إسرائيل تواصل التصعيد بسورية وإيران تشيّع قياديين
اجتماع موسكو الرباعي يبحث تطبيع العلاقات بين دمشق وأنقرة... وباريس تبدأ محاكمة مسؤولين سوريين
في رابع هجوم من نوعه منذ الخميس الماضي والسابع خلال شهر، استهدفت صواريخ إسرائيلية ليل الثلاثاء - الأربعاء العاصمة السورية دمشق، تزامنا مع ضربة شنتها القوات الأميركية، قتلت قياديا في تنظيم داعش مسؤولا عن هجمات في أوروبا.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري قوله: «نفذ العدو الإسرائيلي عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفا بعض النقاط في محيط دمشق والمنطقة الجنوبية»، مضيفاً: «تصدت وسائط دفاعنا الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت معظمها، وأدى العدوان إلى استشهاد مدنيين اثنين ووقوع بعض الخسائر المادية».
وأفاد المرصد السوري بأن «الصواريخ الإسرائيلية استهدفت منطقة مطار دمشق الدولي، والمجمع الإيراني قرب منطقة السيدة زينب، ومنطقة المعامل بالكسوة، فيما انطلقت صواريخ الدفاعات الجوية السورية للتصدي للصواريخ».
وقال المرصد: «استهدف صاروخ إسرائيلي نقطة رادار تل الصحن التابعة لقوات النظام شرقي قرية لهويا بريف السويداء، كما سقط صاروخ في معمل للزجاج بمنطقة الكسوة بريف دمشق، ما أدى إلى استشهاد سوريين اثنين على الأقل وعدد غير معروف من المقاتلين الموالين لإيران»، مشيراً إلى أن الدفاعات الجوية السورية اعترضت صاروخين على الأقل.
والأحد، قُتل مسلحان من الجماعات الموالية لإيران في غارات اسرائيلية بسورية، واستهدفت غارات جوية دمشق لليلتين متتاليتين، الخميس والجمعة، نسبها الجيش السوري إلى الدولة العبرية.
وأدت غارة الخميس إلى إصابة جنديين سوريين، حسب وزارة الدفاع السورية. والجمعة، قتلت غارة القياديين بالحرس الثوري الإيراني ميلاد حيدري ومقداد مهقاني، الذي توفي الأحد متأثرا بإصابته في الضربة ذاتها.
وشيع آلاف الإيرانيين أمس ضابطي الحرس الثوري في إحدى ساحات طهران. وقال الناطق باسم الحرس رمضان شريف: «سنثأر لدماء الشهيدين حيدري ومهقاني». وقالت والدة حيدري متوجهة الى الحشود «سيروا على خطاه».
«سنتكوم» و«داعش»
في هذه الأثناء، أعلنت القيادة الأميركية الوسطى «سنتكوم»، أمس، استهدافها قياديا بارزا في تنظيم داعش شمال غرب سورية، مؤكدة أن مقتله «سيعطل مؤقتا قدرة التنظيم على التخطيط لهجمات خارجية».
وأوضح قائد القيادة الوسطى مايكل كوريلا، في بيان، أن القوات الأميركية «شنت يوم الاثنين ضربة أحادية الجانب، أسفرت عن مقتل القيادي البارز خالد إياد أحمد الجبوري، المسؤول عن تطوير شبكة قيادة تنظيم داعش والتخطيط لهجمات في أوروبا».
وبحسب المرصد، فقد استهدفت مسيّرة أميركية الجبوري، وهو عراقي الجنسية، بينما كان يتحدث عبر الهاتف قرب منزله في ريف إدلب الشمالي. وقتل الجبوري وفق المرصد بعد عشرة أيام من وصوله الى المنطقة، وتعريفه عن نفسه بأنه سوري يتحدر من محافظة دير الزور (شرق).
ورغم الضربات التي تستهدف بشكل متكرر قادته وتحركات عناصره في سورية والعراق، اعتبر كوريلا أن «داعش لا يزال قادراً على قيادة عمليات في المنطقة، مع رغبة في ضرب مناطق خارج الشرق الأوسط»، مشددا على أن التنظيم «ما زال يمثل تهديدا للمنطقة وخارجها».
إعادة تموضع
ووسط تصاعد التوتر مع إيران، أعادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس الأول، تموضع حاملة الطائرات جورج إتش. دبليو بوش الهجومية «كإجراء احترازي»، بعد هجمات الحرس الثوري على قواتها المنتشرة في سورية.
وقالت نائبة المتحدث باسم «البنتاغون» صابرينا سينغ، للصحافيين، «لقد رأينا هجمات متزايدة من مجموعات تابعة للحرس الثوري الإيراني تستهدف أعضاء خدمتنا في جميع أنحاء سورية، وكإجراء احترازي قمنا بتحريك الناقلة لتكون أقرب قليلا» إلى سورية.
لكنها أوضحت أن حاملة الطائرات لا تزال في منطقة اختصاص القيادة الأوروبية - الأميركية، بينما تقع سورية في المنطقة التابع اختصاصها للقيادة المركزية، مضيفة: «كانت إعادة التموضع بالطبع ردا على ما رأيناه من هجمات متزايدة على أفراد خدمتنا في المنطقة».
سياسياً، بدأ أمس الاجتماع الرباعي لمعاوني وزراء خارجية سورية وروسيا وإيران وتركيا، لبحث تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
ووفق وكالة سانا سيركز معاون وزير الخارجية أيمن سوسان على ثلاث نقاط رئيسية هي ضرورة إنهاء الوجود التركي غير الشرعي على الأراضي السورية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله.
وذكر مصدر في وزارة الخارجية الروسية أمس الأول أن سلسلة من المشاورات عقدت في موسكو، استعدادا لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع.
في غضون ذلك، بحث الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في اتصال هاتفي مع نظيره السوري بشار الأسد، أمس الأول، سبل تعزيز العلاقات بمختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ووفق الرئاسة الجزائرية، فإن «الأسد اطلع تبون على وضع سورية وما يدور حولها من أحداث، وشكره على وقوف الجزائر إلى جانب سورية في محنة الزلزال الذي ضربها منذ أسابيع».
وفي فرنسا، أمر قاضيا تحقيق أمس بمحاكمة ثلاثة مسؤولين كبار في النظام السوري أمام محكمة الجنايات بتهمة التواطؤ في قتل مواطنين سوريين - فرنسيين هما مازن دباغ ونجله باتريك اللذان اعتقلا في 2013.
وطلب القاضيان محاكمة بتهمة التواطؤ لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجناية حرب في حق رئيس مكتب الأمن القومي علي مملوك، ومدير المخابرات الجوية جميل حسن، ورئيس فرع التحقيق في المخابرات الجوية عبدالسلام محمود، الصادرة بحقهم مذكرات توقيف دولية.