حرارة الفراغ بين العناقيد المجرية... ملايين الدرجات المئوية
اكتشف علماء الفلك خزاناً كبيراً من الغاز الساخن في العناقيد المجرّية التي لا تزال تتشكل حول مجرة عنكبوتية، وذلك باستخدام مصفوفة «ألما» (ALMA) في تشيلي.
وأشار العلماء إلى أن هذا أبعد اكتشاف لمثل هذا الغاز الساخن حتى الآن. وتُعد العناقيد المجرية من أكبر الأجسام المعروفة في الكون.
وتكشف النتائج المنشورة في مجلة Nature، والتي نقلها موقع روسيا اليوم، أمس، عن مدى تكوّن هذه الهياكل في وقت مبكر.
وعناقيد المجرات، كما يوحي الاسم، تستضيف عدداً كبيراً من المجرات، حتى الآلاف أحياناً.
وبين تلك المجرات يوجد ضباب من الغاز الساخن، يشعّ بملايين الدرجات المئوية، ويشير علماء الفلك إلى هذا الغاز على أنه «الفراغ العنقودي» (ICM) الذي يتخلل الفراغ بين المجرات في العنقود، ويحتوي على كتلة أكبر من جميع المجرات الموجودة في العنقود.
وعناقيد المجرات ضخمة جداً، حيث يمكنها تجميع الغاز الذي يسخن عندما يسقط باتجاه العنقود.
وتشرح الباحثة في المعهد الوطني الإيطالي للفيزياء الفلكية (INAF) في «تريستا» بإيطاليا، إيلينا راسيا، قائلة: «أدى السعي وراء تأكيد المراقبة الأساسي هذا إلى اختيار واحد من أكثر المجموعات الأولية المرشحة الواعدة».
وكان هذا هو العنقود العنكبوتي الأوّلي، الذي يقع في حقبة كان عمر الكون فيها 3 مليارات سنة فقط.وقالت الدراسة إن العثور على خزان كبير من الغاز الساخن في العنقود الأوّلي لشبكة عنكبوتية يشير إلى أن النظام في طريقه إلى أن يصبح عنقوداً مجرياً طويل الأمد بدلاً من التشتت.
واكتشف فريق دي ماسكولو «الوسط بين العنقودي» للعنقود العنكبوتي الأوّلي من خلال ما يُعرف باسم تأثير Sunyaev-Zeldovich الحراري (SZ).
ومن خلال قياس هذه الظلال على الخلفية الكونية الميكروية، يمكن لعلماء الفلك بالتالي استنتاج وجود الغاز الساخن وتقدير كتلته ورسم خريطة لشكله.
ويمكن تمييز كمية الغاز الساخن الموجودة وكيفية توزيعها من خلال الكتلة، وقام فريق دي ماسكولو بحساب كتلة «الوسط بين العنقودي»، التي قدّرت بـ 35 تريليون ضعف كتلة شمسنا.