حصل برنامج تكنولوجيا النانو والمواد المتقدمة التابع لمركز أبحاث الطاقة والبناء في معهد الكويت للأبحاث العلمية على براءة اختراع من المكتب الامريكي لبراءات الاختراع التابع لوزارة التجارة الأمريكية، وذلك نتيجة تحقيق إنجاز علمي رائد واختراع تقنية مبتكرة في مجال تكنولوجيا النانو، وقد سجلت براءة الاختراع باسم د. ناصر الصايغ باحث علمي مشارك، وم. علي الصايغ.
واستحدث الباحثان تكنولوجيا مبتكرة في اختراع جهاز قادر على تصنيع سوائل التبريد الميكرووية والنانوية وقياس أداءها الحراري في أجهزة الحاسوب التي تعمل بسوائل التبريد، وذلك بهدف خفض حرارة وحدة معالجة الحاسوب ووحدة معالجة الرسومات بصيغتهم الأحادية أو المتعددة وتحت إعداداتهم المتسلسلة أو المتوازية.
وقدّم فريق البحث العلمي الدليل العلمي القاطع لإثبات فاعلية أن النظام المقترح هو النظام الوحيد القادر على تصنيع السوائل المحتوية على المعلقات، مع إمكانية التحكم في درجات حرارتهم أثناء الإنتاج أو خلال التدفق أو الاثنين معاً، بالإضافة إلى قياس الأداء الحراري لتلك السوائل النانووية أو الميكرووية بمختلف معدلات تدفقها على أي وحدة معالجة حاسوب أو وحدة معالجة الرسوم أو كليهما معاً، والتي يتم بها استخدام السوائل في عملية التبريد.
كما ويستطيع المستخدم إضافة مبادل حراري إضافي من أي طراز يتم إيصاله بالنظام لاختبار التأثير الحراري لتلك السوائل المتطورة عليه.
وتكمن أهمية هذا الابتكار في قدرته على تصنيع سوائل تبريد مطورة ميكرووية ونانوية بطريقة محكمة، مما يوفر الوقت، ومتفادياً الأخطاء البشرية المصاحبة للإنتاج الذاتي لمثل تلك السوائل المتقدمة، ويُساهم بخفض التكلفة الكلية نظراً لعدم الحاجة لوجود أجهزة خلط إضافية خارجية لإنتاج مثل تلك السوائل والأيدي العاملة القادرة على تشغيلها، كما يُساهم في زيادة كفاءة نظام التبريد لحواسيب الجيل الحالي والقادم التي تعتمد على السوائل في تبريد وحدات المعالجة المستخدمة فيها، هذا بالإضافة إلى أن الجهاز المبتكر يعد صديقا للبيئة، حيث لا ينتج عنه أي انبعاثات غازية.
جدير بالذكر، أن السوائل النانوية هي واحدة من أحدث التقنيات التي توصل لها العلم الحديث بعد قرابة قرن من الجهود العلمية والأبحاث النظرية والمختبرية، المعنية بتحسين الخواص الحرارية للسوائل المتعارف عليها، والمستخدمة في التطبيقات التي تعتمد على نقل الحرارة؛ وذلك لأن السوائل التقليدية تتسم بمحدودية التوصيل الحراري، إذ أن قدرتها على نقل الحرارة لا تتناسب مع التطورات الحديثة والمتلاحقة في بنية المعدات الهندسية، لذا اتجه العلماء إلى إضافة جسيمات معدنية بحجم النانو والميكرو مع تلك السوائل، بهدف زيادة خاوصها الحرارية، معتمدين في ذلك على أن الأجسام الصلبة بشكل عام والمعادن بشكل خاص، لها قدرة أكبر من قدرة السوائل على نقل الحرارة، حيث تُعد الأنظمة التي تحتوي على وحدة معالجة الحاسوب أو وحدة معالجة الرسومات المبردة بالسوائل مع إعداداتهم المختلفة، من أهم التطبيقات التي يستهدفها هذا الابتكار، إذ يمكن تطويع هذا الاختراع لتقليل الانبعاثات الحرارية الناتجة من وحدات تخزين البيانات العملاقة المستخدمة في جهات الدولة المختلفة.