كل عام والجميع بخير في شهر الخير والرحمة والبركة وصفاء النفوس والتوبة والتسامح والصفح عن الخصوم، فهو فرصة لمراجعة أنفسنا، فهذا الشهر الفضيل هو شهر العطاء والشعور والإحساس بمعاناة الآخرين من الفقراء والمحتاجين الذين ينتظرون منا دعمهم مادياً ومعنوياً لرسم الابتسامة على شفاههم الجافة بسبب ظروف الحياة الصعبة التي يواجهونها.
فهناك من يتفاخر بموائد الإفطار التي تنتهي في الحاويات في حين هناك من ينتظر رغيف خبز لأسرته لما يتعرضون لها في دولهم، وبالتالي فإن عملية التباهي بالموائد التي تنتشر صورها في شتى وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن نعي جيداً أنها إسراف يحرمه ديننا الحنيف، وأن نضع بعين الاعتبار أن هناك من ينتظر منا أن نتقاسم معه هذه الموائد التي تكفي أسراً مهجرة بسبب الظروف المختلفة التي تعرضوا لها، آخرها الزلازل في تركيا وسورية وما خلفته من هجرة العديد من الأسر التي تعيش رغم قساوة الظروف المناخية في مخيمات وأماكن تفتقد لأبسط مقومات الحياة.
وعلينا في هذا الشهر الفضيل ألا ننسى تربية النفوس وترويضها وعدم افتعال المشاكل، خصوصاً من بعض قائدي المركبات الذين يسابقون الزمن للوصول إلى وجهاتهم، حتى لو كلفهم ذلك إيذاء الآخرين بشتى الصور، فضلا عن تلفظهم بأقسى الألفاظ مخالفين الدين والشريعة في العديد من الأمور وعلى رأسها الصيام.
والطامة الكبرى بمن يتفاخر أمام الآخرين بعدم صيامه لأسباب وأعذار يختلقها لأنه يكذب على نفسه على غيره، كمن يدعي المرض حتى يصاب به ويندم على ذلك، كما يجب استغلال هذا الشهر الفضيل لتجاوز الخلافات بين الأبناء والإخوة والأقارب والأصدقاء، وهو فرصة للعاقين بوالديهم لمحو تراكمات سنين وأشهر وأيام.
والصيام فرصة للابتعاد عن الأجواء الضبابية وما خلفته من إحباط بسبب ما نتعرض له من هزات بين الفينة والأخرى وصدمات غير متوقعة، بعيداً عن المشاحنات التي تولدت معها المعاناة، كما أنه فرصة لتطهير الذنوب والمعاصي التي ارتُكبت بحق النفس والآخرين من تجاوزات وتلاعب وغيرها من الأمور التي لا تعد ولا تحصى، لا سيما أولئك الذين يكيفون الدين حسب مبتغاهم.
آخر السطر:
في هذا الشهر الكريم هناك العديد من الفرص لتربية أخلاقنا وتقويمها واحترام الآخرين حتى لا يضيع الصيام.