نيللي... فراشة السينما المصرية «2-6»
• وحش الشاشة يجذب نجمة الاستعراض إلى أفلام «الأكشن»
انطلقت الفنانة نيللي بموهبتها المتميزة في رحاب سينما الستينيات، وحجزت لنفسها مقعداً وثيراً بين نجمات الصف الأول، وقدَّمت مجموعة من أفلام «الأبيض والأسود» الرائعة، وكشفت موهبة كبيرة في تجسيد شخصياتٍ متباينة، ولفتت أنظار كبار المخرجين، وحققّت حضوراً طاغياً على الشاشة البيضاء، وفي الحلقة الثانية تتابعت رحلتها في عالم الأضواء والشهرة.
شهدت سينما السبعينيات موجة إنتاج غزير، وساد تيار من الأعمال الهابطة، وبحث صُنَّاعها عن إيرادات الشبَّاك، وخلال تلك الفترة ظهر جيلٌ جديد من النجوم منهم محمود ياسين ونور الشريف وحسين فهمي ونجلاء فتحي وميرفت أمين، ولحق بهم نجوم الستينيات أحمد مظهر ورشدي أباظة وفريد شوقي وسعاد حسني ونادية لطفي ونيللي وزبيدة ثروت وأحمد رمزي وحسن يوسف، وغيرهم.
وفي هذا المشهد السينمائي الصاخب، وأمام تراجع دور مؤسسة السينما التابعة للدولة عن الإنتاج، انفتح الباب على مصراعيه أمام منتجي القطاع الخاص، وكثير منهم يبحث عن الربح على حساب الكيف، ولذا اندفعت نيللي وجيلها للمشاركة في أعمال ذات طابع تجاري، باستثناء تجارب محدودة شكّلت إضافة مهمة لرصيد السينما المصرية.
واشتعلت المنافسة بين نجماتٍ من أجيال مختلفة، ولكن نيللي التي بدأت مشوارها الفني منذ كانت طفلة في الرابعة من عمرها، بلغت مرحلة من النضج، واعتياد الوقوف أمام الكاميرا، ما أكسبها حضورًا مميزًا على الشاشة، ولا مجال لتوقف الممثلة الموهوبة، ورفض السيناريوهات المعروضة عليها، واقتربت فراشة السينما من الضوء، ولم تحتجب عن الشاشة، وارتكزت على تجسيد الشخصية، وإقناع المشاهد بأدائها المتميز، وبين حين وآخر قدّمت أعمالًا ذات قيمة فنية عالية، وفي ذلك الوقت اتسعت دائرة نجوميتها في أرجاء الوطن العربي.
واللافت أن نيللي لم تدرس التمثيل في معاهد متخصصة، لكنها تعلّمت الكثير من مخرجين كبار متميزين مثل كمال الشيخ وحسن الإمام ومحمود ذوالفقار وهنري بركات، وبمرور الوقت تحوَّلت موهبتها الفطرية إلى إدراك ووعي بكل جوانب الشخصية التي تتقمصها، ويظهر ذلك في تعدُّد أقنعتها بين الفتاة المدلّلة والشريرة والرومانسية والانتهازية... إلخ.
قدّمت نيللي نحو 40 فيلمًا خلال فترة السبعينيات وحدها، وحققت انتشارًا سينمائيًا كبيرًا، وصارت النجمة المفضلة لعدد كبير من المخرجين، وساهم ذلك في نضجها الفني بشكل لافت، وثراء الأدوار التي جسّدتها على الشاشة، وارتبط اسمُها بقائمة أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية.
وظهرت فراشة السينما في ثلاثة أفلام عام 1970، أولها «مغامرة شباب» إخراج عيسى كرامة، وجسّدت فيه شخصية فتاة متحررة تُدعى «هدى» أمام النجوم رشدي أباظة ومحمد عوض وناهد يسري وبدرالدين جمجوم ونبيل الهجرسي وسامية شكري وسيد زيّان.
والتقت نيللي النجم شكري سرحان قي فيلم «لا لا يا حبيبي» إخراج أحمد ضياء الدين، وشارك في بطولته عبدالمنعم إبراهيم وصفاء أبو السعود وزوزو شكيب وأحمد الحدّاد.
