واشنطن وبكين تتبادلان التحذيرات مع «مرور» رئيسة تايوان بأميركا
تبادلت الولايات المتحدة والصين التحذيرات، مع توجه رئيسة تايوان تساي إنغ وين، اليوم ، إلى الولايات المتحدة قبل غواتيمالا وبيليز، وهي واحدة من الدول الـ13 التي لا تزال تعترف رسميا بتايوان، وليس ببكين بعدما أقامت هندوراس الأسبوع الماضي علاقات دبلوماسية مع الصين.
وأكدت تساي، لصحافيين في المطار قبل مغادرتها تايوان، «الضغط الخارجي لن ينال من عزيمتنا. نتحلى بالهدوء والثقة. لن نرضخ ولن نستفز الآخرين».
وقال رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن ماكارثي إنه سيلتقي تساي في كاليفورنيا، ما أثار احتجاجات بكين، ففي عام 2022، أثارت زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي السابقة نانسي بيلوسي لتايوان غضب بكين التي نظمت ردا عليها مناورات واسعة حول الجزيرة اعتبرتها تايبيه تمهيدا لغزوها.
وهددت الصين اليوم باتخاذ تدابير مضادة حازمة حال اجتماع تساي مع مكارثي. وقالت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان في مجلس الدولة الصيني تشو فنغ ليان، في مؤتمر صحافي ببكين، إنه «في حال انعقاد الاجتماع فإن ذلك سيكون استفزازا آخر ينتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة، ويقوض سيادة الصين وسلامة أراضيها ويضر بالسلام والاستقرار عبر مضيق تايوان».
وأضافت ليان: «نحن نعارض ذلك الأمر بشدة، وسنرد بحزم بإجراءات مضادة»، مشيرة إلى أن توقف رئيسة تايوان في الولايات المتحدة هو «في جوهره استفزاز وسيشكل حوادث تنتهك مبدأ صين واحدة»، وأوضحت أن الرئيسة التايوانية تخطط لإيجاد فرص لنشر فكرة «استقلال تايوان» دوليا والسعي إلى الحصول على دعم من مناهضي الصين.
وحثت الجانب الأميركي على الالتزام الصارم بمبدأ صين واحدة، والبيانات الثلاثة المشتركة بين الصين والولايات المتحدة، والامتناع عن ترتيب لقاءات مع رئيسة تايوان أو اتصالات رسمية مع المسؤولين الأميركيين، واتخاذ إجراءات ملموسة لاحترام التزامها تجاه عدم دعم «استقلال تايوان».
وفي واشنطن، حذرت الولايات المتحدة بكين اليوم من أي «رد فعل مبالغ فيه». وقال مسؤول أميركي كبير لصحافيين طالبا عدم كشف هويته: «لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعل الصين تستخدم ذلك ذريعة لرد فعل مبالغ فيه أو لممارسة مزيد من الضغط على تايوان».
وتعتبر واشنطن أن «توقف» الرئيسة التايوانية في الأراضي الأميركية لا ينتهك بأي شكل سياسة الولايات المتحدة بشأن «صين واحدة»، وأنها مجرد «ترانزيت» حتى إذا التقت شخصيات. وشدد المسؤول الأميركي على أن «هذه زيارة خاصة وغير رسمية» تحترم «ممارسة طويلة الأمد»، ورفض تأكيد احتمال انعقاد اجتماع في كاليفورنيا بين تساي وماكرثي.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أمس أن مسؤولا أميركيا هو ريك ووترز، الذي يرأس هيئة جديدة في الخارجية الأميركية أطلقت عليها تسمية «تشاينا هاوس»، تعنى بالإشراف على السياسة الأميركية تجاه الصين، زار الصين الأسبوع الماضي، في خطوة تعكس استئنافا خجولا للحوار بعد نحو شهرين على إلغاء واشنطن بشكل مفاجئ زيارة كان من المقرر أن يجريها وزير الخارجية أنتوني بلينكن.
وزار ووترز العاصمة بكين وشنغهاي وهونغ كونغ، حسبما أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل في تصريح للصحافيين، مضيفا أن ووترز «التقى نظراء له» وموظفين أميركيين مستقرين في الصين.