أكد العقيد ركن بحري وليد الزواوي، من هيئة العمليات المشتركة في الجيش الكويتي، أن «الجيش دائماً على أهبة الاستعداد في متابعة جميع الأحداث، وعلى اطلاع دائم على جميع المجريات العسكرية في المنطقة، وجاهزون لمواجهة الأخطار أو أي تحديات، سواء على المستوى الإقليمي أو العالمي».

جاء ذلك خلال تصريحات للصحافيين على هامش مشاركة الزواوي في افتتاح 5 مستودعات لوجستية جديدة (APS) لتخزين الآليات العسكرية في معسكر عريفجان الأميركي، بحضور القائم بالأعمال الأميركي لدى البلاد جيمس هولتسنايدر، وبمشاركة عدد كبير من ضباط كويتيين وأميركيين.

Ad

ورداً على سؤال عن كيفية التعاون بين الجيشين الأميركي والكويتي في بناء هذه المستودعات، وما إذا تم ذلك بإشراف وتمويل كويتيين، قال الزواوي: «هناك تمويل من الطرفين والمشاركة حسب اتفاقية DCA، وهذا ليس شيئاً يحدث للمرة الأولى، وهناك مشاريع أخرى مماثلة فيما مضى».

وشدد على أن ثمة تنسيقاً مشتركاً دائماً فيما يتعلق بالتدريبات بين جيشي البلدين، لافتاً إلى وجود مواسم تدريبية سنوية، وجدول متفق عليه من الطرفين، وهذه المواسم التدريبية تكون من شهر 9 إلى شهر 4 كل سنة، وآخر تدريب كان تدريب التحرير، بمشاركة القوات البرية مع الجيش الأميركي، وستكون هناك تدريبات مستقبلية بين الطرفين.

تعزيز القدرات

من ناحيته، أكد القائم بالأعمال في السفارة الأميركية جيمس هولتسنايدر أن افتتاح المستودعات الجديدة في معسكر عريفجان يعكس التزام بلاده وشراكتها مع الكويت والاستثمار في المنشآت التي تعزز قدرات القوات والمعدات لتكون بالجاهزية المطلوبة لمساعدة الشركاء في الكويت أو المنطقة، موضحاً أهمية هذه المستودعات كجزء من شراكة طويلة المدى.

وأشار إلى أنه تم إنشاء هذه المستودعات بتمويل أميركي - كويتي مشترك لدعم القدرات الدفاعية في الكويت، وبتنفيذ المهندسين العسكريين الأميركيين بالتعاون مع المقاولين المحليين، لافتاً إلى أن هذه المستودعات الجديدة مكيفة، وتستوعب 500 من المعدات العسكرية وحمايتها والحفاظ على جاهزيتها لأي طارئ.

ولفت إلى أن تطوير المنشآت في معسكر عريفجان يعكس حرص بلاده على الاستثمار في المنطقة، حيث إن هذه المستودعات الـ 5، إضافة إلى مستودعات جديدة سيتم افتتاحها، ستستخدم لأعوام طويلة، وهذا في حد ذاته رسالة فحواها أن الولايات المتحدة مازالت مهتمة بالمنطقة وباقية فيها من أجل أمن الشركاء في الكويت والمنطقة.

وبخصوص تقييمه للوضع الأمني في المنطقة، أوضح أن المنطقة مازالت تحفل بالعديد من التحديات الأمنية في عدد من المناطق، وهذا يستلزم العمل مع الشركاء بمن فيهم الكويت، من خلال التمارين والتدريبات المشتركة في البر والبحر والجو، للحفاظ على جاهزية القوات في المنطقة لمواجهة أي طارئ، مؤكداً التزام بلاده بتدريب الشركاء والحلفاء في المنطقة، إضافة إلى اهتمامها كثيراً بجهود الإغاثة الإنسانية مع الشركاء في الكويت.

زيارة الزين

وحول زيارة السفيرة الكويتية لدى واشنطن الشيخة الزين الصباح لمعسكر عريفجان، أشاد هولتسنايدر بقوة الشراكة الاستراتيجية الأميركية - الكويتية، موضحاً أن العلاقات على الصعيد الدفاعي والعسكري تعتبر أحد أبرز مكونات هذه الشراكة، متطلعاً إلى التحاق السفيرة الزين بعملها بواشنطن، وإجراء مباحثات من شأنها دعم وتعزيز العلاقات الثنائية والبناء عليها وتطويرها واستشراف آفاق جديدة لها تعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

وأشار إلى أن زيارة الشيخة الزين الصباح للمعسكر كانت فرصة للاطلاع على عمل القوات على أرض الواقع، ومتابعة التطور الواضح والفعّال في مختلف أرجائه، بصورة تنعكس على كيفية عمل القوات الأميركية في الكويت.

ورداً على سؤال حول ما إذا تم الانتهاء من إجراءات اعتماد السفيرة الأميركية الجديدة المعينة لدى الكويت كارين ساساهارا، وموعد وصولها الى البلاد، قال إنها على بعد خطوتين من الاعتماد والموافقة على التعيين، حيث سيعقد اجتماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ للتصويت عليها، وإذا اجتازت هذا التصويت فستذهب إلى التصويت الكامل في مجلس الشيوخ، وإذا تم التصويت لمصلحتها فسيتم اعتماد تعيينها، مبيناً أن هذا الأمر قد يستغرق بضعة أسابيع أو ربما شهوراً، حيث يعتمد كلياً على جدول أعمال مجلس الشيوخ.

