تباين بين بوتين و«طباخه» حول مسؤولية كييف عن انفجار بطرسبورغ
موسكو تنشر النووي التكتيكي على حدود بيلاروسيا مع «ناتو»... وفنلندا تنضم رسمياً إلى الحلف اليوم
تباينت التقديرات أمس، بين «الكرملين» والسلطات الروسية من جهة، ويفغيني بريغوجين، مؤسس وقائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة التي تقاتل لمصلحة موسكو، من الجهة الأخرى، حول الطرف المسؤول عن الانفجار الذي وقع، أمس الأول، في مقهى بمدينة بطرسبورغ الروسية يملكه بريغوجين المعروف بـ «طباخ بوتين»، وأدى إلى مقتل المدون البارز فلادلين تتارسكي (40 عاماً)، الذي يتحدر من منطقة دونباس بأوكرانيا والداعم لغزوها، والذي وجّه انتقادات للجيش الروسي أيضاً.
وصرح المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف، بأنه تم إبلاغ الرئيس فلاديمير بوتين بعملية بطرسبورغ فور وقوعها، متهماً «نظام كييف» بدعم الأعمال الإرهابية واحتمال وقوفه وراء مقتل المدون العسكري.
من ناحيتها، أعلنت لجنة التحقيق «ثبوت قيام من نسقوا ونفذوا العملية الإرهابية وسط بطرسبورغ، بتنفيذ مخططات الأجهزة الأمنية الأوكرانية الخاصة ومعاونة موظفين في صندوق مكافحة الفساد، الذي كان يديره المعارض البارز أليكسي نافالني، ومن بينهم المحتجزة داريا تريبوفا».
وأوقفت السلطات أمس، تريبوفا بصفتها المشتبه فيها الرئيسية بتفجير مقهى «ستريت بار» وسط مدينة بطرسبورغ. وبحسب وزارة الداخلية فإن تريبوفا هي مواطنة روسية (26 عاماً) وولدت في بطرسبورغ تم اعتقالها في عملية خطط لها بدقة، مشيرة إلى أن عمليات البحث والتقصي متواصلة عن المتورطين في التفجير، وكيفية حصولهم على المتفجرات وبينهم زوج المشتبه فيها، الذي تم اعتقاله أيضاً مرات عدة في السابق.
وأوضحت وسائل الإعلام الرسمية أن المشتبه فيها أوقفت في شقة مستأجرة بحي فيبورغسكي في سان بطرسبورغ، وسبق أن تم اعتقالها مرتين في مسيرات معارضة ووضعت قيد الاحتجاز لمدة 10 أيام في فبراير 2022 بُعيد إطلاق روسيا هجومها على أوكرانيا.
وخلافاً لـ «الكرملين» والسلطات المعنية، برأ قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين أوكرانيا من تفجير المقهى، الذي يملكه، مؤكداً أن الحادثة تتشابه مع قتل مجموعة متطرفين روس ابنة حليف بوتين ومنظّر القومية الروسية الحديثة ألكسندر دوغين الصحافية داريا دوغينا العام الماضي بانفجار سيارة في ضواحي موسكو.
وقال بريغوجين: «سلمت المقهى إلى الحركة الوطنية، وعقدوا ندوات مختلفة هناك وهذه المأساة حدثت خلال ندوة»، مضيفاً «لا ألقي اللوم على نظام كييف في هذه العملية. أعتقد أن مجموعة من المتطرفين الذين من غير المرجح أن يكون لهم أي صلات بالحكومة نفذوها».
وأدى انفجار مقهى «ستريت بار» الكائن في مبنى رقم 25 بشارع كورنيش الجامعة وسط سان بطرسبورغ الأحد إلى مقتل تتارسكي وإصابة 32 آخرين، 10 منهم بحالة خطيرة.
