برعاية من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أطلقت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية فعاليات دورتها الـ(18) اليوم الأحد.
وتأتي هذه الدورة تكريماً للمبدعين من الشعراء والنقاد الفائزين بجوائز المؤسسة في الدورتين الـ17 و الـ18 واحتفالاً بصدور «معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات» مع احتفاء خاص بالشاعرين ابن سناء الملك وابن مليك الحموي.
ورحب ممثل سمو الأمير في حفل الافتتاح وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري بالضيوف في بلدهم الثاني الكويت ناقلاً لهم تحيات سمو الأمير راعي هذه الاحتفالية الثقافية الكبيرة التي تستمر ثلاثة أيام وسط حضور دولي حاشد من الأدباء والمثقفين والسياسيين ومن أصحاب الفكر العرب.
وأشاد الوزير المطيري في كلمة ألقاها على مسرح مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي بدور المؤسسة قائلاً «تجتمع المعرفة والإبداع والفكر في رحاب هذه المؤسسة العريقة التي أخذت على عاتقها إثراء حركة الشعر العربي ونقده وتشجيع التواصل بين الشعراء والمهتمين بالشعر العربي من خلال ما تقيمه من فعاليات وما تصدره من مطبوعات ومعاجم البابطين للشعر العربي».
وأضاف أن الفعل الثقافي الذي أحدثته المؤسسة على المستويات المحلية والعربية والإقليمية والدولية كان حدثاً مهماً فقد شرعت المؤسسة أبوابها لنشر رسالة المثقفين على مر العصور والتي مازالت هي رسالة الخير والتسامح.
وأكد على دور المؤسسة وما تقدمه للثقافة العربية من حفظ لتراثها وتحقيق للمخطوطات الشعرية وبما تقدمه من بعثات تعليمية تغطي معظم البلاد الإسلامية وغيرها من أدوار وجهود هي مبعث فخر واعتزاز للجميع ومنارة أخرى على طريق رعاية الكويت للثقافة والانطلاق بها نحو آفاق أكثر إشراقاً ورحابة.
بدوره، أعرب رئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الشاعر الدكتور عبدالعزيز البابطين في كلمته عن تقديره وامتنانه لتكرم حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح برعاية هذه الدورة.
واستدعى البابطين في كلمته رعاية أمراء الكويت لأعمال المؤسسة منذ ظهورها، لافتاً إلى أن رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد دليل ساطع على بصيرة حكام الكويت بقيمة الثقافة باعتبارها تجسيداً لروح الجماعة.
وقال مخاطباً للحضور «تفتح لكم الكويت بلاد العرب قلبها قبل أبوابها ويرحب بكم شعبها الخير المسالم الذي آمن بالعطاء واجباً وبالثقافة رهاناً».
وأضاف «نلتقي اليوم في هذا العرس الثقافي لنكرم الفائزين بجوائز المؤسسة ونحتفل بصدور (معجم البابطين لشعراء العربية في عصر الدول والإمارات) ذلك العمل الموسوعي الضخم الذي يرصد حركة الشعر العربي ما بين سنة 656 حتى سنة 1215 هجرية الموافقة ما بين سنة 1258 إلى سنة 1800 ميلادية وهي حقبة طويلة تزيد على خمسة قرون تعرض تراثها الأدبي والحضاري لكثير من حملات التشويه المتعمد وسوء الفهم».
وذكر البابطين أنه على مدى أكثر من عشر سنوات وبجهود دؤوبة لما يزيد عن 100 أستاذ من نخبة الباحثين والدارسين والأكاديميين و500 مندوب عملوا على جمع مواد المعجم من داخل الوطن العربي وخارجه حتى يخرج المعجم إلى النور في 25 مجلداً من القطع الكبيرة تشتمل على تراجم ونماذج شعرية لنحو 10 آلاف شاعر.