التلميذة والأستاذ
وشاركت نيللي مع المخرج محمود ذوالفقار في أفلام عِدة، ويعد هو أول مَنْ اكتشف موهبتها في التمثيل والأداء الاستعراضي، ومنحها دور البطولة المطلقة، والتقت فراشة السينما مع أستاذها للمرة قبل الأخيرة في الفيلم الكوميدي «الحب سنة 70» عام 1969، وشاركها البطولة أحمد رمزي ومحمد عوض ونوال أبوالفتوح وميمي جمال وناهد يسري.
واستطاع المخرج محمود ذوالفقار أن يوظِّف إمكاناتها الفنية المتعددة، وقدَّمت نيللي في هذا الفيلم مجموعة من الاستعراضات الغنائية، صمّمها الفنان حسن عفيفي، وكتبها الشاعر حسين السيد ولحنها منير مراد.
وكان اللقاء الأخير بين «التلميذة والأستاذ» عندما أسند إليها ذوالفقار دور «سامية» في فيلم «امرأة زوجي» تأليف أبوالسعود الإبياري، وشاركها البطولة صلاح ذوالفقار ونجلاء فتحي وحسن مصطفى.
وقد ترك رحيل المخرج محمود ذوالفقار في عام 1970، أثرًا داميًا في نفسها، فقد كان بمثابة الأب الروحي لها، منذ انطلاقتها الأولى في عالم التمثيل، وكان صديقًا لوالدها، وتعهَّد برعايتها، وظلت نيللي تستشيره في اختياراتها السينمائية، وترحِّب بالعمل معه، حتى بعد أن أصبحت نجمة شهيرة ولها رصيد كبير من الأعمال الفنية الناجحة.
عصابة الشيطان
التقت نيللي وحش الشاشة فريد شوقي في السينما والمسرح، وحققت أعمالهما نجاحًا كبيرًا، وجذب ملك الترسو فراشة السينما إلى أفلام «الأكشن» وتقاسما بطولة فيلم «عصابة الشيطان» عام 1971، تأليف فيصل ندا وإخراج حسام الدين مصطفى، وتمثيل كوكبة من النجوم منهم محمود المليجي وتوفيق الدقن ويوسف شعبان.
وقدمت نيللي فيلم «مذكرات الآنسة منال» تأليف وإخراج عباس كامل، وشارك في بطولته مجموعة من النجوم، منهم عادل إمام وأحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم، وتوفيق الدقن وميمي جمال.
وتندفع نيللي نحو تيار الرومانسية في فيلم «غدًا يعود الحب» للمخرج نادر جلال، وشاركها البطولة النجم نور الشريف ومحمود المليجي وعقيلة راتب. وتدور أحداث الفيلم حول قصة حب بين ألفت وسامي الموظف البسيط، لكنه يرفض الزواج منها، وتصل علاقتهما إلى طريق مسدود.
وتلتقي النجمة الحسناء مرة أخرى مع نور الشريف في فيلم «شباب في عاصفة» تأليف سعدالدين وهبة وإخراج عادل صادق، وشارك في البطولة عادل إمام ويوسف شعبان وسهير رمزي، ولعبت فيه نيللي دور «سميرة» تلك الفتاة التي تعمل في إحدى الشركات لمعاونة أسرتها وأبيها المتقاعد
شياطين البحر
وتتابعت رحلة نيللي في سينما السبعينيات، وقدَّمت فيلمين من نوعية «الأكشن» عام 1972، أولهما «شياطين البحر» قصة عدلي المولِّد، وشاركت في بطولته مع شكري سرحان وحسن يوسف ومحمد عوض، ويوسف فخر الدين ومحمد رضا، والفيلم الثاني «ملوك الشر» أمام النجوم الكبار فريد شوقي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن.
وفي العام التالي مباشرة، تنوّعت تجربة نيللي على الشاشة، ودخلت «مدينة الصمت» مع نور الشريف ومحمود المليجي والمخرج كمال عطية، وجسّدت دور «نشالة» تلتقي صحافيًا شابًا متخصصًا في الجريمة. وفي فيلم يحمل عنوانًا مشابهًا هو «الحب والصمت» إخراج عبدالرحمن الشريف، التقت الشريف مرة أخرى.
