شي مودعاً بوتين: نقود تغييرات لم تحدث منذ 100 عام
• زيلينسكي يزور باخموت ومقتل 4 بقصف على كييف
• موسكو تهدد بردّ قوي على «ذخيرة اليورانيوم»
اختصر الرئيس الصيني شي جينبينغ أهداف زيارته لروسيا، التي استمرت 3 أيام، في حوار بسيط مع نظيرها الروسي لدى مغادرته، متحدثاً عن قيادتهما لتغييرات عالمية لم تحدث منذ قرن، تشمل تشكيل نظام عالمي جديدي متعدد الأقطاب.
وقال الرئيس الصيني لنظيره الروسي، لدى مغادرته، «الآن هناك تغييرات لم تحدث منذ 100 عام. عندما نكون معاً فإننا نقود هذه التغييرات». ورد بوتين بالقول «اتفق معك»، وأضاف شي: «اعتن بنفسك يا صديقي العزيز من فضلك».
وقال بوتين، في تصريح نشره موقع الكرملين، «إننا نعمل في تضامن على تشكيل نظام عالمي متعدد الأقطاب وأكثر عدلا وديموقراطية والذي يجب أن يقوم على أساس الدور المركزي للأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها والقانون الدولي وأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة».
ورغم هيمنة حرب أوكرانيا وكذلك قضايا الطاقة والتجارة على محادثاته الطويلة مع بوتين، لم يأت شي على ذكر هذا الصراع تقريباً طوال زيارته التي قال بنهايتها إن الصين لديها «موقف محايد».
ورحب بوتين بخطة شي للسلام الرامية إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا والمكونة من 12 نقطة، وألقى باللوم على كييف والغرب لرفضها.
وقال بوتين: «نعتقد أنّ العديد من النقاط الواردة في خطة السلام الصينية يمكن أن تكون أساساً لتسوية سلمية عندما يكون الغرب وكييف مستعدّان لها. لكنّنا لا نرى في الوقت الحالي أيّ استعداد مماثل من جانبهم».
وأوضح شي أنّ الصين «تسترشد دائماً بمبادئ الأمم المتّحدة وتسعى لتسوية سلمية»، مؤكّداً «نحن دائماً مع السلام والحوار».
إعلان مشترك
وفي إعلان مشترك، هاجم الزعيمان الغرب بشدّة متّهمين الولايات المتحدة بـ «تقويض» الأمن العالمي للحفاظ على «أفضليتها العسكرية» فيما أعربا عن «قلقهما» من الوجود المتزايد لحلف شمال الأطلسي في آسيا.
وقالت روسيا والصين إنّهما ترفضان حدوث أيّ حرب نووية في حين وصل التوتر مع الغرب الى أوجه، وأكّدتا أن الجميع سيكون خاسراً في مواجهة مماثلة. وأوضح البلدان في الإعلان المشترك أنّه لا يمكن أن يكون هناك رابحون في حرب نووية، ويجب ألا تحدث أبداً».
وأكد بيان صيني أن «الزعيمين يتشاركان في الرأي القائل إن هذه العلاقة قد تجاوزت النطاق الثنائي بكثير واكتسبت أهمية بالغة للمشهد العالمي ومستقبل البشرية».
البيت الأبيض
وقال منسق الأمن القومي الأميركي جون كيربي، في البيت الأبيض، «لا ننظر إلى الصين على أنها موضوعية ومحايدة بأي شكل من الأشكال والرئيس شي لم يُدن الغزو ورأى أنه من المناسب الطيران إلى موسكو ولم يتحدث مرة واحدة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ولم يزر أوكرانيا ولم يكلف نفسه عناء ذلك».
واعتبر كيربي أن «الصين إذا أرادت الآن أن تلعب دوراً بناء هنا في هذا الصراع فعليها أن تضغط على روسيا لسحب قواتها من أوكرانيا، وحث بوتين على الكف عن قصف المدن والمستشفيات والمدارس ووقف جرائم الحرب والفظائع وإنهاء الحرب اليوم».
وفيما قال المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، إن «رد الفعل الجماعي غير الودي والعدائي الصادر عن الغرب على جميع القضايا، ليس مفاجئاً لأحد، دعا المتحدث باسم «الخارجية» الصينية وانغ وون الولايات المتحدة إلى إعادة النظر في دورها بالصراع الأوكراني، والتوقف عن إلقاء اللوم على الصين.
وقال: «الصين ليست من المحرضين على الأزمة الأوكرانية، وليست طرفا فيهاً، والولايات المتحدة تعتبر موقفها غير عادل، ولكن هل من العدل أن تزود ساحة المعركة بالأسلحة باستمرار؟».
باخموت وكييف
ميدانياً، زار زيلينسكي، أمس، قواته قرب مدينة باخموت، الواقعة على الخطوط الأمامية للقتال، وسلم ميداليات للمقاتلين، وتعهد بمحاسبة روسيا على كل أفعالها ضد الأوكرانيين.
وخلال وجود شي في موسكو، قال الجيش الأوكراني إن روسيا شنت «غارات جوية ضخمة» ليل الثلاثاء - الأربعاء بمشاركة 21 طائرة مسيّرة من طراز شاهد-136 الإيرانية، مما أسفر عن مقتل 4 بمدرسة مهنية في منطقة كييف واندلاع حريق طال أكثر من 300 متر مربع.
ولدى استعداد شي لمغادرة موسكو، انطلقت صفارات الإنذار في أنحاء كييف وشمال وشرق أوكرانيا مع ورود تقارير عن هجمات بطائرات مسيرة.
وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو محاولة ضرب أهداف في شبه جزيرة القرم وسيفاستوبول بثلاث طائرات مسيّرة تم تدميرها جميعاً، مؤكداً استكمال تحديث نظام الدفاع الصاروخي بحلول نهاية العام، مع دخول محطة التحكم الفضائي «رازفيازكا» إلى الخدمة.
وإذ أعلن شويغو تدمير القوات الجوية أكثر من 20 ألف منشأة عسكرية أوكرانية خلال 140 ألف طلعة، في إطار العملية العسكرية، اتهم الولايات المتحدة بالعمل على تعزيز وجودها العسكري في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وإنشاء «هيكل أمني» لمواجهة روسيا والصين.
ذخيرة نووية
وفي تصريحات بعد قمته مع شي، دان بوتين الخطط البريطانية لإرسال ذخيرة دبابات تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا، وحذر من تداعيات ذلك.
وقال بوتين «إذا حدث كل هذا، فسيتعين على روسيا الرد وفقا لذلك، بالنظر إلى أن الغرب بشكل جماعي بدأ بالفعل في استخدام أسلحة ذات مكون نووي».
وحذر وزير الخارجية سيرغي لافروف من أنّ تسليم لندن لكييف ذخيرة اليورانيوم سيمثّل «تفاقماً خطيراً» للنزاع.
وأكد رئيس مجلس الدوما فياتشيسلاف فولودين أن هذه الخطوة ستجلب مأساة عالمية سوف تؤثر على الدول الأوروبية.
ونفى وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي وجود تصعيد نووي في الحرب الأوكرانية، قائلاً: «لا يوجد تصعيد نووي. الدولة الوحيدة في العالم التي تتحدث عن قضايا نووية هي روسيا. لا يوجد تهديد لروسيا، الأمر يتعلق فقط بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها».
ومع تجديد زيلينسكي الطلب من حلفائه تقديم المزيد من المساعدات، بما في ذلك الذخيرة دون تأخير، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية، باتريك رايدر، تسريع عملية تسليم 31 دبابة من طراز أبرامز لأوكرانيا إلى الخريف.