إطلاق نار في حوارة يهدد اجتماع شرم الشيخ

طيارون إسرائيليون ينضمون للاحتجاجات ضد «الانقلاب القضائي» ونتنياهو يدعو الجيش للتصدي لـ «العصيان»

نشر في 20-03-2023
آخر تحديث 19-03-2023 | 20:26
اشتباكات بين محتجين وعناصر أمنية خلال تظاهرة ضد خطة «إصلاح القضاء» في تل أبيب ليل السبت ـ الأحد (أ ف ب)
اشتباكات بين محتجين وعناصر أمنية خلال تظاهرة ضد خطة «إصلاح القضاء» في تل أبيب ليل السبت ـ الأحد (أ ف ب)
بددت عملية إطلاق نار جرت في بلدة حوارة الفلسطينية بالضفة الغربية المحتلة الآمال بالتوصل الى تهدئة خلال شهر رمضان، والتي تزامنت مع اجتماع خماسي عقد في شرم الشيخ المصرية، لمتابعة توصيات اجتماع العقبة، في محاولة لعدم انفجار الوضع خلال الشهر الفضيل.

اطلق مسلح فلسطيني النار أمس على سيارة للمستوطنين في بلدة حوارة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، التي شهدت في الاسابيع الماضية اعتداءات واسعة من قبل المستوطنين بعد عملية ادت الى مقتل شقيقين اسرائيليين.واصاب المسلح سيارة المستوطنين بأكثر من 20 رصاصة، ما ادةى الى اصابة ركابها الاربعة باصابات إحداها خطرة.

واعلن الجيش الإسرائيلي تصفية المنفذ الذي غادر موقع الهجوم سيراً على الأقدام.

وجاء اطلاق النار، بالتزامن من انعقاد مباحثات خماسية في مدينة شرم الشيخ المصرية بمشاركة ممثلين عن إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبحضور بريت ماكغورك، منسق شؤؤون الشرق الاوسط في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزيري خارجية مصر سامح شكري والأردن أيمن الصفدي، لبحث سبل إقرار تهدئة سريعة للحيلولة دون انزلاق الأوضاع المتوترة بالضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، إلى مواجهة عسكرية واسعة مع قرب حلول شهر رمضان يوم الخميس المقبل.

وناقش الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني، بعمق، القضايا التي نوقشت في اجتماع العقبة بالأردن، مع التركيز على المسائل الأمنية، بما في ذلك تعزيز قدرة السلطة الفلسطينية على محاربة العمليات التي تنطلق من مناطق سيطرتها، فضلا عن تطوير المشاريع المشتركة.

ووسط توقعات متواضعة بإمكانية نجاح اجتماع شرم الشيخ، دانت حركة حماس مشاركة السلطة فيه، ودعت إلى إنهاء جميع أوجه التنسيق الأمني بين رام الله وإسرائيل، «والذي منذ قمة العقبة لا يؤدي إلا إلى زيادة التصعيد في الضفة الغربية».

ويأتي الاجتماع الجديد في وقت اتسم العام الحالي بالدموية، بعد مقتل 14 إسرائيليا وإصابة 30 بعمليات نفّذها فلسطينيون، فيما لقي 89 فلسطينيا في الضفة والقدس الشرقية حتفهم، من بينهم 16 طفلا تقل أعمارهم عن 17 عاما برصاص إسرائيلي.

في السياق، أكد مصدر عسكري إسرائيلي أن المشاركة باجتماع شرم لن تؤثر على التزامها بمواصلة عملياتها العسكرية في أرجاء الضفة الغربية «بهدف إحباط أي عملية فلسطينية».

من جانب آخر، اتهمت «سرايا القدس» (الجناح العسكري لحركة الجهاد) إسرائيل بقتل علي رمزي الأسود، أحد قيادييها إثر عملية نفّذها «عملاء إسرائيليون» بوابل من الرصاص بمحيط منزله في ريف دمشق بالعاصمة السورية.

وفي حين أفادت تقارير بأن القيادي المستهدف، (31 عاما)، كان مهندسا وخبيرا بمجال الصواريخ والطائرات المسيّرة، غرّد نتنياهو بعد الإعلان عن الواقعة بساعات عبر «تويتر» بالقول: «إسرائيل ستصل إلى الإرهابيين ومهندسي الإرهاب أينما كانوا».

