في ضحايا الزلزال الذي شهدته سورية، مؤكداً «ثقته في قدرة سورية وهمة أهلها على تجاوز هذه المحنة والتحدي والانتقال بسورية إلى مرحلة جديدة». ووفق الوكالة السورية للأنباء ( سانا)، تناولت المباحثات «التطورات الإيجابية الحاصلة في المنطقة وأهمية البناء عليها لتحقيق الاستقرار لدولها وشعوبها التي تتطلع إلى المزيد من الأمان والازدهار، وتطرقت للتعاون الاقتصادي بين البلدين».

واعتبر الأسد أن «مواقف الإمارات دائماً كانت عقلانية وأخلاقية، وأن دورها في الشرق الأوسط دور إيجابي وفعال لضمان علاقات قوية بين الدول العربية»، مشدداً على أن «هذا الدور يتقاطع مع رؤية سورية في ضرورة تمتين العلاقات الثنائية بين الدول العربية وصولاً إلى العمل العربي المشترك، والذي يشكل الانعكاس المنطقي لما يجمع بين هذه الدول وشعوبها ويحقق مصالحها».

وشدد أيضاً على أن «التنافر وقطع العلاقات هو مبدأ غير صحيح في السياسة، وأن الطبيعي أن تكون العلاقات بين الدول العربية سليمة وأخوية».

ووفقا للوكالة السورية، أكد بن زايد «أهمية عودة سورية لمحيطها العربي وبناء الجسور وتمتين العلاقات بين كل الدول العربية، لفائدة وصالح شعوبها».

ولفت إلى أن «الإمارات تقف مع سورية قلباً وقالباً، وستستمر في التضامن والوقوف مع الشعب السوري فيما تعرض له جراء الحرب وجراء الزلزال، وفي تقديم مختلف أنواع المساعدات لدعم جهود الحكومة السورية في هذا المجال». وكتب المستشار الدبلوماسي الرئاسي الإماراتي أنور قرقاش على «تويتر» أن «موقف الإمارات واضح بشأن ضرورة عودة سورية إلى محيطها عبر تفعيل الدور العربي، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد خلال استقباله الرئيس بشار الأسد».

وتابع: «يكفي عقد ونيف من الحرب والعنف والدمار، وحان الوقت لتعزيز تعاون وتعاضد دولنا العربية لضمان استقرار وازدهار المنطقة».

وأكد أنّ «نهج الإمارات وجهودها نحو سورية الشقيقة جزء من رؤية أعمق ومقاربة أوسع هدفها تعزيز الاستقرار العربي والاقليمي وتجاوز سنوات صعبة من المواجهة، فقد أثبتت الأحداث المرتبطة بعقد الفوضى وتداعياتها أن عالمنا العربي أولى بالتصدي لقضاياه وأزماته بعيداً عن التدخلات الإقليمية والدولية».

ومن المقرر أن تُعقَد الشهر المقبل قمة عربية في الرياض، ولم يتضح إذا كانت الجامعة العربية ستقرر إعادة عضوية سورية المعلّقة منذ سنوات.