وكانت نيللي على موعد مع حسام الدين مصطفى، حين شاركت في بطولة فيلمين من إخراجه، أولهما «كلمة شرف» مع النجوم فريد شوقي وهند رستم وأحمد مظهر، والثاني «الشحاذ» عن قصة للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وشارك في بطولته محمود مرسي ومريم فخر الدين وبدر الدين جمجوم.
عايشين للحب
وطارت نيللي إلى بيروت في عام 1974، وشاركت هناك في بطولة فيلم بعنوان «نساء للشتاء» مع نجوم السينما اللبنانية محمد جمال ونبيلة النابلسي ومحمود جبر ورفيق السبيعي، والمخرج سمير الغصيني.
وفي نفس العام شاركت نيللي في بطولة الفيلم السوري «بنات للحب» مع أحمد رمزي وأديب قدورة ومحمد رضا وإغراء وزياد مولوي، وتأليف وإخراج رضا ميسر.
وعادت نيللي إلى الأفلام الاستعراضية، وشاركت مع أمير الغناء العربي هاني شاكر في فيلم «عايشين للحب» قصة عدلي المولد وإخراج أحمد ضياء الدين، وموسيقى وألحان الموسيقار بليغ حمدي، وشارك في البطولة مجموعة من النجوم، منهم عماد حمدي ومحمد عوض وحياة قنديل ويوسف فخر الدين وحسن مصطفى.
وظهرت فراشة السينما المصرية مع هاني شاكر بأسمائهما الحقيقة في هذا الفيلم، الذي دارت أحداثه حول فرقة فنية استعراضية تضم مجموعة من الفنانين الشباب «هاني ونيللي وسعيد وليلى» الذين ينجحون في مقابلة موسيقار شهير، ويقتنع بموهبتهم، ويقرّر أن يتبناهم فنيًا، وفي الأثناء يطلب منهم أن يلعبوا لعبة خاصة على زوجته التي لا تكف عن الاعتقاد في السحر والدجل، فيقومون بإيهام الزوجة بأن الموسيقار قد خطب نيللي، فتقوم بطردهم فورًا، ويقع العديد من المفارقات الكوميدية.
ارتبطت الفنانة نيللي بعلاقات صداقة قوية داخل الوسط الفني، لكنها تتذكر دائمًا علاقتها بالعندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وكان يتحدث معها دائمًا عن اختياراتها الفنية، ولكن لم يجمعهما أي عمل فني، بينما تعاون الاثنان مع أجيال من الفنانين والفنانات.
وبعد مرور سنوات طويلة على رحيل حليم، فوجئت نيللي بأن المخرج عمر زهران، عثر على حوار منشور في إحدى المجلات، يتحدث فيه عبدالحليم ويقول إنه كان يتمنى أن يعمل معها، وهو الأمر الذي أسعدها كثيرًا، فأخذت المجلة، واحتفظت بها في ركن خاص بمنزلها.
أسياب كثيرة حالت دون لقاء «العندليب والفراشة» منها عدم ظهور عبدالحليم على شاشة السينما منذ نجاح فيلمه «أبي فوق الشجرة» عام 1969، لكنهما ظهرا في البرنامج التلفزيوني «النادي الدولي» خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي مع الإعلامي والفنان سمير صبري، وقرأت نيللي الفنجان للعندليب حيث يعرف أصدقاؤها أنها قارئة ماهرة للفنجان!
ويُعدّ هذا الفيلم من أهم أعمالها على الشاشة الصغيرة، وأول لقاء يجمعها بالنجم يحيى الفخراني، ودارت بينهما مباراة تمثيلية رائعة، وتناغم بين أسلوب أدائهما التلقائي، وكلاهما يعتز بتلك التجربة الفنية، لا سيما مع كاتب متفرد مثل وحيد حامد ومخرج موهوب مثل محمد نبيه، ومجموعة من الفنانين المتميزين، منهم روحية خالد ونبيل بدر ومحمد الشرقاوي.
وساهم الأداء المتميز للفخراني ونيللي في نجاح الفيلم، وتوالت المكالمات الهاتفية على النجمين والمخرج والمؤلف لتهنئتهم، وتلقى الكاتب وحيد اتصالًا غريبًا من إحدى السيدات، أخبرته أن دور «نيللي» يتطابق تمامًا مع قصة حياتها، فأوضح أنه يستمد موضوعاته من الواقع، ومن الطبيعي أن يتماس العمل الفني مع أحداث حقيقية.
