كان العرض الذي تلقيّتُه للقيام بتحليل نقدي لسجل كيسنجر الدبلوماسي مطروحاً منذ أكثر من سنة. كنت أدرك أهمية نشر هذا الكتاب، لكن بدت هذه الفكرة مغرية على نحو خاص لأنها صدرت في الوقت المناسب من جيمس سيلبرمان الذي كان رئيس تحرير دار «راندوم هاوس» عندما نشرتُ الكتب عن مذبحة «ماي لاي». أصبح جيمس في المرحلة اللاحقة مالك دار النشر «ساميت بوكس»، وكان يجيد حصد مبيعات عالية للكتب التي ينشرها. في رسالة استقالتي، لم أخبر إيب بالسبب الحقيقي وراء قراري، مع أنه كان يعلم على الأرجح بالإحباط الذي أصابني بسبب دعم الصحيفة الباهت لسلسلة «الخليج والغرب»، لكني تكلّمتُ عن ضرورة تحضير دراسة نقدية عن كيسنجر. طلبتُ إجازة رسمية للتغيّب عن العمل، لكن رفض إيب طلبي. لم أفاجأ بقراره، فقد وصلت الأخبار المتعلقة برحيلي إلى صحف الشائعات في نيويورك وكانت هذه المسألة حساسة حتماً. شعر إيب بأنني لم أحب الصحيفة يوماً، أو ربما استغللّتُها للحصول على عقدٍ يسمح لي بنشر كتاب قبل الرحيل بكل بساطة، كما فعل ديفيد هالبرستام.
تكمن المفارقة في كتابتي حوالي 12 مقالة مستقلة بارزة لصالح صحيفة «تايمز» خلال العقد اللاحق، حتى تقاعد إيب من منصب المحرر التنفيذي في عام 1988، وكأنني ما زلتُ جزءاً من فريق العمل. تسلمت أول مهمة مختلفة في أغسطس 1979، بعد أربعة أشهر فقط على استقالتي. عدتُ حينها إلى هانوي، التي أصبحت اليوم عاصمة جمهورية فيتنام الديموقراطية، لإجراء مقابلات مع نغوين كو ثاش الذي أصبح وزير خارجية فيتنام في العام 1980، في خضم التحضير لكتاب كيسنجر حول محادثات السلام السرية في باريس.
بعد إنهاء تلك المقابلات، قررتُ البقاء في فيتنام للكتابة عن الحياة في سايغون خلال عهد الشيوعية، لكني كتبتُ في نهاية المطاف ست مقالات عن سايغون بعد الحرب، علماً أنها باتت تُعرَف بمدينة «هو تشي مينه». أردتُ بهذه الطريقة أن أعبّر عن جزءٍ من المصاعب التي يواجهها من عجز عن الهرب من منطقة الجنوب بعد انهيارها عام 1975. ذكرت واحدة من المقالات تفاصيل عن ازدهار السوق السوداء، وتطرقت مقالة أخرى إلى صحيفة غير شيوعية ناشئة في سايغون. كذلك، أجريتُ مقابلة مع مسؤولين في الصليب الأحمر والأمم المتحدة في هانوي وسايغون، وكتبتُ مقالة طويلة عن أزمة المجاعة التي يواجهها أكثر من مليونَي كمبودي، بدا وكأنني لم أترك فريق العمل في الصحيفة يوماً.سارت مقابلتي مع ثاش وآخرين من أجل كتاب كيسنجر على ما يرام، جمعتُ مواد مهمة حول محادثات السلام أثناء وجودي في هانوي، وكان معظمها مدعوماً بمذكرات داخلية فيها معلومات لم تحصل عليها الصحافة الأميركية خلال الحرب، فهي تعكس وجهة نظر فيتنام من الأحداث. كان أفضل جانب من مشروع الكتاب يتعلق بعدم أهمية موافقة كيسنجر على التكلم معي، فهو منحني مقابلة مطوّلة وبارزة في المجلّد الأول من مذكراته White House Years (سنواتي في البيت الأبيض) التي نُشِرت في عام 1979. كان كتابه المؤلف من 1500 صفحة يهدف إلى الرد على جميع منتقديه، فتحوّل هذا المرجع إلى منجم للمعلومات الجديدة حول المسائل المهمة (وغير المهمة) التي واجهها، فضلاً عن كمية مدهشة من التفسيرات الخاطئة والأكاذيب المباشرة. أمضيتُ سنة كاملة تقريباً وأنا أقرأ نسخته من الأحداث، إلى جانب المعلومات المنشورة في تلك الفترة. وتسنى لي أيضاً أن أقارن كتاب كيسنجر مع مذكرات نشرها مسؤولون حكوميون آخرون.
