خيرُ الشهور قصيدة

خيرُ الشهورِ أتى وخيرُ قيامِ

رمضانُ جاء بزينةِ الأيامِ

يا باغيًا للخيرِ أقبلْ، لا تذرْ

قد أفلحَ الساعونَ بالإقدامِ

بتلاوة القرآنِ ثم تدبُّرٍ

بُشرى على الأزمانِ والأعوامِ

بتعبُّدٍ وتهجُّدٍ وتعهُّدٍ

نحيي ليالينا بشهرِ صيامِ

ترَكَ العُبَيدُ طعامَهُ وشرابَهُ

لينالَ أجرًا ساميًا بختامِ

عتقٌ ومغفرةٌ وجناتٌ لها

بابٌ هو الريَّانُ للصُّيَّامِ

تتكاثرُ الحسناتُ في ساعاتهِ

وتُجابُ دعوةُ عابدٍ صَوَّامِ

شهرٌ به الإحسانُ في صفحاتِهِ

والأجرُ فيه مضاعفٌ متنامي

قد أنزلَ اللهُ الكتابَ هدايةً

فيهِ بيانٌ ساطعٌ لأنامِ

في ليلةٍ للقدرِ زاد بهاؤها

قد كُرمتْ بملائكٍ وسلامِ



شهرٌ يجودُ اللهُ فيه بفضلهِ

ويعُمُّ بالبركاتِ كلَّ ذِمامِ

تطهيرُ نفسٍ واكتسابُ تصبُّرٍ

بعزيمةٍ وتسابقٍ مُتسامي

شهرُ التناصُحِ والتواصي والهدى

وبهِ يزيدُ تواصلُ الأرحامِ

كتب الإلهُ صيامَهُ كفريضةٍ

رُكنٌ من الأركانِ في الإسلامِ

يستشعرُ العبدُ الضعيفُ بحالِهِ

وبفقرِهِ للهِ ذي الإنعامِ

شهرٌ به الصدقاتُ تنمو مثلما

ثمرٌ على الأغصانِ والأكمامِ

فاغرفْ من الخيرِ العميمِ وفُزْ به

لمراتبٍ علويةٍ ومقامِ

هو جُنَّةٌ للصائمينَ وبهجةٌ

عونٌ على الشيطانِ والآثامِ

فيه الشفاءُ وفيه صحةُ جسمِنا

بَرءٌ من الأمراضِ والأسقامِ

صلى الإلهُ على النبي المصطفى

والآلِ أهلِ الجودِ والإكرامِ

والصحبِ من أهل الفضائلِ والتقى

والتابعينَ لهم من الأقوامِ