العجمي: «كيبيك» تسعى إلى سد الاحتياجات من منتجات الطاقة

• «نعمل على إنتاج الديزل المطور المطابق للمواصفات الأوروبية بعد نجاحنا في آسيا»

نشر في 30-03-2023
آخر تحديث 29-03-2023 | 17:46
علي العجمي
علي العجمي
أكد مدير مجموعة الخدمات الفنية في الشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (كيبيك)، م. علي العجمي، أن الشركة شهدت في الفترة الأخيرة سلسلة كبيرة ومتواصلة من الإنجازات والنجاحات التي ساهمت بشكل كبير في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للبلاد في مجال تكرير النفط، موضحاً أنها تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية المرجوة من مؤسسة البترول الكويتية. وقال العجمي، في لقاء مع «الجريدة»، إن إنجازات «البترولية المتكاملة» الأخيرة جاءت متمثلة في نجاحها بتشغيل المرحلة الثانية من مصفاة الزور، لتضاعف قدرتها الإنتاجية وترفع قوتها التكريرية إلى 410 آلاف برميل نفط يومياً، لافتاً إلى أن الشركة تسعى إلى سد نقص احتياج السوق العالمي المتزايد من منتجات الطاقة. وأشار الى أن مشروع مصفاة الزور ومنتجاته المختلفة يأتي متسقاً مع المواصفات القياسية العالمية، وكذلك الأهمية الاستراتيجية للمشروع في توفير الاكتفاء الذاتي للدولة داخلياً، والأسواق العالمية المستهدفة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب الدعم الكبير للكوادر الوطنية وشباب المستقبل من أبناء الوطن. ولفت الى قيمة مختبرات مجمع الزور التي تم افتتاحها أخيراً، مبيناً أن تلك الخطوة تسهم في دفع عجلة السوق النفطي الكويتي إلى الأسواق العالمية. وفيما يلي تفاصيل اللقاء:
• إلى أيّ مدى تواكب «كيبيك» استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية 2040، خاصة مع تشغيل المرحلة الثانية لمصفاة الزور؟

- يعتبر مشروع مصفاة الزور من أهم ركائز استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية لعام 2040 ورؤية الكويت «كويت جديدة» 2035، فهي تعتبر أكبر مصفاة في العالم من حيث الطاقة التكريرية، والتي يتم إنشاؤها في مرحلة واحدة.

ونظرا للدور الكبير والمحوري المنوط بها في رسم مستقبل الصناعة النفطية للكويت، من خلال تعزيز صادرات البلاد من المنتجات البترولية العالية الجودة والمطابقة للمواصفات المستقبلية في الأسواق العالمية، فإنّ المصفاة تهدف كذلك لتلبية الطلب المتنامي من زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض، لمحطات توليد الطاقة الكهربائية التابعة لوزارة الكهرباء والماء.

• هناك كثير من التساؤلات عن ماهية الجزيرة الصناعية، نود التعرف على المزيد من التفاصيل عن تلك الجزيرة.

- شهدت مصفاة الزور مجموعة كبيرة ومتلاحقة من النجاحات في سبيل التشغيل الكامل لها، وذلك عن طريق توفيرها منتجات تكرير تنافسية للتصدير في الأسواق العالمية وبمواصفات قياسية وتلبية للتشغيل التجاري ومواكبة الطلب العالمي، وقد أسست الشركة أضخم جزيرة صناعية في وسط البحر، وتعتبر أكبر منشأة بحرية على مستوى الكويت، حيث تم تصميمها وبنائها وفق أعلى المعايير والمواصفات الهندسية، والتي تستخدم لتصدير المنتجات البترولية السائلة من خلال منصتين للتحميل بأربعة أرصفة ومنصة مركزية لتصدير المنتجات السائلة من خلال الجزيرة عبر 4 خطوط أنابيب تحت سطح البحر.

