أعلن بنك يو بي إس، في بيان له، تقديمه عرضا لشراء بنك «كريدي سويس» بـ 3 مليارات فرنك سويسري (3.2 مليارات دولار)، بما يعادل 0.76 فرنك للسهم الواحد.

وأوضح البنك أنه بموجب شروط الصفقة سيحصل مساهمو كريدي سويس على سهم واحد من «يو بي إس» مقابل كل 22.48 سهما من أسهم «كريدي سويس».

Ad

من جانبه، قال البنك المركزي السويسري، في بيان، إنه سيقدم سيولة للبنكين في حال إتمام الصفقة، قائلا إن الصفقة تمثّل حلا لتحقيق الاستقرار المالي وحماية الاقتصاد السويسري في وضع استثنائي.

وفي السياق، تعرّض حاملو سندات بنك كريدي سويس لخسائر تاريخية فادحة، فور الإعلان عن صفقة بيع المصرف لمنافسه «يو بي إس» على ما قيمته 16 مليار فرنك سويسري (نحو 17.3 مليار دولار) من سنداته الخطيرة.

وقالت الهيئة السويسرية للإشراف على سوق المال، عبر موقعها الإلكتروني، إن الصفقة المعلن عنها خلال عطلة نهاية الأسبوع، ستؤدي إلى «شطب كامل» لسندات الدرجة الأولى الإضافية للبنك من أجل زيادة رأس المال الأساسي.

سندات «إيه تي 1» المشار إليها أو «سندات الدرجة الأولى الإضافية»، تصدرها البنوك، وتتميز بالعائد المرتفع، لكنها مصممة من الناحية التنظيمية لامتصاص الخسائر في الأوقات الصعبة وتعرف بأنها «الأكثر خطورة»، وأصدرت لأول مرة عقب الأزمة المالية.

خسائر حاملي سندات «كريدي سويس» هي الأكبر حتى الآن في سوق «إيه تي 1» الأوروبي البالغ حجمه 275 مليار دولار، وتتجاوز بفارق كبير عملية الشطب الوحيدة حتى الآن لهذا النوع من الأوراق المالية.

وكانت عملية الشطب الوحيدة لهذا النوع من السندات خاصة بمصرف بانكو بوبلار الإسباني، حيث تكبّد صغار حملة السندات 1.35 مليار يورو (1.44 مليار دولار) من الخسائر عام 2017، عندما بيعت أعمال المقرض لمنافسه «بانكو سانتاندير» مقابل يورو واحد لتجنب الانهيار.

وفي سياق متصل، قال مجلس الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) مساء الأحد، إنه انضم إلى بنوك كندا، وإنكلترا، واليابان، والبنك المركزي الأوروبي، والبنك الوطني السويسري، في إجراء منسق لتعزيز توفير السيولة من خلال ترتيبات خطوط مبادلة الدولار.

وجاءت هذه الخطوة في أعقاب اتفاق توسطت فيه السلطات السويسرية لجعل بنك يو. بي. إس يشتري منافسه «كريدي سويس» لمنع انهياره، وتشير إلى شدة قلق محافظي البنوك المركزية بشأن الاضطرابات الأخيرة بالنظام المالي في أوروبا والولايات المتحدة.

وذكر مجلس الاحتياطي الاتحادي، في بيان صدر إلى جانب بيانات من البنوك المركزية الخمسة الأخرى: «لتحسين فعالية خطوط المبادلة في توفير التمويل بالدولار، وافقت البنوك المركزية التي تعرض حاليا عمليات بالدولار على زيادة وتيرة عمليات الاستحقاق لمدة 7 أيام من أسبوعية إلى يومية».

وقال المجلس إن العمليات بدأت اليوم، وستستمر على الأقل حتى نهاية أبريل.

«الأهلي السعودي»

وأعلن البنك الأهلي السعودي عن آخر التطورات المتعلقة باستثماره في مجموعة كريدي سويس، موضحاً أن قام في نوفمبر 2022م باستثمار 5.5 مليارات ريال، أي ما يعادل 9.88 بالمئة في مجموعة كريدي سويس كجزء من مشاركته في عملية زيادة رأس المال.

وقال «الأهلي السعودي»، في بيان على «تداول السعودية»، إنه وفقاً للقوائم المالية لعام 2022 والتوقعات المالية لسنة 2023 المعلنة مسبقًا، فإن الاستثمار في مجموعة كريدي سويس أقل من 0.5 بالمئة من إجمالي أصول البنك الأهلي السعودي، و1.7 بالمئة من محفظة البنك الاستثمارية كما في ديسمبر 2022.

وأضاف أنه فيما يتعلق بكفاية رأس المال، فإن التأثير على نسبة كفاية رأس المال للبنك الأهلي السعودي من تراجع القيمة السوقية نحو 15 نقطة أساس، كما في ديسمبر 2022.

وبشأن آخر التطورات المعلنة، يتوقع أن يكون التأثير المحتمل على هذه النسبة نحو 35 نقطة أساس.

وأشار البنك الأهلي السعودي، إلى أنه لا يوجد أي تأثير على أرباحه.

وأوضح أن أي تغيير في القيمة العادلة للاستثمار في مجموعة كريدي سويس لن يؤثر على توقعات وخطط البنك المالية لسنة 2023.

رابطة البنوك

من ناحيتها، أعلنت رابطة موظفي البنوك السويسرية صدمتها من العواقب المحتملة لصفقة إنقاذ بنك «كريدي سويس» (167 عامًا)، بعد تبخّر ثقة العملاء والسوق في المقرض، وما لذلك من تهديدات على فخر البلاد طويل الأمد بخبرتها المصرفية.

جاء هذا بعد أن توسّط المنظمون للقطاع المصرفي في حزمة إنقاذ لإتمام الصفقة والتي يدفع بموجبها بنك «يو بي إس» 3 مليارات فرنك سويسري (3.23 مليارات دولار) لبنك «كريدي سويس»، ويتكبد خسائر تصل إلى 5.4 مليارات دولار.

ويمتلك البنكان، وهما من أكثر البنوك أهمية في التمويل العالمي، أصولًا مجمعة تصل إلى 140 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، وفق بيانات البنك المركزي، في بلد يعتمد بشكل كبير على التمويل لاقتصاده.

وطالبت رابطة الموظفين من بنك يو بي إس إبقاء تخفيضات الوظائف عند الحد الأدنى، وأضافت أن وظائف عدد كبير جدا من الموظفين معرّضة للخطر، وفق بيان لـ «رويترز».

وكتبت صحيفة إن زد زد السويسرية، في مقال لها، تهاجم فيه «كريدي سويس» أن القيمة السوقية لأسهم البنك بلغت 100 مليار فرنك سويسري في عام 2007، لم يتبق منها سوى سبعة مليارات فرنك فقط الجمعة، وتسبب في هذا المدراء الذين استخفوا بالمخاطر، وأعضاء مجلس الإدارة الذين فشلوا في السيطرة على الأمور.

ووصفت صحيفة تاجز-أنزيغر السويسرية الواقعة بأنها فضيحة تاريخية، وأضافت أن المنظمين الحكوميين للقطاع المصرفي في سويسرا سمحوا لأنفسهم بأن تتم سرقتهم على يد بنك يو بي إس.