وفي هذا المشهد السينمائي الصاخب، وأمام تراجع دور مؤسسة السينما التابعة للدولة عن الإنتاج، انفتح الباب على مصراعيه أمام منتجي القطاع الخاص، وكثير منهم يبحث عن الربح على حساب الكيف، ولذا اندفعت نيللي وجيلها للمشاركة في أعمال ذات طابع تجاري، باستثناء تجارب محدودة شكّلت إضافة مهمة لرصيد السينما المصرية.
واشتعلت المنافسة بين نجماتٍ من أجيال مختلفة، ولكن نيللي التي بدأت مشوارها الفني منذ كانت طفلة في الرابعة من عمرها، بلغت مرحلة من النضج، واعتياد الوقوف أمام الكاميرا، ما أكسبها حضورًا مميزًا على الشاشة، ولا مجال لتوقف الممثلة الموهوبة، ورفض السيناريوهات المعروضة عليها، واقتربت فراشة السينما من الضوء، ولم تحتجب عن الشاشة، وارتكزت على تجسيد الشخصية، وإقناع المشاهد بأدائها المتميز، وبين حين وآخر قدّمت أعمالًا ذات قيمة فنية عالية، وفي ذلك الوقت اتسعت دائرة نجوميتها في أرجاء الوطن العربي.
واللافت أن نيللي لم تدرس التمثيل في معاهد متخصصة، لكنها تعلّمت الكثير من مخرجين كبار متميزين مثل كمال الشيخ وحسن الإمام ومحمود ذوالفقار وهنري بركات، وبمرور الوقت تحوَّلت موهبتها الفطرية إلى إدراك ووعي بكل جوانب الشخصية التي تتقمصها، ويظهر ذلك في تعدُّد أقنعتها بين الفتاة المدلّلة والشريرة والرومانسية والانتهازية... إلخ.
مغامرة شبابنجيب محفوظ يمنحها دوراً استثنائياً في رواية «الشحاذ»
قدّمت نيللي نحو 40 فيلمًا خلال فترة السبعينيات وحدها، وحققت انتشارًا سينمائيًا كبيرًا، وصارت النجمة المفضلة لعدد كبير من المخرجين، وساهم ذلك في نضجها الفني بشكل لافت، وثراء الأدوار التي جسّدتها على الشاشة، وارتبط اسمُها بقائمة أهم الأعمال في تاريخ السينما المصرية.
وظهرت فراشة السينما في ثلاثة أفلام عام 1970، أولها «مغامرة شباب» إخراج عيسى كرامة، وجسّدت فيه شخصية فتاة متحررة تُدعى «هدى» أمام النجوم رشدي أباظة ومحمد عوض وناهد يسري وبدرالدين جمجوم ونبيل الهجرسي وسامية شكري وسيد زيّان.
والتقت نيللي النجم شكري سرحان قي فيلم «لا لا يا حبيبي» إخراج أحمد ضياء الدين، وشارك في بطولته عبدالمنعم إبراهيم وصفاء أبو السعود وزوزو شكيب وأحمد الحدّاد.
التلميذة والأستاذ
وشاركت نيللي مع المخرج محمود ذوالفقار في أفلام عِدة، ويعد هو أول مَنْ اكتشف موهبتها في التمثيل والأداء الاستعراضي، ومنحها دور البطولة المطلقة، والتقت فراشة السينما مع أستاذها للمرة قبل الأخيرة في الفيلم الكوميدي «الحب سنة 70» عام 1969، وشاركها البطولة أحمد رمزي ومحمد عوض ونوال أبوالفتوح وميمي جمال وناهد يسري.
واستطاع المخرج محمود ذوالفقار أن يوظِّف إمكاناتها الفنية المتعددة، وقدَّمت نيللي في هذا الفيلم مجموعة من الاستعراضات الغنائية، صمّمها الفنان حسن عفيفي، وكتبها الشاعر حسين السيد ولحنها منير مراد.
وكان اللقاء الأخير بين «التلميذة والأستاذ» عندما أسند إليها ذوالفقار دور «سامية» في فيلم «امرأة زوجي» تأليف أبوالسعود الإبياري، وشاركها البطولة صلاح ذوالفقار ونجلاء فتحي وحسن مصطفى.
