الحياة هي السلسلة المتصلة من اللحظات والأيام التي نعيشها بجميع تفاصيلها ومواقفها الحزينة والسعيدة، هذه المواقف التي تمر بنا بسرعة فائقة لا نستطيع أن نستشعرها مهما حاولنا، هي التي تشكلنا وتجعلنا في ما نحن عليه اليوم، والمتعارف عليه في معظم مجتمعات العالم خصوصا العربية أن نمط حياتنا كأشخاص غالبا ما يتم ربطه بالعمر ومدى تأثيره على مختلف تصرفاتنا وما نستطيع القيام به أو لا نستطيع في هذه الفترة المحددة من الحياة.
وعلى الرغم من زيادة نسبة المتعلمين في مجتمعنا العربي، فإننا ما زلنا نضع العمر عائقا لما نريده في حياتنا، وكأن الحياة توقفت لمن وصل منا الى عمر السبعين والثمانين وحتى التسعين، وكأنهم أصبحوا مجرد متفرجين على هذه الحياة وغير قادرين على المشاركة فيها كما كانوا يفعلون سابقا.
والعمر من جهة أخرى هو حصيلة الأيام التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنا، وكل يوم إضافي هو فرصة جديدة لإضافة خبرات ومغامرات وحتى تجارب جديدة لنا مهما كان عمرنا أو ظروفنا المحيطة، وما زالت الأمثلة العديدة حولنا تثبت أن العمر مجرد رقم لا دخل له بجودة حياتنا، فكم من الأشخاص الذين حصلوا على أعلى الشهادات العلمية في الثمانين والتسعين من العمر، وكم من المشاهير الذين تجاوزوا الثمانين من العمر وما زالوا في أعلى نشاطهم البدني والعقلي.
ومن الأمثلة المعروفة الممثلة الأميركية الشهيرة جين فوندا التي أكملت عامها الخامس والثمانين ولكن لالتزامها بنظام غذائي ورياضي صحيح استطاعت أن تحافظ على شبابها المستمر حتى اليوم.
ونستطيع أن نرى الجوانب الإيجابية العديدة المرتبطة بالوصول إلى عمر متقدم والمتمثلة بالاستقرار المادي والمعنوي، والخبرة في التعامل مع توافه الأمور التي غالبا ما يتم تعظميها بين من هم أقل عمرا.
في الختام فإن العمل على زيادة استغلال هذه المميزات الإيجابية التي يتمتع بها من وصلوا إلى هذه الأعمار هو أهم ما يجب أن يتم التركيز عليه، بدلا من الإحباطات والقيود المجتمعية التي ما زال المجتمع يفرضها على من تقدموا في العمر.