كانت التناقضات الواردة في مذكرات كيسنجر فاضحة، واكتشفتُ معلومات إضافية عبر مقابلات أخرى خلال السنوات القليلة اللاحقة. يرتكز تحضير كتاب واقعي على المبادئ التي حاولتُ استعمالها في عملي الصحفي اليومي، ما يعني قراءة المراجع قبل الكتابة، وإيجاد أشخاص يعرفون الحقيقة، والسماح للوقائع بسرد القصة. لم يرغب عدد من أعضاء فريق كيسنجر في مجلس الأمن القومي في التكلم معي، لكني تواصلت مع معظمهم بطريقة رسمية.
ثمن القوة
استفدتُ أيضاً من الشر الأساسي الذي طَبَع السياسة الخارجية في عهد نيكسون وكيسنجر. أنتجت تقاريري حول تشيلي في صحيفة «تايمز»، في عام 1974، سلسلة من الرسائل المجهولة التي تلقّيتُها من مسؤول داخل الجهاز السرّي في وكالة الاستخبارات المركزية، وكان هذا الأخير يملك معلومات مباشرة عن رغبة الإدارة الأميركية في التخلص من سلفادور أليندي. كانت تلك الرسائل مدهشة بمعنى الكلمة، فقد شملت كمية كبيرة من المعطيات السرّية والمخاوف السياسية لدرجة أن تجعلني أتردد في نشر المعلومات التي حصلتُ عليها من أشخاصٍ لم يرغبوا في الكشف عن هويتهم، لكني لم أغيّر رأيي في نهاية المطاف.
احتجتُ إلى أربع سنوات من القراءة المتواصلة، والمقابلات، والكتابة وإعادة الصياغة، قبل صدور الكتاب الطويل في يونيو 1983، وهو يحمل عنوان The Price of Power (ثمن القوة)، وقد اقترحه هالبرستام الوفي دائماً، كانت ردود الأفعال عليه متوقعة، إذ عبّرت وسائل الإعلام التي تقوم نجاحاتها وتوجهاتها جزئياً على قُربها من كيسنجر عن كرهها للكتاب. لكن آخرين عبّروا عن إعجابهم به. أرسل لي نعوم تشومسكي، الذي لا أعرفه عن قرب لكني أحترمه كثيراً، ملاحظة ودّية ذكر فيها: «إنه كتاب مدهش حقاً، باستثناء شعورنا بأننا نزحف في المجاري، هو يطرح معياراً جديداً لأعمق تحليلات صناعة السياسة الخارجية، وهو نهج يصعب مضاهاته في المراحل اللاحقة».
حقّق الكتاب هدفه، ففضح جزءاً من الحقيقة عن كيسنجر. ربما حصد بعض التقييمات السلبية، لكن الردود الإيجابية تبقى أكثر منها، قد يكون كريستوفر ليمان هوبت، مُراجِع الكتب في صحيفة «تايمز»، أفضل من سلّط الضوء على إيجابيات الكتاب ونقاطه المملة، وتعليقاً على جوانب الكتاب المبهرة، كتب هذا الأخير: «يتّسم العمل بتفاصيله الشاملة، وموضوعيته الواضحة، والأهم من ذلك هي فرضيته النهائية. لا يكتفي هذا الكتاب بالثرثرة، بل إنه يعيد بناء أربع سنوات من السياسة الخارجية الأميركية بتفاصيل تفوق بأشواط ما طرحه السيد نيكسون في مذكراته الرسمية... يتجنب هذا الكتاب، بفضل وقائعه المكثفة، اللهجة العدائية التي يستعملها المراسلون الاستقصائيون أو الأيديولوجيون الذين يحملون دوافع خفية. لقد نجح السيد هيرش في استعمال أسلوب المؤرّخين الموضوعيين من الناحية الأخلاقية».