وأوردت تقارير أن تتارسكي، واسمه الحقيقي ماكسيم فومين، قُتل بعد تلقيه تمثالاً صغيراً ملغوماً. وبحسب المعلومات الروسية، فقد أظهرت كاميرات المراقبة لحظة دخول المشتبه فيها للمقهى وبحوزتها علبة قدمتها لتتارسكي كإحدى متابعيه، وتحوي تمثالاً محشواً بعبوة ناسفة انفجرت لاحقاً، وأدت لمقتله. وكان بريغوجين نفسه أسوة بتتاراسكي وجه انتقادات لاذعة لقادة الجيش الروسي ووصل به الأمر الى اتهام وزير الدفاع سيرغي شويغو بالخيانة. ويعكس ذلك التباينات خريطة السلطة والنفوذ المعقدة التي تتحكم بروسيا.
«فاغنر» تعلن السيطرة «قانونياً» على باخموت وكييف تنفي... ووارسو تسلّم أوكرانيا أولى مقاتلات «ميغ- 29»
وقالت صحيفة «فايننشال تايمز» إن الأجهزة الأمنية الروسية تصادر حالياً جوازات سفر كبار المسؤولين ومديري الشركات الحكومية لمنعهم من السفر إلى الخارج، بسبب القلق العميق من حدوث انشقاقات. جاء ذلك، فيما أعلن بريغوجين، أمس الأول، أن مقاتليه سيطروا على مبنى بلديّة باخموت، معتبراً أن ذلك يعني أن المدينة، التي باتت رمزاً للمواجهة بين الروس والأوكراني للسيطرة بمنطقة دونباس الصناعية، سقطت «بالمعنى القانوني». لكن الجيش الأوكراني أكد عكس ذلك، موضحاً أن «باخموت وأفديفكا وماريينكا لا تزال في قلب المعارك، والعدوّ لم يوقف هجومه على باخموت. لكنّ الأوكرانيّين يُسيطرون بشجاعة عليها وصدّوا أكثر من 20 هجوماً».
وأكدت القيادة الأوكرانية أن القتال يدور بالقرب من مبنى إدارة باخموت، فيما تحدثت وكالة نوفوستي عن القتال الدائر في الجزء الأوسط من باخموت واقتراب القوات الروسية من سكة الحديد الرئيسية.
وقبل استضافتها لزيلينسكي غداً، سلمت بولندا أمس، أولى طائرات ميغ-29 لأوكرانيا، بعد إعلان مماثل صدر عن سلوفاكيا أواخر مارس.
وقال مستشار الرئاسة البولندية مارسين برجيتش: «تم إرسال عدد من طائرات ميغ»، مشيراً إلى أنها «مفيدة لأوكرانيا للدفاع عن أمن الجميع».
في هذ الأثناء، أعلن الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أمس، أن فنلندا ستصبح دولة كاملة العضوية في الحلف اعتباراً من اليوم الثلاثاء وستشارك في كافة اجتماعاته، مبيناً أنها ستقدم له قوات مدربة ومعدات وعدد كبير من الاحتياط لتضاعف الحدود البرية مع روسيا.
واعتبر أن دول «الناتو» أثبتت لبوتين أن أبوابها غير مغلقة وانضمام فنلندا للحلف خالف توقعاته وأثبت أن استراتيجيته فشلت لأنه بدل إبعاد أوكرانيا عن الناتو فقد جلب دولاً جديدة إلى الحلف لم تكن تنوي الانضمام إليه، مشيراً إلى هدفه هو ضم السويد في المستقبل القريب.
وأكد الأمين العام لحلف الأطلسي أنه لم يرَ حتى الآن أي تغيير في تموضع روسيا نووياً، مشيراً إلى أنه يراقب الوضع بحذر.
في المقابل، قال السفير الروسي لدى مينسك بوريس غريزلوف، أمس الأول، إن موسكو ستنقل أسلحتها النووية التكتيكية المنتشرة في بيلاروس إلى حدود بولندا، لتصبح على أعتاب حلف الناتو.