تصدير المنتجات البترولية يخضع لآلية متكاملة وفق أعلى أنظمة الصحة والسلامة والبيئة

ويتم توريد المنتجات السائلة إلى الجزيرة عبر خطوط أنابيب تحت سطح البحر، كما انها صممت لتلبي احتياجات جميع العملاء، فهي تضمّ مبنى خدمياً متعدد الأدوار لدعم العمليات، إضافة إلى محطة كهرباء ومهبط للطيران العمودي.

• ما إجراءات الشركة المتبعة فيما يخص عمليات التصدير واستقبال المراكب على الجزيرة الصناعية للتحميل؟

- تخضع عمليات تصدير المنتجات البترولية من الجزيرة الصناعية لآلية منظومة متكاملة، وفق أعلى أنظمة الصحة والسلامة والبيئة، التي تضمن استمرارية تزويد السوق العالمي من المنتجات العالية الجودة ذات مواصفات تتماشى مع أنظمة واحتياجات السوق الأوروبي والآسيوي من الوقود النظيف، وذلك بداية من وضع خطط مجدولة لإنتاج المنتجات النهائية من الوحدات، ثم وضع خطط زمنية لاستقبال المراكب وتزويدها بالمنتجات المطلوبة، وذلك وفقاً لتجهيزات عالية من قبل فرق جودة المنتجات والعلميات وتخطيط العمليات، وتعاون دقيق ومباشر مع قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية.

• ما أكثر التحديات التي تواجه مرحلة التصدير الخارجي من خلال الجزيرة الصناعية وكيف يتم التعامل معها؟

- من أكبر التحديات التي تواجه عمليات التصدير للخارج، تنامي الطلب على منتجات الطاقة في ظل الظروف الجيوسياسية الحالية، حيث تسعى شركة البترولية المتكاملة للمساهمة في سد نقص احتياج السوق العالمي المتزايد من منتجات الطاقة، ويأتي ذلك من خلال عمليات التزويد اليومية لطلبات العملاء الخارجيين، حيث تدير الشركة مرفق الجزيرة الصناعية المصمم وفق أحدث النظم، بما يمنحها القدرة العالية والمرونة الكافية لتزويد 4 شاحنات للعملاء في آنٍ واحد.

• ما هي منتجات المصفاة؟ وما الذي يميز تلك المنتجات عن غيرها؟



- أثبتت مصفاة الزور جدارتها في تحقيق متطلبات الأسواق العالمية من حيث المنتجات العالية الجودة، بما يتوافق مع أنظمة الحفاظ على البيئة والأسواق العالمية، حيث حققت الشركة تصدير كميات كبيرة من الشحنات التجارية من منتجات الكيروسين والنافثا البتروكيماوية ووقود الطائرات العالي الجودة، وكذلك زيت الوقود المنخفض الكبريت والديزل المنخفض جداً بالكبريت إلى الأسواق العالمية، إضافة إلى الكبريت الصلب، والذي قمنا بشحن أو شحنة منه أخيراً إلى السوق العالمي، كما نجحت «كيبيك» في تحقيق التشغيل التجاري للمصفاة الثانية، ومع انطلاق تشغيل المصفاة الثانية ترتفع الطاقة التكريرية من 205 إلى 410 آلاف برميل يومياً، لتبدأ بعدها المرحلة الأخيرة بتشغيل المصفاة الثالثة للوصول إلى الطاقة التكريرية القصوى المستهدفة، والتي تصل إلى 615 ألف برميل يومياً. يُذكر أن مصفاة الزور تتميز بمرونتها العالية، حيث تتمكن من تكرير درجات متفاوتة من النفط الخام، كما تعتبر منفذا حيويا لتصريف النفوط الكويتية الثقيلة.

• هل هناك مشاريع للشركة تطرح بموجبها منتجات أخرى خلال الفترة المقبلة؟

- لا شك في أن مصفاة الزور تسعى إلى توفير أفضل المنتجات البترولية للتصدير في الأسواق العالمية، وبمواصفات قياسية، حيث تتكاتف كل الجهود مدعومة بالروح العالية والمثابرة المتواصلة للتطوير ومواكبة الطلب العالمي.