أحداث جنونية
تلاحقت الأحداث الجنونية داخل البيت الأبيض، ولم تُنشَر أي تقارير عن تداعيات عجز الرئيس ريغان عن السيطرة على ويليام ج. كايسي، مدير وكالة الاستخبارات المركزية، وكنت أعلم أنني أستطيع تقديم مشاريع مهمة مع صحيفة «تايمز» إذا وافقت على ذلك. تكلمتُ مع إيب عني وعن الصحيفة ومشاعره المجروحة، وأدرك كلانا أن هذه الخطوة لن تكون مناسبة، ثم كتب لي رسالة طويلة ذكر فيها: «كان الوضع ليصبح مدهشاً لو أنك بقيتَ وطوّرت نفسك معنا، لكن نظراً إلى عدم حصول ذلك، من الأفضل أن نترك الأمور على حالها». كان محقاً طبعاً، لكنّ هذا الموقف لم يمنعه مجدداً من نشر عدد من القصص المهمة التي كتبتُها خلال السنوات القليلة اللاحقة.
كتبتُ كتابَين آخرين بعد كتاب كيسنجر، نُشِر The Target Is Destroyed (الهدف تَدمّر) في عام 1986، وكان عبارة عن تفسير لحادثة إسقاط رحلة الخطوط الجوية الكورية 007 في العام 1983 على يد روسيا. أما الكتاب الثاني فهو The Samson Option (خيار شمشون)، في العام 1991، وهو يتطرق إلى تاريخ الرضوخ الأميركي السرّي لقرار إسرائيل بالتسلّح نووياً.
تطرّق الكتاب الأول إلى استعداد إدارة ريغان للتوصل إلى استنتاج غير مثبت مفاده أن روسيا أسقطت الرحلة مع أنها كانت تعرف أنها طائرة ركّاب حين حلّقت عن غير قصد فوق الأراضي الروسية. تبيّن لاحقاً أن اللوم يقع على الطيار، لكن دخلت الولايات المتحدة في حالة هستيرية تشبه أيام الحرب الباردة، بدعمٍ من البيت الأبيض، بسبب تلك الحادثة. بمساعدة اللواء جيمس فاوتز، رئيس استخبارات القوات الجوية، تعمّقتُ في أهم التقارير حول الأخطاء المرتكبة. أنهيتُ الكتاب بالعبارة التالية: «تحوّل خطأ سوفياتي مأساوي ووحشي (لم تعترف به موسكو يوماً) إلى مادة متفجرة بسبب معلومات استخبارية مشوّهة وغير مفهومة، حيث فضّلت وكالة الأمن القومي ألا تُخبِر المسؤولين الآخرين في الحكومة بما لا يريدون سماعه».
انتصار مفاجئفي المقابل، استفاد كتابي عن القنبلة الإسرائيلية وما يعرفه الأميركيون عنها من انتصار مفاجئ لحزب «الليكود»، بقيادة مناحيم بيغن، خلال الانتخابات الوطنية الإسرائيلية في عام 1977. كانت هزيمة حزب «العمل»، الذي اندمج عام 1968 مع حزب «ماباي» اليساري الوسطي، تعني ألا يسيطر الليبراليون المعتدلون على السياسة الإسرائيلية للمرة الأولى منذ 29 سنة. كانت تلك النتيجة ممكنة في إسرائيل حصراً: بدأ جزء من المسؤولين خارج السلطة يتكلمون عن معلومات كانت مجهولة سابقاً، بما في ذلك طريقة حصول إسرائيل على قنبلتها وما دفع الولايات المتحدة إلى عدم تحريك أي ساكن أمام هذا التوجه. لا يمكنني تسمية هؤلاء الأعضاء السابقين في حزب «العمل» مع أنهم كلّموني، هنا في الولايات المتحدة وأماكن أخرى، عن أولى أيام تصنيع القنبلة، لم أتمكن أيضاً من الكشف عن هوية ضباط وكالة الاستخبارات المركزية الذين صُدِموا بالمعلومات التي عرفوها عن الدعم الأميركي السرّي للأبحاث الإسرائيلية.
