نعيش في الكويت منذ أن فتحنا أعيننا على هذه الحياة، تعايشنا وترعرعنا فيها ونحن نعلم الاختلاف الفكري والثقافي والاجتماعي المتنوع باختلاف البيئة المحيطة بالفرد أثناء نشأته، فلم نشتكِ يوما ولم نرغب في طمس هوية الآخر أو السيطرة عليه ليكون نسخة من طريقة حياتنا أو مبادئنا المختلفة، تعايشنا بتسامحنا ومدنيتنا وحبنا لديننا الإسلامي الجميل المتسامح البعيد عن السيطرة والتطرف، لكن للأسف هذه التصرفات الغوغائية أصبحت الشغل الشاغل الذي يسلكه البعض في سبيل وضع حجج لطمس مدنية الدولة وقوانينها. ما نراه من تدخلات في قطاعات الدولة المختلفة وإقحام بعض الأفكار المتطرفة التي ترغب في تشويه صورة دولة الكويت المتسامحة أصبح مرفوضا بتاتا، والسكوت عنه أصبح يعد رضوخا وخوفا، ولا أجد له إلا تفسيراً واحداً وهو استخدامهم لورقة الدين لترهيب المواطنين وكأننا لسنا مسلمين، ولم ولن نعرف الدين إلا من خلال وصايتهم المزيفة. الشعب الكويتي الذي عرف باعتداله وتدينه المعتدل البعيد كل البعد عن السيطرة على الآخرين في قرارتهم الشخصية، أصبح يعاني تدخلات مرفوضة ممن أقسموا على صون حريات الشعب لكنهم كانوا أول من يحاربها.

الشعب الكويتي يحتاج الى وقفة جريئة في مواجهة هذه الأصوات النشاز ليعود وطننا كما عهدناه وطن النهار الذي كان وما زال حضناً للجميع بمختلف معتقداتهم الفكرية والثقافية والدينية.
Ad