أين نحن الآن؟
في أيام زمان ينسب للشيخ سعد العبدالله السالم، رحمه الله، أنه كان يكرر مقولة «وين رايحين»، أي أين نحن ذاهبون؟ حين تكون هناك خلافات وصراعات سياسية بين أعضاء في المجلس النيابي والحكومة المشيخية، الآن لم تعد عبارة الشيخ سعد تعبر بدقة عن واقع الحال، فسؤاله بصيغة الاستغراب الناقدة يعبر عن المستقبل، بينما السؤال الملح الآن «ماذا يحدث اليوم... ووين قاعدين؟».
ماذا يحدث في الأدوار العليا عند أصحاب القرار؟ أين هي الحكومة؟ وكيف سيتم تشكيلها؟ هل توجد حكومة حالية هي صاحبة القرار النهائي والتي ستحلف اليمين أمام مجلس الأمة الجديد، أم أن هناك أمراً آخر، لا نعرفه ولا أحد يدركه فهو مرهون بالقدر وبسلطة لم تتخذ القرار الحاسم في العلاقة بين هذا المجلس أو ربما مجلس آخر بانتخابات جديدة في مستنقع عميق لخبيصة سياسية وضياع البوصلة؟! لا ندري... لا أحد منا كمحكومين يدري...
اقتصادياً وسياسياً الدولة حالها متوقف تماماً، ما لم نختزل الوطن بأنه رواتب توزع بانتظام وخدمات عامة تسير على البركة، غير هذا لا شيء، مناصب عليا لا يشغلها أحد منذ شهور، ولا توجد مشروعات تطرح تحرك الحياة الاقتصادية... أمور كثيرة تحدث ولا يوجد كلام عنها غير إجابات بصيغ نافية تصدر من المسؤولين الكبار، وكأنها في نفيها تؤكد بالإيجاب حقيقة ما تنفيه، وفي النهاية تركت الساحة للإشاعات وحفلات النقد والشماتة وجدت طريقها برسائل التواصل الاجتماعي وثقافة الواتساب التي تقول ما يمنع ويحرم علانية في الإعلام.
مركزية عند القلة في اتخاذ القرار، ولكن هذه المركزية غير حاسمة أبداً، بل هي تخبرنا عن هشاشة الدولة والتردد في اتخاذ القرارات، مع هذه المركزية المستأثرة يصبح الكلام عن الاستقرار مجرد وهم وتسويق سياسي لا طائل منه.
«وين رايحين؟»... لم يعد هو السؤال... أين نحن جالسون اليوم وماذا يجري؟... هو السؤال الذي ينتظر إجابة.