وقد ترك رحيل المخرج محمود ذوالفقار في عام 1970، أثرًا داميًا في نفسها، فقد كان بمثابة الأب الروحي لها، منذ انطلاقتها الأولى في عالم التمثيل، وكان صديقًا لوالدها، وتعهَّد برعايتها، وظلت نيللي تستشيره في اختياراتها السينمائية، وترحِّب بالعمل معه، حتى بعد أن أصبحت نجمة شهيرة ولها رصيد كبير من الأعمال الفنية الناجحة.
«النشالة» تلتقي النجم نور الشريف في «مدينة الصمت»
التقت نيللي وحش الشاشة فريد شوقي في السينما والمسرح، وحققت أعمالهما نجاحًا كبيرًا، وجذب ملك الترسو فراشة السينما إلى أفلام «الأكشن» وتقاسما بطولة فيلم «عصابة الشيطان» عام 1971، تأليف فيصل ندا وإخراج حسام الدين مصطفى، وتمثيل كوكبة من النجوم منهم محمود المليجي وتوفيق الدقن ويوسف شعبان.
وقدمت نيللي فيلم «مذكرات الآنسة منال» تأليف وإخراج عباس كامل، وشارك في بطولته مجموعة من النجوم، منهم عادل إمام وأحمد مظهر وعبدالمنعم إبراهيم، وتوفيق الدقن وميمي جمال.
وتندفع نيللي نحو تيار الرومانسية في فيلم «غدًا يعود الحب» للمخرج نادر جلال، وشاركها البطولة النجم نور الشريف ومحمود المليجي وعقيلة راتب. وتدور أحداث الفيلم حول قصة حب بين ألفت وسامي الموظف البسيط، لكنه يرفض الزواج منها، وتصل علاقتهما إلى طريق مسدود.
وتلتقي النجمة الحسناء مرة أخرى مع نور الشريف في فيلم «شباب في عاصفة» تأليف سعدالدين وهبة وإخراج عادل صادق، وشارك في البطولة عادل إمام ويوسف شعبان وسهير رمزي، ولعبت فيه نيللي دور «سميرة» تلك الفتاة التي تعمل في إحدى الشركات لمعاونة أسرتها وأبيها المتقاعد
شياطين البحر
وتتابعت رحلة نيللي في سينما السبعينيات، وقدَّمت فيلمين من نوعية «الأكشن» عام 1972، أولهما «شياطين البحر» قصة عدلي المولِّد، وشاركت في بطولته مع شكري سرحان وحسن يوسف ومحمد عوض، ويوسف فخر الدين ومحمد رضا، والفيلم الثاني «ملوك الشر» أمام النجوم الكبار فريد شوقي ومحمود المليجي وتوفيق الدقن.
وفي العام التالي مباشرة، تنوّعت تجربة نيللي على الشاشة، ودخلت «مدينة الصمت» مع نور الشريف ومحمود المليجي والمخرج كمال عطية، وجسّدت دور «نشالة» تلتقي صحافيًا شابًا متخصصًا في الجريمة. وفي فيلم يحمل عنوانًا مشابهًا هو «الحب والصمت» إخراج عبدالرحمن الشريف، التقت الشريف مرة أخرى.
كلمة شرففراشة السينما تغني مع هاني شاكر من ألحان بليغ حمدي
وكانت نيللي على موعد مع حسام الدين مصطفى، حين شاركت في بطولة فيلمين من إخراجه، أولهما «كلمة شرف» مع النجوم فريد شوقي وهند رستم وأحمد مظهر، والثاني «الشحاذ» عن قصة للكاتب الكبير نجيب محفوظ، وشارك في بطولته محمود مرسي ومريم فخر الدين وبدر الدين جمجوم.
عايشين للحب
وطارت نيللي إلى بيروت في عام 1974، وشاركت هناك في بطولة فيلم بعنوان «نساء للشتاء» مع نجوم السينما اللبنانية محمد جمال ونبيلة النابلسي ومحمود جبر ورفيق السبيعي، والمخرج سمير الغصيني.
وفي نفس العام شاركت نيللي في بطولة الفيلم السوري «بنات للحب» مع أحمد رمزي وأديب قدورة ومحمد رضا وإغراء وزياد مولوي، وتأليف وإخراج رضا ميسر.
