شائعات حول تاريخ صلاحية الدواء
تعد الأدوية من المواد الكيميائية الحساسة جداً، فهي مصنعة بتقنيات عالية، وتخضع لدراسات دقيقة وتحاليل حول فعاليتها في علاج الأمراض على اختلاف أنواعها والمضاعفات الجانبية لها، للكبار والصغار، وقد تكون هذه العلاجات محضرة بجرعات أكبر للمادة الفعالة نفسها لتستعمل في علاج الحيوانات على اختلاف أوزانها وأنواعها، علما أن كثيراً من الأمراض المتعارف عليها بين الناس نفسها عند الحيوانات، وأحيانا نضطر إلى أن نعالج الحيوانات الأليفة الصغيرة بأدوية البشر!
ولقد لاحظنا في الآونة الأخيرة كثيراً من الإشاعات حول استعمال هذه الأدوية الكيميائية بعد انتهاء تاريخ الصلاحية المذكور على العلبة، وللأسف من الصيادلة من يشارك في هذه المعلومات بشكل عام لمتابعيهم في وسائل التواصل الاجتماعي، في حين تختلف تواريخ صلاحية الأدوية والأغذية باختلاف حالات التصنيع وثباتها والمواد الحافظة لها ووقت تصنيعها، وكيفية شحنها ومواقع تخزينها ودرجة الحرارة المتوقعة لفسادها، حتى أن كثيراً من العلاجات الحساسة لظروف البيئة الخارجية قد تحتاج وضعية معينة وظروفا حرارية بمنتهى الدقة لشحنها أو نقلها حتى تصل إلى المريض، وعلى الصيادلة في القطاعين تنبيه المريض بظروف الدواء وتخزينه لضمان صلاحيته خلال فترة العلاج واستعماله بحالته الجيدة.
فإذا علمنا أن تاريخ الفتح على العلاج بمختلف أشكاله الصناعية (حبوب، كبسولات، كريم، قطرات، حقن، وغيرها) قد يختلف عن التاريخ المذكور على الغلاف من وقت التصنيع، فهنا سيكون الحرص أكبر في مراعاة استعمال الدواء حتى قبل انتهائه حسب التاريخ المعلن على العلبة منذ التصنيع.
فعلى سبيل المثال القطرات العينية التي تحتوي على المضادات الحيوية والستيرويدية لا ينصح باستعمالها أكثر من المدة المحددة من الطبيب، وغالياً أقل من شهر، في حين قطرات الأذنين قد تستعمل حتى تاريخها المعلن عليها. أما القطرات المرطبة للعين تتراوح بين الشهر و6 أشهر من تاريخ الفتح، أما الأدوية السائلة (الأشربة) لمختلف العلاجات فلا تصلح بعد شهر من تاريخ فتحها، لما تحتويه من مواد سكرية أو محلية، فتتعرض للأكسدة والتلوث بسبب فتح العبوة عدة مرات يومياً، أما الحبوب أو المضغوطات والكبسولات فروحها أطول وحسب طريقة التخزين ودرجة الحرارة المناسبة لها والمذكور على العلبة، وهذه عادة تستحمل حتى تاريخ الصلاحية المذكور عليها.
ويفضل عدم تكرارها إلا باستشارة الطبيب المعالج أو الصيدلي المتابع، علما أن الكثير منا لا يعلم المدة التي مكثتها الشحنة العلاجية منذ خروجها من المصنع والفترة التي احتاجها الدواء من الإجراءات الرسمية في التدقيق والتخزين وانتظار النتائج حتى وصوله إلينا ليكون صالحا للاستعمال.