بينما تفيد المعلومات بأن ملف حرب اليمن سيشهد خلال شهر رمضان حلحلة بعد الاتفاق السعودي - الإيراني، قال طرفا الصراع في اليمن أمس إنهما توصلا إلى اتفاق على تبادل أسرى بعد محادثات في سويسرا برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
وكشف رئيس وفد حكومة اليمن في المفاوضات إنه سيجري تبادل نحو 880 أسيرا. وقالت جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران إنها ستطلق سراح 181 أسيرا، من بينهم 15 سعوديا وثلاثة سودانيين، مقابل 706 أسرى من الحوثيين، وذلك بحسب بيانين على «تويتر» لعبدالقادر المرتضى رئيس لجنة شؤون الأسرى بجماعة الحوثي، ومحمد عبدالسلام كبير المفاوضين في الجماعة.
وقال المرتضى في التغريدة إنه جرى «الاتفاق على تنفيذ صفقة تبادل واسعة تشمل 706 من أسرانا في مقابل 181 من أسرى الطرف الآخر بينهم سعوديون وسودانيون. وسيتم تنفيذ الصفقة بعد ثلاثة أسابيع... تبادل الأسرى سيتم في غضون ثلاثة أسابيع، وإن جولة أخرى من المحادثات ستُعقد بعد انقضاء شهر رمضان». ورحبت الحكومة المعترف بها دوليا، وتتخذ من عدن مقرا لها، بالاتفاق.
وقالت وزارة الخارجية، في بيان، إن الفريق الحكومي «تعامل بجدية ومسؤولية كاملة مع هذا الملف الإنساني المهم لإطلاق أكبر عدد ممكن من الأسرى والمحتجزين، بهدف لم شمل مئات الأسر بذويهم الذين طال انتظارهم». ولم تؤكد الأمم المتحدة ولا اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه تم التوصل إلى اتفاق.
ومن المأمول أن يسهم التوصل لاتفاق في تيسير مساع أوسع نطاقا لإنهاء الصراع، والتي تعززت بعد استئناف العلاقات بين إيران والسعودية هذا الشهر.
وقال هانز غروندبرغ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن لمجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، إن ثمة مساعي دبلوماسية مكثفة على مختلف المستويات لإنهاء القتال.
وجرت مناقشات حول تبادل قرابة 15 ألف أسير لهم علاقة بالصراع بوصفه إحدى الخطوات الرئيسية لبناء الثقة بموجب اتفاق ستوكهولم الذي توسطت فيه الأمم المتحدة في ديسمبر 2018. لكن التقدم بطيء، إذ نسقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضع صفقات تبادل، من بينها عمليات في 2020 و2022، بالإضافة إلى اتفاقات أصغر بشكل مباشر بين الطرفين المتحاربين.
ويُنظر إلى الصراع في اليمن على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران. وتدخل ائتلاف بقيادة السعودية في اليمن في 2015 بعدما أطاح الحوثيون، بدعم من إيران، بالحكومة من العاصمة اليمنية صنعاء في 2014. وصمدت إلى حد كبير هدنة توسطت فيها الأمم المتحدة في أبريل، رغم انتهاء مدة العمل بها في أكتوبر من دون أن يتفق الطرفان على التمديد.