يشارك جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك «جيه بي مورغان» بنشاط ويقود زمام المبادرة في المناقشات حول كيفية إنقاذ بنك «فيرست ريبابليك» لتفادي انهيار آخر قد تكون له تداعيات سيئة على القطاع المصرفي.

«فيرست ريبابليك» هو أحدث بنك أمريكي يتعثر منذ أن بدأت الأزمة المصرفية في وقت سابق من هذا الشهر، في أعقاب انهيار «سيليكون فالي» و«سيجنيتشر» واضطرار «كريدي سويس» لبيع أعماله إلى منافسه «يو بي إس».

ويتعرض «فيرست ريبابليك» لضغوط من التدفقات الخارجة من حسابات المودعين منذ انهيار بنك «سيليكون فالي» في وقت سابق من هذا الشهر، ويخشى المسؤولون والمصرفيون أن ينهار البنك بما يطلق العنان لأزمة عميقة لاحقاً.
Ad


ديمون يبادر

بعد جهود بقيادة ديمون والحكومة الأمريكية والاحتياطي الفيدرالي، أودعت أكبر البنوك في البلاد 30 مليار دولار لدى «فيرست ريبابليك» لتعزيز الثقة فيه.

مع ذلك، فشلت هذه الوديعة الضخمة في تهدئة مخاوف المستثمرين واستمرت الضغوط على السهم الذي لا يزال منخفضاً بنحو 90% منذ بداية هذا الشهر تقريباً.

إلى جانب جهود ديمون في إقناع الرؤساء التنفيذيين للمصارف بالموافقة على الوديعة، ساعد «جيه بي مورغان» البنك في الحصول على بعض السيولة في أعقاب سيطرة المنظمين الفيدراليين على «سيليكون فالي بنك» مباشرة.

الآن يفكر قادة القطاع المصرفي الأمريكي وفي مقدمتهم ديمون في الاستثمار مباشرة في بنك «فيرست ريبابليك»، مع تحويل ودائعها إلى زيادة رأس مال المصرف كبديل لإنقاذه.

الندم على التدخل

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتدخل فيها «جيه بي مورغان» ورئيسه جيمي ديمون لإنقاذ البنوك ومحاولة احتواء التوترات في القطاع المصرفي، لكن في التجارب السابقة لم يمر الأمر بشكل جيد.

استحوذ «جيه بي مورغان» على البنك الاستثماري «بير ستيرنز» في مارس 2008 مقابل 1.4 مليار دولار، في صفقة رعاها مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، بعد انهيار أعمال المصرف المباع.

اشترى أيضاً الأعمال المصرفية التابعة لـ«واشنطن ميوتشوال» في وقت لاحق من ذلك العام مقابل 1.9 مليار دولار، في ما عرف لاحقاً وحتى الآن بأكبر حالة انهيار مصرفي في تاريخ الولايات المتحدة.

عرض الفيدرالي 30 مليار دولار لدعم صفقة «بير ستيرنز»، كما استحوذ البنك المركزي الأمريكي بنفسه على أصول البنك المنهار ذات العبء الأكبر، والتي رفض «جيه بي مورغان» الاستحواذ عليها.

مع ذلك، فإن شراء البنكين وضع «جيه بي مورغان» في مأزق بسبب مشاكلهما، وأبدى ديمون غضبه علناً من مقاضاة المنظمين الأمريكيين لبنكه بسبب الجرائم والمخالفات التي ارتكبها «بير ستيرنز» قبل الاستحواذ.

في النهاية، اضطر «جيه بي مورغان» إلى دفع ما مجموعه 19 مليار دولار لتسوية النزاعات مع المنظمين الناجمة عن صفقتي «بير ستيرنز» و«واشنطن ميوتشوال».

كتب ديمون في خطاب عام 2015 إلى المساهمين «لا، لن نفعل شيئاً مثل ’بير ستيرنز‘ مرة أخرى، ولا أعتقد أن مجلسنا سيسمح لي بفعل ذلك».

هل يختلف فيرست ريبابليك

تعهدت البنوك الكبرى بما في ذلك «جيه بي مورغان» بالاحتفاظ بالوديعة لمدة ثلاثة أشهر في «فيرست ريبابليك»، لتوفير الوقت له من أجل العثور على حل لمشاكله.

وقال «فيرست ريبابليك» إن الوديعة الضخمة تعكس الجودة المستمرة لأعماله، وصفها بأنها تصويت على الثقة في البنك والنظام المصرفي الأمريكي بأكمله، لكن لا يبدو أنه أقنع الجميع.

خفضت الوكالات مثل «ستاندرد آند بورز» التصنيف الائتماني للبنك إلى فئة غير مرغوب فيه، مشيرة إلى استمرار المخاوف بشأن التمويل على الرغم من جهود الإنقاذ التي يقودها أكبر البنوك.

وسحب العملاء 70 مليار دولار من ودائعهم في البنك أو نحو 40% من إجمالي الودائع لدى المصرف، رغم تباطؤ التدفقات الخارجة منذ إيداع الثلاثين مليار دولار يوم الخميس.

فيما انخفضت قيمة سهم «فيرست ريبابليك» بنسبة 47.1% دفعة واحدة يوم الاثنين، في اليوم الأول من التداولات بعد الإعلان عن بيع بنك «كريدي سويس» لـ«يو بي إس»، وشهدت تقلبات حادة في اليومين التاليين.