يعتبر الأدميرال صاحب النجوم الأربعة ويليام مكريفن أحد ألمع الضباط على مستوى الجيش الأميركي بكل أفرعه.
خدم سبعةً وثلاثين عاماً واجتاز إحدى أهم الدورات وهي Navy seaL بعد سنة من بداية خدمته في البحرية الأميركية، ومن أهم المهام التي أشرف عليها قتل أسامة بن لادن، واصطياد صدام حسين، وإنقاذ كابتن فيليبس قائد السفينة التي قام قراصنة صوماليون باختطافها في البحر الأحمر منذ سنوات، وتقاعد من خدمته برئاسة كل أفرع القوات الخاصة في الجيش بعدد يزيد على السبعين ألف عنصر بقليل.
تمت استضافته في جامعة ولاية تكساس ليلقي خطاباً للخريجين، وهي الجامعة التي تخرج فيها قبل التحاقه بالعسكرية، فأوصاهم بعشر مهام كي يغيروا العالم، لعل أهمها هي أولها بأن يبدأوا يومهم بترتيب سريرهم، ولعلها حكمة بأن إصلاح العالم يبدأ بإصلاح النفس.
لكن ماذا عنا في هذا البلد، نشتكي من أداء الحكومات ومجالس الأمة المتعاقبة، وهي شكوى مبررة ومنطقية لأنهم هم من أوصلونا إلى قعر المحيط، لكن حقيقةً هل بدأنا بإصلاح أنفسنا؟! وهل أصلحنا أنفسنا عندما خرجنا من عملنا بدون الاستئذان من المسؤول؟ وهل فعلنا عندما أرسلنا أبناءنا إلى بعض المدارس الثانوية غير المحترمة لمجرد حصولهم على نسبة عالية غير مستحقة؟ وهل فعلنا ذلك عندما التحقنا أو أرسلنا أبناءنا إلى جامعات غير معترف بها؟ وهل فعلنا ذلك عند قام بعضنا بقبول الرشوة تحت مسمى هدية لتمرير مخالفة تمر من خلال مهامنا كموظفين بالدولة؟ وهل رتبنا سريرنا عندما قبلنا على أنفسنا علاجاً سياحياً في الخارج لمجرد أننا نملك واسطة؟
كل هذه الأسئلة وغيرها الكثير يجب أن نطرحها على أنفسنا عندما ننتقد عمل المؤسسات الحكومية إذا أردنا أن نكون موضوعيين، وإلا فنحن لا نقل سوءاً عن أي مسؤول فاسد.
أكرر للمرة الألف أنني لا أعفي الحكومات والمجالس المتعاقبة منذ عقود من الزمن، فهي من تلاعب بملف الجنسية، وهي من ابتدع سياسة إسكانية قسمت المجمتع إلى طوائف وقبائل من خلال تسهيل عملية البدل وخلق تجمعات مجتمعية يغلب عليها الطابع القبلي تحت ذريعة التحكم في مخرجات الانتخابات بدعم عناصر فاسدة ترفع يدها عند كل تصويت بإرادة حكومية.
وهي من دمّر التعليم وصمتت عن الشهادات المزورة، وهي من عيّن الوكلاء والمديرين لأسباب انتخابية، وهي من دمّر شبكة الطرق التي باتت وصمة عار في جبين هذا البلد من خلال عدم الإشراف على المقاولين الذين بنوا هذه الطرق، والأمثلة كثيرة ولا تنتهي.
كل هذا معروف ومتفق عليه، لكن إن أردت الإصلاح فابدأ بنفسك، لأننا وبكل بساطة لو نظفنا أمام بيوتنا فسيتحول الحي كله إلى مكان جميل، وهذا يمكن أن يعمم على كل المناطق، فالإصلاح يبدأ من الذات، فهل بدأت يومك بترتيب سريريك؟ سؤال... مجرد سؤال.
فهل وصلت الرسالة؟ آمل ذلك.