محكمة الفريج
أول العمود: محكمة الجنايات تقرر أن الوظيفة الحكومية باتت وسيلة للرشوة والفساد بعد قرارها الخاص بقضية عضو المجلس البلدي ومن معه... ماذا ننتظر؟
***
بمناسبة المساجلات الدائرة في وسائل التواصل الاجتماعي حول مسلسلات رمضان سأتحدث هنا عن عمل فني كويتي قديم.
«محكمة الفريج» عمل فني كوميدي من إنتاج تلفزيون الكويت، وهو من أيقونات الفن الكويتي لدرجة بات يضرب فيه المثل إذا تصادف الحديث عن أحكام قضائية هزلية من محاكم مختلفة حول العالم!
مناسبة الحديث عن هذا العمل تأتي أولاً لبيان مسألة مهمة في مجال تقبل الفن ورسالته كما هي دون تفسير وظنون وتأويلات مبالغ فيها، وثانياً لتوضيح أثر الحالة السياسية والاجتماعية السائدة في وقت طرح العمل الفني للجمهور.
«محكمة الفريج» أُنتِج عام 1967 من تلفزيون الدولة يتضمن مشاهد وحبكات يقوم بها جهابذة الفن الكويتي في محكمة قضائية مدنية وبشكل مثير للضحك والسخرية، ولا يعني ذلك أن قوانين الإعلام لم تكن صارمة آنذاك بل نحن أمام حالة سياسية مدنية منفتحة بعيدة عن الحساسية المفرطة، وخالية من أصحاب «الشو» الإعلامي الذين يدّعون الفضيلة، وأصبحوا مقاولين دعاوى قضائية على كل شاردة وواردة.
الحالة العامة آنذاك كانت تتجه نحو تقبل الرأي والرأي الآخر والاستمتاع بالأداء الفني كما هو دون تفسيرات. في يومنا هذا، لو تخيلنا أن «محكمة الفريج» كان من إنتاج عام 2023 لزُج بطاقم الفنانين والكاتب والمخرج إلى محاكمة... رُبما بتهمة ازدراء القضاء.