التكامل العسكري

بدوره، شدد قائد فيلق المهندسين بالجيش الأميركي في معسكر عريفجان اللفتنانت كولونيل ريك تشايلدرز على «أهمية التحوّط ضد أولئك الذين يهددون صداقتنا والاستقرار الدائم للأجيال المقبلة»، مضيفاً أن «سلاح المهندسين في الجيش الأميركي قام مع شركائه الكويتيين ببناء هذه المستودعات، لحماية الآليات من كل الظروف المناخية، لتكون جاهزة عند الحاجة إليها من حلفائنا وأصدقائنا في المنطقة».

وأكد تشايلدرز أن هذه المستودعات الـ 5 هي أكثر من مجرد مرافق تخزين، فهي رمز للأمن وتبرز التكامل العسكري الذي يمكن تحقيقه والتعاون الأمني الثنائي بين الكويت والولايات المتحدة، وهي نتاج تعاون وثيق بين القوات المسلحة الكويتية ووزارة الدفاع وجيش المهندسين الأميركيين، وعندما تختار هيئات الهندسة الأميركية كوكلاء لبناء التصميم الخاص بك، فأنت تعلم أنك تحصل على الجودة، أنت تحصل على بنية تحتية مستدامة تم تصميمها وبناؤها من فريق من المهنيين والمهمين، كما تحصل على شريك مخلص وموثوق فيه، وملتزم بتقديم الحلول الهندسية الفائزة، ويضمن خبراؤنا أننا نخطط ونصمم ونبني ونقدم نتائج استثنائية في إطار جدول زمني وبأمان وفي حدود الميزانية.

وأردف: «نحن نعتمد بشدة على شركائنا والعلاقات التي نبنيها على كل المستويات لإنجاز مهمتنا مع شركائنا في مجموعة دعم المنطقة، ولواء الدعم الميداني للجيش 401 وحلفائنا في الكويت»، لافتا إلى أن «هذه المستودعات ستضمن أن الجنود سيحصلون على ما يحتاجون إليه في الوقت المناسب، كما ستوفر حماية بيئية ضرورية للمعدات اللازمة للقيام بمزيد من التدريبات المتوسطة والواسعة النطاق مع شركائنا الإقليميين، لبعث رسالة لا يمكن إنكارها إلى كل من أصدقائنا وخصومنا في المنطقة».

بولاند

بدوره، أكد الكولونيل توماس بولاند، الذي يتولى قيادة لواء الدعم الميداني للجيش 401 ومقره «عريفجان»، أن «احتفالنا اليوم هو تذكير ملموس على اهتمامنا المشترك ومهمتنا مع شركائنا، في حين أن هذه المستودعات التي بُنيت على مساحة تبلغ نحو 30 ألف متر مرّبع وبتكلفة 27 مليون دولار، هي حجر الزاوية لإبراز قوتنا في الشرق الأوسط، ولدعم العمليات في جنوب غربي آسيا، كما أنه يرسل إشارة واضحة عن التزام الولايات المتحدة الراسخ بمصالح الأمن الجماعي لشركائنا في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية».

وقال بولاند: «كل هذا أصبح ممكناً من خلال الثقة المتبادلة والالتزام الثابت بين الولايات المتحدة والكويت لبعضهما البعض، وهذه المرافق الجديدة هي انعكاس جريء لهذا الالتزام».

وختم كلمته قائلاً: «لقد دعم الكويتيون بكل سخاء القوات الأميركية في هذا البلد منذ 32 عاماً، ولم يكن لدينا أي من هذه التسهيلات من دون دعم الكويت الكبير».

هولتسنايدر وأجواء رمضان

وصف هولتسنايدر أجواء رمضان في الكويت بالرائعة جداً، مشيداً بتقليد زيارة الدواوين، والتي تعتبر فرصة للقاء والحوار وهي جزء لا يتجزأ من ثقافة المجتمع الكويتي، معرباً عن سعادته لعودة هذه اللقاءات بعد عامين من التوقف بسبب تفشي جائحة كورونا، والتي تسببت في ابتعاد الناس عن بعضها.

وأضاف: «من الجيد أن نرى عودة الحياة الطبيعية وعودة الدواوين لاستقبال روادها في شهر رمضان، خصوصاً مع طقس رائع لا يخلو من المطر في هذا الشهر»، موضحاً أنه سيستمر في زيارة بقية الدواوين الأخرى، والالتقاء بالأصدقاء والاستمتاع بأجواء رمضان الجميلة.

27 مليون دولار... تكلفة المستودعات

أفاد بيان صادر عن مخيم عريفجان بأن «مشروع المستودعات يعد حجر الزاوية في قدرة الجيش على إبراز قوته بسرعة في المنطقة، مع إرسال إشارة واضحة لالتزام الولايات المتحدة بمصالح الأمن الجماعي لشركائنا في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية»، مبيناً أنه تمت الموافقة على بناء المستودعات الـ 5 بتكلفة 27 مليون دولار، من خلال اتفاقية تعاون بين وزارتي الدفاع الأميركية والكويتية.

وأضاف البيان أن «برنامج المستودعات الجاهزة للجيش الأميركي يعتبر جزءاً من استراتيجية الجيش للحفاظ على المعدات الجاهزة للقتال في المواقع الاستراتيجية حول العالم، حيث يتم وضع مجموعات من المعدات، مثل الدبابات والشاحنات الخاصة باللواء المدرع، في منشآت تتأقلم مع كل أنواع المناخ»، موضحاً أن الكويت واحدة من خمسة مواقع مخزون مسبق للجيش الأميركي (APS) في جميع أنحاء العالم.