اطّلعتُ أيضاً على وثيقة داخلية تتطرق إلى ما فعله روبرت ماكسويل، الناشر البريطاني المرموق في أشهر صحيفتَين شعبيتَين، «ديلي ميرور» و«صنداي ميرور»، للتعامل مع محرر الشؤون الخارجية نيكولاس ديفيس ومع الموساد للقبض على مردخاي فعنونو الذي عَمِل لمرة واحدة فقط في برنامج القنبلة النووية الإسرائيلية وكانت إسرائيل تسعى إلى محاكمته بتُهَم الخيانة والتجسس. كان فعنونو مواطناً من عرب إسرائيل، وقد نشر في صحيفة بريطانية منافِسة تفاصيل كثيرة عن برنامج القنبلة الإسرائيلية قبل أن يختفي عن الأنظار. لم يكن ماكسويل اليهودي جاسوساً لإسرائيل، بل راح يدعم البلد ويبدي استعداده لفعل ما يقدر عليه. اعتبرتُ ديفيس تاجر أسلحة أحياناً وشخصية رئيسية في مساعي القبض على فعنونو. هذا الادعاء أطلق حملة جنونية من التُهَم فعنونت صحيفة «ديلي ميرور» بالخط العريض «تزوير»، في إشارة إلى وثيقة كنتُ أملكها. ثم ردّت عليها منافِستها الأساسية بعنوان عريض آخر، «أنتم كاذبون»، حين تبيّن أن وثيقتي حقيقية.
هذا الخلاف أنتج عناوين رئيسية أخرى بعد أسابيع قليلة على رفع «مجموعة ميرور» دعوى قضائية ضدي بتهمة التشهير، حين وُجِد ماكسويل ميتاً بطريقة غامضة، في أواخر عام 1991، أثناء وجوده في يخته قبالة جزر الكناري. سقطت الدعوى التي رفعتها ضدي «مجموعة ميرور» عام 1995، وتمّت تسوية دعوى تشهير رفعتُها بنفسي، بطلبٍ من محاميّ مايكل نوسبوم، في السنة اللاحقة، حين نشرت الصحيفة اعتذاراً يائساً ودفعت لي تعويضات كبرى.
حجم الترسانة النووية الإسرائيلية
يروي هيرش أن الآمال المنتظرة من كتابه «مذكرات صحفي استقصائي» كانت مرتفعة في السوق الأميركي، فقد أصبح الإفصاح عن حجم الترسانة النووية الإسرائيلية جزءاً من عناوين الأخبار الرئيسية في صحيفة «تايمز»، ونُشِر الكتاب رسمياً في خريف العام 1991، لكن اتّضح بعد فترة قصيرة أن الكتاب لا يشيد بحجم القوة الإسرائيلية، بل يطرح نظرة نقدية عن دور الولايات المتحدة، بدءاً من رئاسة دوايت أيزنهاور وصولاً إلى أدنى المراتب، في تجنّب أي مواجهة مع إسرائيل بسبب برنامجها النووي السرّي.وقال إنه سرعان ما انحسرت موجة المبيعات الفائقة على الطرف الغربي من مدينة نيويورك، وهو معقل عدد كبير من اليهود، حين اتضحت رسالة الكتاب، إذ لم يرغب الكثيرون، من يهود وسواهم، في سماع هذه الرسالة، و«في الأيام التي تلت نشر الكتاب، تلقيتُ سيلاً من الدعوات من معابد وجماعات يهودية متنوعة، لذا شعرتُ بخيبة أمل حين أُلغِيت تلك الدعوات كلها لاحقاً، مع أن هذه الخطوة لم تصدمني كثيراً».