وليل السبت ـ الأحد، انفجر صاروخ أطلق من غزة بمنطقة مفتوحة، وتسبب في تفعيل صافرات الإنذار بالبلدات الإسرائيلية المحاذية للقطاع.

نتنياهو في سياق آخر، ومع دخول تهديد المئات من الطيارين في سلاح الجو والضباط والجنود الاحتياطيين، إلى حيّز التنفيذ، وذلك بعدم امتثالهم لأوامر الاستدعاء للخدمة العسكرية، رفضاً لمواصلة الائتلاف اليميني الحاكم خطته الرامية لتمرير قانون اصلاح السلطة القضاء، الذي يصفع معارضون بأنه انقلاب على النظام السياسي والقضائي في اسرائيل، دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أمس، رئيس أركان القوات المسلحة والأجهزة الأمنية إلى أن يقاوموا ويمنعوا العصيان في الشوارع وداخل صفوف الجيش بالقوة.

وجاءت دعوة نتنياهو إلى التصدي للاحتجاجات المتصاعدة، بعد ساعات من إعلان عشرات الطيارين الحربيين ومُشغلي طائرات من دون طيار أنهم لن يمثلوا في خدمة الاحتياطي خلال الأسبوعين المقبلين كي يتمكنوا من المشاركة في التظاهرات الرافضة للمساس بديموقراطية الدولة العبرية..

إسرائيل تغتال خبير صواريخ في «الجهاد» بدمشق... والمحكمة العليا الإسرائيلية تمنع بن غفير من التدخل بعمل الشرطة

وجاء في رسالة وقّع عليها مشاركون بالعصيان، أنه على ضوء مواصلة الحكومة سنّ القوانين والتشريعات لإضعاف جهاز القضاء، فإنه ابتداء من اليوم (أمس) فلا ينوون الالتحاق بالخدمة العسكرية والاحتياطي، لأنّ ذلك «يعني إلغاء الديموقراطية والذهاب نحو حكم دكتاتوري».

وأفاد الموقع الإلكتروني لـ «يديعوت أحرونوت»، بأن الحديث يدور عن تهديد لـ 450 ضابطا وجنديا من قوات الاحتياطي ممن يخدمون بوحدات العمليات الخاصة في شعبة المخابرات، إلى جانب 200 آخرين من جنود الاحتياطي في النظام «السيبراني الهجومي»، الذين أعلنوا أنهم لن يمتثلوا لأوامر الاستدعاء لخدمة الاحتياطي، وذلك احتجاجا على تشريع القانون الذي يمنع عزل رئيس الحكومة، ويحصّن نتنياهو، الذي يُحاكم بملفات فساد.

وإضافة إلى ذلك، أعلن 180 من الطيارين في سلاح الجو في خدمة الاحتياطي، وأكثر من 50 وحدة تحكّم وحوالي 40 من مشغّلي الطائرات المسيّرة من معظم الأسراب، أنهم سيكرّسون فترة الخدمة بالاحتياطي في الأسبوع المقبل، في مختلف الوحدات وفي وحداتهم للدعوة إلى الحوار والدفاع عن الديموقراطية، حيث إنهم لن يحضروا إلى التدريبات ولن يشاركوا بها، لكنهم سيستمرون في الأنشطة التشغيلية والعملياتية.

وذكرت صحيفة هارتس أن ثمة توجسا في هيئة الأركان بسبب التطورات القريبة ألا يطول العصيان جنود الاحتياطي وحسب، وإنما يمتد إلى صفوف ضباط وجنود في الخدمة النظامية والدائمة.

وليل السبت ـ الأحد خرج عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى شوارع عدة مدن رئيسية، في مقدّمتها تل أبيب، بهدف تصعيد الاحتجاجات ضد الخطة القانونية.

وأمس، أصدرت المحكمة العليا، قراراً يلزم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بعدم التدخل في عمل عناصر الشرطة الميداني، خاصة خلال التظاهرات والاحتجاجات ضد الخطة الحكومية، فيما شهدت الاحتجاجات الأسبوعية تصعيداً ملحوظاً في العنف والإساءات اللفظية ضد المتظاهرين من قبل متظاهرين مضادين لهم، حيث قام مؤيدو الحكومة بدهس وضرب وشتم ومهاجمة منتقدي خطة «الإصلاح القضائي» التي أثارت موجة قلق غربية وتسببت في انخفاض قيمة الشيكل.

back to top