في خطوة نادرة الحدوث وتبرز توتر العلاقات بين الحليفين بشكل ملحوظ منذ وصول الائتلاف الديني المتشدد للسلطة في الدولة العبرية قبل نحو 3 أشهر، استدعت وزارة الخارجية الأميركية سفير إسرائيل لدى واشنطن مايك هرتسوغ، احتجاجاً على إلغاء الكنيست (البرلمان) لقانون فك الارتباط، مما سيسمح بإعادة المستوطنين إلى 4 مستوطنات تم تفكيكها في 2005 على أرض جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال بيان صادر عن «الخارجية» الأميركية، ليل الثلاثاء ـ الأربعاء، إن نائبة وزير الخارجية ويندي شيرمان أعربت بعد اجتماعها مع هرتسوغ، عن قلق واشنطن البالغ من إلغاء مواد مهمة بالقانون، وأكدت أن شيرمان وهرتسوغ «ناقشا أهمية امتناع جميع الأطراف عن الإجراءات أو الأحاديث التي قد تزيد من تأجيج التوترات قبل شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي»، في إشارة إلى تصريح وزير المالية بتسلئيل سموتريتش الذي نفى وجود الشعب الفلسطيني الأحد الماضي، وأثار عاصفة انتقادات وإدانات دولية.
وقبل استدعاء السفير، نشر المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل بياناً شديد اللهجة وجه خلاله انتقاداً لإلغاء «فك الارتباط» واتهم حكومة بنيامين نتنياهو بانتهاك الالتزامات الإسرائيلية التي قدمت قبل 20 عاماً، والتعهدات التي تقدمت بها قبل يومين بمدينة شرم الشيخ بشأن منع التصعيد.
وأمام الانتقادات الحادة والغضب المتنامي في البيت الأبيض، سعى نتنياهو إلى التقليل من أهمية القرار، متعهداً بعدم بناء مستوطنات في المواقع الـ 4. وجاء في بيان أصدره مكتبه أمس، أن «قرار إلغاء أجزاء من قانون فك الارتباط يضع حداً لقانون تمييزي ومهين منع اليهود العيش بمناطق في شمال الضفة الغربية، جزء من موطننا التاريخي، ومع ذلك، لا يوجد للحكومة نوايا لإقامة مستوطنات جديدة في هذه المناطق».
في هذه الأثناء، صدرت عدة إدانات عربية ودولية لقرار الكنيست، في حين تواصلت مظاهر الغضب ضد تصريحات سموتريتش. ففي حين أفادت أوساط عبرية بأن الإمارات تدرس تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في تل أبيب اعتراضاً على تكرار تصريحات وزير المالية الإسرائيلي الاستفزازية، صوّت مجلس النواب الأردني على توصية للحكومة بطرد السفير الإسرائيلي من عمان، احتجاجاً على ما صدر من سموتريتش الذي استخدم خريطة تظهر كامل المملكة الأردنية ضمن حدود «إسرائيل الكبرى».
ووسط مخاوف من اندلاع مواجهات قد تكون الأعنف منذ سنوات طويلة بين الفلسطينيين وإسرائيل خلال رمضان، خصوصاً بالقدس، عزلت سلطات الاحتلال قيادات فلسطينية في سجونها، على أثر دخول نحو ألفي أسير في إضراب مفتوح عن الطعام، رفضاً للإجراءات التي فرضها وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير.
في غضون ذلك، اعترض الجيش الإسرائيلي طائرة مسيرة تابعة لـ «حماس» بصاروخين من «القبة الحديدية» خلال تحليقها في أجواء غزة.