وعادت نيللي إلى الأفلام الاستعراضية، وشاركت مع أمير الغناء العربي هاني شاكر في فيلم «عايشين للحب» قصة عدلي المولد وإخراج أحمد ضياء الدين، وموسيقى وألحان الموسيقار بليغ حمدي، وشارك في البطولة مجموعة من النجوم، منهم عماد حمدي ومحمد عوض وحياة قنديل ويوسف فخر الدين وحسن مصطفى.
وظهرت فراشة السينما المصرية مع هاني شاكر بأسمائهما الحقيقة في هذا الفيلم، الذي دارت أحداثه حول فرقة فنية استعراضية تضم مجموعة من الفنانين الشباب «هاني ونيللي وسعيد وليلى» الذين ينجحون في مقابلة موسيقار شهير، ويقتنع بموهبتهم، ويقرّر أن يتبناهم فنيًا، وفي الأثناء يطلب منهم أن يلعبوا لعبة خاصة على زوجته التي لا تكف عن الاعتقاد في السحر والدجل، فيقومون بإيهام الزوجة بأن الموسيقار قد خطب نيللي، فتقوم بطردهم فورًا، ويقع العديد من المفارقات الكوميدية.
«امرأة زوجي» آخر لقاء فني مع المخرج محمود ذوالفقار
«الفراشة والعندليب» لقاء فني لم يكتمل
ارتبطت الفنانة نيللي بعلاقات صداقة قوية داخل الوسط الفني، لكنها تتذكر دائمًا علاقتها بالعندليب الراحل عبدالحليم حافظ، وكان يتحدث معها دائمًا عن اختياراتها الفنية، ولكن لم يجمعهما أي عمل فني، بينما تعاون الاثنان مع أجيال من الفنانين والفنانات.وبعد مرور سنوات طويلة على رحيل حليم، فوجئت نيللي بأن المخرج عمر زهران، عثر على حوار منشور في إحدى المجلات، يتحدث فيه عبدالحليم ويقول إنه كان يتمنى أن يعمل معها، وهو الأمر الذي أسعدها كثيرًا، فأخذت المجلة، واحتفظت بها في ركن خاص بمنزلها.
أسياب كثيرة حالت دون لقاء «العندليب والفراشة» منها عدم ظهور عبدالحليم على شاشة السينما منذ نجاح فيلمه «أبي فوق الشجرة» عام 1969، لكنهما ظهرا في البرنامج التلفزيوني «النادي الدولي» خلال فترة السبعينيات من القرن الماضي مع الإعلامي والفنان سمير صبري، وقرأت نيللي الفنجان للعندليب حيث يعرف أصدقاؤها أنها قارئة ماهرة للفنجان!
نيللي والفخراني في «ساعات السفر»
استطاعت نيللي أن تحقق حضورها المميز على الشاشة الصغيرة، وقدّمت عددًا من الأعمال الدرامية الناجحة، منها «الدوامة» و»الرمال الناعمة» والفيلم التلفزيوني «أنا وأنت وساعات السفر» عام 1988. والفيلم يحكي عن رحلة سيدة في القطار الذي يتجه إلى مدينة الإسكندرية الساحلية، وبالمصادفة تقابل حبيبها القديم منذ أيام الجامعة، والذي فضلت عليه رجلاً غنيًا، ويتعطل القطار ويتبادلان أطراف الحديث.ويُعدّ هذا الفيلم من أهم أعمالها على الشاشة الصغيرة، وأول لقاء يجمعها بالنجم يحيى الفخراني، ودارت بينهما مباراة تمثيلية رائعة، وتناغم بين أسلوب أدائهما التلقائي، وكلاهما يعتز بتلك التجربة الفنية، لا سيما مع كاتب متفرد مثل وحيد حامد ومخرج موهوب مثل محمد نبيه، ومجموعة من الفنانين المتميزين، منهم روحية خالد ونبيل بدر ومحمد الشرقاوي.
وساهم الأداء المتميز للفخراني ونيللي في نجاح الفيلم، وتوالت المكالمات الهاتفية على النجمين والمخرج والمؤلف لتهنئتهم، وتلقى الكاتب وحيد اتصالًا غريبًا من إحدى السيدات، أخبرته أن دور «نيللي» يتطابق تمامًا مع قصة حياتها، فأوضح أنه يستمد موضوعاته من الواقع، ومن الطبيعي أن يتماس العمل الفني مع أحداث حقيقية.