يترقب الشارع الأميركي، ومعه العالم، مثول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد غدٍ الثلاثاء أمام محكمة مانهاتن، بعدما أقرت هيئة محلفين كبرى مساء الخميس، اتهامه في قضية شراء صمت نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز عام 2016، في حدث غير مسبوق لرئيس أميركي سابق.
وينتظر المراقبون خصوصاً معرفة طبيعة التهم التي ستوجه لترامب، وحجم التظاهرات التي قد ينظمها أنصاره ومدى تأثير كل ذلك على ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في 2024 عن الحزب الجمهوري.
في هذا السياق، نقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن مصادر مطلعة أن ترامب يواجه تهمة جنائية واحدة على الأقل في لائحة الاتهام التي أقرّتها هيئة محلَّفين في مانهاتن. ورجّحت مجلة «نيوزويك» أن تكون لائحة الاتهام أوسع بكثير مما هو متوقع، ونقلت عن مصادر أن ترامب يواجه أكثر من 30 تهمة، تتعلق بالاحتيال التجاري كجزء من لائحة الاتهام.
بدوره، قال روبرت كوستا رئيس قسم الانتخابات في شبكة «سي بي إس نيوز» نقلاً عن مصادر، إن الادعاء العام في مانهاتن لديه بعض الوثائق التي لم يُكشف عنها للجمهور، تشمل السجلات المالية واتصالات بين شخصيات رئيسية مشمولة بالتحقيق.
وبانتظار الثلاثاء، تم وضع شرطة مدينة نيويورك التي تضم 36 ألف شرطي و19 ألف مدني في «حالة تأهب» وطلب من كل عناصرها وضباطها الانتشار بلباسهم الرسمي على الطرق العامة ولمدة أسبوع.
وقال ناطق باسم شرطة نيويورك إن «الجهاز يبقى مستعداً للاستجابة، إذا لزم الأمر، وسيضمن للجميع إمكانية ممارسة حقهم بطريقة سلمية»، مضيفاً: «لكن ليس هناك في الوقت الراهن تهديدات ذات مصداقية». ويعتزم مؤيدو ترامب وبينهم النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين التظاهر الثلاثاء أمام مقر المحكمة خلال مثوله.
وندّد ترامب الذي يطمح للعودة إلى البيت الأبيض بالاتّهام «الزائف والمخزي» الذي اعتبر أنّه من تدبير الديموقراطيين قبل الحملة الرئاسية، فيما قال موكله جوزف تاكوبينا إن الرئيس السابق لن يقرّ بالاتهامات الموجهة إليه، وأنه اتفق مع المدعي العام لمانهاتن بنيويورك على ألا تقيّد يدا موكله بعد تسليم نفسه لمواجهة الاتهامات.
في غضون ذلك، قال بيان صادر عن مكتب ترامب إنه جمع أكثر من 4 ملايين دولار لمصلحة حملته الانتخابية في غضون 24 ساعة عقب تصويت هيئة المحلفين على لائحة الاتهام. ووصف بيان المكتب الزيادة في المساهمات المالية للحملة بالهائلة، موضحاً أن أكثر من 25 في المئة من المساهمات جاءت من متبرعين تبرعوا لأول مرة. من جانبه، وصف مايك بنس نائب الرئيس الأميركي السابق قرار توجيه الاتهام لترامب بالأمر الشائن وغير المسبوق، معتبراً أنه يبعث برسالة سيئة للعالم عن نظام العدالة الأميركي، وأن الأغلبية الساحقة من الشعب الأميركي تعدّ هذه الخطوة محاكمة سياسية.
وقالت وكالة «فرانس برس» إن السابقة التاريخية بتوجيه اتهام لرئيس أميركي سابق تلقي ضوءاً جديداً على الشقاقات الحزبية العميقة في الولايات المتحدة، مشيرة إلى تنديد الجمهوريين بـ «الاضطهاد السياسي» لترامب والتفاهم حوله جاعلين منه ضحية، ومنهم خصمه الأقوى لنيل الترشيح الجمهوري رون ديسانتيس.