وبعد نجاح الشحنات التجارية للديزل المنخفض الكبريت المطابق للمواصفات الآسيوية، سيتم العمل على إنتاج الديزل المطور المطابق للمواصفات الأوروبية، وذلك بهدف تلبية جميع احتياجات متطلبات السوق الأوروبي، مما يجعل منتجات المصفاة تتوسع في الأسواق العالمية أكثر فأكثر.

• ما دور المصفاة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة داخلياً؟

- يعتبر التشغيل التجاري لمصفاة الزور استثمارا طويل الأجل، يهدف إلى تزويد الأسواق الدولية والمحلية بمنتجات عالية الجودة، حيث إن هذا الإنجاز من شأنه رفع العوائد المالية للدولة وتزويد محطات توليد الطاقة التابعة لوزارة الكهرباء والماء بإمدادات ثابتة ومستقرة وذات جودة عالية ومطابقة لأعلى المواصفات البيئية، بما يكفل خفض الانبعاثات والملوثات الغازية حسب الاشتراطات البيئية المحلية في الكويت، وتغطية احتياجات وزارة الكهرباء والماء لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة الكهربائية نتيجة النمو السكاني والعمراني، مستهدفين تحقيق الاكتفاء الذاتي الداخلي.

الشركة تمكنت من تصدير كميات كبيرة من المنتجات البترولية العالية الجودة للأسواق العالمية... كان آخرها شحنة الكبريت الصلب

تجدر الإشارة إلى أهمية مشروع مصفاة الزور القصوى، نظراً للأبعاد الاقتصادية الكبيرة المنتظر تحقيقها، إلى جانب دوره في توفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتيين، وتحقيق هدف استراتيجي للكويت بتحسين جودة الهواء.

• هل هناك قيمة مضافة تمنحها مختبرات مجمع الزور لمنتجات المصفاة؟

- لقد أولت «البترولية المتكاملة» اهتماما بالغا بمختبرات مجمع الزور البترولي منذ بداية تأسيس مشروع المصفاة، حيث إن الشركة لا تسعى إلى بناء صرح نفطي يحتوي على مرافق للإنتاج والتصدير فقط، إنما تتجاوز ذلك، ببناء كيان مستقل متكامل يعزز من أهداف الشركة الاستراتيجية نحو الريادة التشغيلية والتنافسية، لذا فإن تجهيز مصفاة الزور بأحدث المختبرات يعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية الشركة الرامية إلى تحقيق التميز التشغيلي للمشاريع والأهداف المنشودة بتصنيع المنتجات البترولية العالية الجودة وإمدادات الغاز الطبيعي المسال بطريقة موثوقة وفعالة وآمنة بيئياً.

وبالحديث عن مختبرات «كيبيك» نجد أنها تتميز بأجهزة على أعلى مستوى تكنولوجي، ومعداتها عالية الدقة، بما يجعلها صرحاً مميزاً تقدمه الشركة للقطاع النفطي الكويتي للدفع به إلى آفاق جديدة، وهو ما يعكس الحرص المستمر على إحراز المزيد من التطور فيما يخص التكنولوجيا المستخدمة في العمليات كافة، ما يؤهلنا دائماً للسير بمنهجية نحو تحقيق الأهداف الإستراتيجية.

وقد جاء افتتاح المختبر تتويجاً لجهود كبيرة استمرت بين التخطيط والتنفيذ، وصولا إلى بناء واحد من أكبر المختبرات البترولية وأكثرها تطورا في منطقة الشرق الأوسط، حيث تقوم المختبرات بدور رئيسي، لما لها من أهمية في عمليات التصنيع ومراقبة جودة المنتجات النهائية ومطابقتها لمواصفات الجودة العالمية.

مختبرات مجمع الزور واحدة من أكبر المختبرات البترولية وأكثرها تطوراً في منطقة الشرق الأوسط

ويعتبر مختبر مصفاة الزور علامة فارقة في تاريخ المختبرات المتخصصة في ضبط جودة منتجات تكرير المصافي بالكويت، حيث إنه يحتوي على أحدث الأجهزة المخبرية في بيئة تضمن سلامة العاملين وراحتهم، من خلال توفير أحدث الأجهزة وأنظمة تنقية الهواء.

back to top