وأضاف هيرش أن كنيساً واحداً في ضواحي «كليفلاند» امتنع عن إلغاء الدعوة، «لكنه شَهِد فوضى عارمة حين حاول عدد كبير من الحاضرين الصراخ في وجهي عندما رحتُ أَصِف بكل غباء إغفال الرؤساء المتعاقبين حملة إسرائيل لإنتاج رؤوس حربية»، متابعا: «لم أكن أعني ألا تُصنّع إسرائيل قنبلة نووية، لكن كان الدعم الأميركي السرّي لهذه الحملة معروفاً في أنحاء الشرق الأوسط، وسرعان ما أصبحت الجهود الأميركية الرامية إلى كبح انتشار الأسلحة النووية في باكستان ودول أخرى ذات طموحات نووية غير معلنة محط سخرية».
ولفت إلى أن الاحتجاجات زادت خلال التجمّع الديني «حين تابعتُ كلامي، وطلبتُ في نهاية المطاف من الحاخام الذي كان يدير النقاش أن أخرج من القاعة قبل دقيقتَين من الوقت المحدد كي أتمكن من الوصول إلى سيارتي المستأجرة في موقف السيارات».
ويرى هيرش أنه «لم يكن مفاجئاً أن يحصد الكتاب تقييمات إيجابية أو غير مبنية على مشاعر النقاد الشخصية تجاه إسرائيل وعلاقتها بجيرانها العرب»، مبيناً أنه في المقابل، «تكلم الفريق الذي كان يدعم إسرائيل عن اتكالي على مصادر مجهولة لتبرير رفضه تصديق أهم المعلومات التي يكشفها الكتاب، لكن هذا المعسكر تجاهل في الوقت نفسه نزعة صحيفة تايمز ووسائل إعلام بارزة أخرى إلى اقتباس كلام مسؤولين وأشخاص آخرين من دون تسميتهم عند نشر تقارير عن السياسة الخارجية».
فوضى العالم العربي
يرى هيرش أن كتابه «مذكرات صحفي استقصائي» كشف له حجم الفوضى في العالم العربي، فقد شكّل صدور الكتاب فرصة فورية للدول العربية التي أرادت مناقشة التداعيات العسكرية والدبلوماسية للترسانة النووية الإسرائيلية التي اعتُبِرت أبرز مسألة شائكة في جميع مفاوضات السلام، حيث كانت إسرائيل تملك ترسانة نووية، على عكس جميع الدول الأخرى في المنطقة. ويضيف أنه تلقى عدداً من المكالمات الهاتفية والرسائل من العالم العربي «لمطالبتي بزيارتهم وإلقاء خطاب هناك. أجبتُهم جميعاً بأن التكلم عن كتابي يسرّني، لكني لم أكن أملك الوقت الكافي لتكرار الكلام نفسه بخمس أو ست دول مختلفة، لذا اقترحتُ عليهم أن تُحدد الدول التي تريد سماع كلامي مكاناً مشتركاً يمكنني الحضور إليه. لم يتحقق ذلك رغم اهتمام الكثيرين بهذه المبادرة في الشرق الأوسط، ولم أقم بتلك الرحلة في نهاية المطاف».ويعقب هيرش بأن هذه التجربة علمته أن السلام في العالم سيكون ممكناً بين البيض والسود، أو بين روسيا والولايات المتحدة، أو بين الفقراء والأغنياء، قبل تسوية الخلاف العربي الإسرائيلي».
وعن كتابيه «الهدف تدمر» و«خيار شمشون» يقول إنهما بيعا بنسخ كافية للتعويض عن كلفتهما، لكنهما لم يظهرا في قائمة أعلى المبيعات إلا لفترة قصيرة. بيعت نسخ كثيرة في الخارج، وقيّم عدد كبير من النقاد العملَين، وتناولتهما مقابلات أجرتها الصحف والقنوات التلفزيونية معي، لكن لم تقترب مبيعاتهما في الولايات المتحدة من الرقم الذي حققه كتابThe Price of Power.