أعلن المخرج حمود فارس أن فيلم «هذا العالم رائع» سيعرض ضمن فعاليات الدورة المقبلة من معرض الكتاب الدولي بأبوظبي، بمبادرة سينمائية كريمة، وبإشراف معرض الكتاب الدولي في أبوظبي.

وقال فارس، لـ «الجريدة»، إن فيلمه الثاني «هذا العالم رائع» من إنتاج عام 2021، وقد شارك فيه بمهرجان «أفلام السعودية»، وترشّح الفيلم للنهائيات، وذكر أن الفيلم ترشح للعديد من المهرجانات في «العين» السينمائي، وطنجة، والعديد من المهرجانات الهند وإسبانيا وبولندا وكولومبيا، وبوليفيا، وحاز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «تشيلي»، وتم عرضه في مهرجان «الفيلم العربي» في الدار البيضاء بالمغرب.

Ad

وذكر فارس أن من أبرز الممثلين المشاركين في الفيلم، الممثلة شبنم خان، لافتا إلى أن الفيلم يسلّط الضوء على قضية العنف من منظور نفسي وفلسفي.

وحول مدى انتشار الأفلام القصيرة بالكويت أكد فارس أنها ليست مرغوبة بمعنى أنها ليس لها «سوق»، مشددا على أن الوضع في الكويت غير محفز لصناع الأفلام القصيرة ممن هم في بداية طريقهم، وأن المخرجين المستقلين يعانون بسبب عدم وجود مهرجانات على المستوى المطلوب، وكذلك عدم وجود دعم حقيقي لهذه المهرجانات إن وجدت ولصناعة الأفلام على عكس المعمول به حاليا في السعودية، حيث توجد هيئة الأفلام السعودية التابعة للحكومة، وتدعم المخرجين لصناعة الأفلام السينمائية.

وتساءل فارس عن سبب توقيف مهرجانات عدة، منها «مهرجان عدسة» التابع لوزارة الشباب، وكذلك مهرجان «بي يوند الدولي للأفلام القصيرة»، ومهرجان الكويت السينمائي، وإذا ما كان سبب التوقف يرجع إلى الحالة السياسية وعدم استقرارها في البلد، والتي ألقت بظلالها على إقامة المهرجانات وصناعة السينما.

وقال إن المهرجانات السينمائية في الكويت متواضعة جدا، بسبب عدم وجود دعم، لافتا إلى أن المهرجانات التي تحقق النجاحات المرجوة هي المهرجانات التي تجد دعما مباشرا من الحكومات.

وطالب بضرورة إعادة النظر في صناعة السينما بالكويت، وتهيئة الشباب والمهرجانات الفنية وإقامة مهرجانات حقيقية على مستوى عال، ودعم المخرجين، إضافة إلى أن تكون صناعة السينما بشكل عام من ضمن خطط التنمية وبرنامج عمل الحكومة، لما يحمله الفن والسينما من ثقل ثقافي ورافد من روافد الثقافة التي تعكس ذائقة المجتمع، حيث تعتبر الفنون من «القوى الناعمة»، مؤكدا أن الكويتيين - كأفراد - مبدعون وموهوبون، وشدد على أهمية مشاركة القطاع الخاص بهذا الدعم والتوجه.

خطة قادمة

وحول إخراج الأفلام السينمائية الطويلة، كشف فارس أن الخطة القادمة لأعماله الفنية قد تتضمن فيلما طويلا، وأن تنفيذه يتوقف على إيجاد تمويل، مؤكدا أنه لا يميل إلى الأفلام التوعوية، لأنه على قناعة تامة بأن الفن مجال بعيد كل البعد عن زجّ التفكير التوعوي والأخلاقي والقيمي فيه، لأنه ليس مجالا لمثل هذه الأمور، ولا يمنع أن تكون هناك رسائل ضمنية غير مباشرة، وأن غاية الفن توصيل معنى معيّن، والأهم هو توصيل المعاني لا الرسائل.

وذكر أنه يقوم بكتابة نص أفلامه ويقوم بإخراجها وإنتاجها، إضافة إلى أنه يقوم أيضا بإخراج الإعلانات التجارية «كشيء جانبي» على حد تعبيره. وأعلن أن دراسته بعيدة تماما عن مجال الفن والسينما، وأنه سبق أن التحق بدورة النظائر للإخراج، حيث حصد المركز الأول من بين المشاركين، مطالبا بضرورة إنشاء أكاديميات في الكويت لتعليم الإخراج وفن صناعة الأفلام، على غرار الموجود في مصر وعدد من الدول الأخرى، فلا يُعقل أن يكون الأمر قاصرا في الكويت على دورات متواضعة، لاسيما أنه يُنظر لصناعة السينما على أنها صناعة وفن.

وقال: «قد يكون التعليم الأكاديمي مساعدا، لكنه ليس البوابة للنجاح والتميز»، لافتا إلى أن الإخراج قائم على التجارب، فهو فن وحسّ وإبداع، ويعتمد على مخزون الشخص وتجاربه الشخصية واطلاعاته أكثر من كونه مجرّد علم يدرس «فالإخراج ليس كمادة الرياضيات»، لذلك فإن الموهبة ليست كل شيء، وإنما لابد من صقلها بالاحتكاك والتجارب الحياتية.