هل تريد أن تعرف لماذا يتحاشاك الناس، وقد يسخرون منك من وراء ظهرك، بل يحتقرونك؟
إليك هذه الوصفة: تحدث دائماً عن نفسك ولا تستمع أبداً لأي شخص لمدة طويلة، بل قاطع الذي يتحدث أمامك بمجرد ورود أي فكرة في ذهنك، واعلم أن الذين يتحدثون معك يهتمون بأنفسهم ورغباتهم ومشاكلهم أكثر من اهتمامهم بك وبمشاكلك.
اعرف هذه الحقيقة الآن قبل أن تخسر الجميع من حولك، وتعلم فن الاستماع بل شجّع الآخرين على أن يتحدثوا عن أنفسهم تكن محبوباً، لقد ذكر هذه الحقيقة «ديل كارنيجي» صاحب الكتاب المشهور «كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر على الآخرين» في قصة قد حدثت معه أثناء حضوره دعوة على العشاء من أحد أصدقائه حيث قابل هناك عالم نبات، وظل هذا العالم يتحدث مع ديل كارنيجي لفترة طويلة عن النباتات الأجنبية والتجارب التي تجرى لإيجاد أشكال جديدة في الحياة النباتية والحدائق الداخلية، وعلى الرغم من أن كارنيجي لم يتحدث إلا ببضع كلمات فإن العالم شعر بالسعادة في الحديث معه، بل مدحه أيضاً، وأخبر الموجودين أن كلامه كان محفزاً جداً، وأنه كان محاوراً ممتعاً للغاية، وفوجئ كارنيجي بهذا الإطراء رغم أنه لا يعرف أي شيء عن النباتات غير أن الذي فعله هو الاستماع فقط.
لكي تتقن هذا الفن عليك أولاً أن تتعلم كيف تصمت وتكف عن الثرثرة، فهي تخفي الجهل كما عبر عنها رولف دوبلي في كتابه «فن التصرف بوضوح»، وأضاف أيضاً أن التعبير اللفظي هو مرآة العقل، فالأفكار الواضحة تصبح جملاً واضحة، في حين الأفكار الغامضة تتحول إلى ثرثرة فارغة.
لذا احفظ هذه: صمتك وقت الفوز ثقة، وصمتك وقت الغضب قوة، وصمتك وقت العمل إبداع، وصمتك وقت الإساءة حكمة، وصمتك وقت السخرية تَرَفّع، وصمتك وقت الاستفزاز انتصار، وصمتك وقت نصيحة الناس أدب، وصمتك وقت الاحتياج عزة نفس، وصمتك وقت الحزن شكواك لله وحده، لا تنطق بالكلام إلا إذا كان كلامك خيراً من صمتك. فالصمت سيعلمك حسن الاستماع، فقد تجد صعوبة في البداية نعم، لكن قاوم رغبتك تلك.