وقال «لقد حلمت قبل زمن بعيد ولا أزال بأن أقدم للمكتبة العربية موسوعة شعرية شاملة ترسم معالم الشعر العربي وتكشف عن ملامحه واتجاهاته على مر العصور فكان أول ما بادرت إلى التفكير فيه عقب إنشاء المؤسسة إطلاق مشروع المعجم وكانت البداية مع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين سنة 1990 وقد صدرت طبعته الأولى بعد خمس سنوات ولا تزال طبعاته تتوالى».
ولفت البابطين إلى أنه «ربما كان من حسن الطالع أن تبدأ فعاليتنا اليوم وتبلغ ذروة فعالياتها وأنشطتها بعد غد الثلاثاء 21 مارس وهو اليوم الذي اختارته الأمم المتحدة ليكون اليوم العالمي للشعر والذي اعتدنا أن نحتفل به سنوياً ومنذ سنة 2008 بمهرجان ربيع الشعر العربي ويصادف أيضاً يوم الثلاثاء 3 مارس وهو اليوم الذي حددناه قبل عشرة أشهر موعداً لانعقاد ديوان الشعر العربي بالكويت».
بدوره، أعرب الدبلوماسي والشاعر د.عبدالعزيز خوجة الحائز على الجائزة التقديرية لإسهاماته في إثراء حركة الشعر العربي في كلمته عن بالغ سعادته بالتكريم الذي حظي به واصفاً إياه بالوسام.
وأكد خوجة أن مؤسسة البابطين الثقافية تعد واحدة من أهم المؤسسات المختصة بالثقافة العربية في الكويت والوطن العربي، لافتاً إلى أنها ومنذ إنشائها حملت على عاتقها صون الموروث الثقافي والحضاري وتصويره بما يدفع نحو الإسهام والاستلهام وحماية الشعر العربي والنهوض به.
من جانبها، مثلت الشاعرة السودانية روضة الحاج الفائزين بجوائز المؤسسة وألقت قصيدة من ديوانها «اذا همى مطر الكلام» الحائز على جائزة أفضل ديوان شعر التي منحتها إياها مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية.
وتقدمت الحاج نيابة عن المكرمين بجزيل الشكر لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية على رعايتها للشعر والشعراء، مضيفة أن «هذه المؤسسة امتد عطاؤها الجزيل على مدى أكثر من 30 عاماً حتى تحولت إلى جسر إنساني».
وكانت الشاعرة والإعلامية السودانية روضة الحاج قد فازت بجائزة أفضل ديوان شعري عن ديوانها (إذا همى مطر الكلام) من بين 124 منافساً في حين فاز الشاعر عبدالله أمين أبوشميس من الأردن بجائزة أفضل قصيدة عن قصيدته (راحيل).
أما في فئة الشباب فقد فازت بجائزة أفضل ديوان الشاعرة آلاء القطراوي من فلسطين عن ديوانها (ساقية تحاول الغناء) وفي فرع جائزة أفضل قصيدة للشباب فاز الشاعر زاهر حبيب من اليمن عن قصيدته (قبضة من أثر الذهول).
وذهبت جائزة أفضل كتاب في نقد الشعر للناقد مصطفى رجوان من المغرب عن كتابة (الشعرية وانسجام الخطاب) مناصفة مع الناقد الدكتور أحمد درويش من مصر عن كتابه (استقبال الشعر) فيما نال الشاعر الدكتور عبدالعزيز خوجة من السعودية الجائزة التكريمية لهذه الدورة.
وتلقت الجائزة مشاركة واسعة من مختلف أنحاء الوطن العربي إذ بلغ عدد المشاركات أكثر من 826 مشاركة في فروع الجائزة المختلفة وبلغ عدد المشاركات في فئة أفضل كتاب في نقد الشعر 56 مشاركة و124 مشاركة في فئة أفضل ديوان وسجلت فئة أفضل قصيدة 341 مشارك بينما سجلت فئة أفضل ديوان للشباب 98 مشاركة وبلغ عدد المشاركين في فئة أفضل قصيدة للشباب 207 مشاركين.