أكد السفير المصري لدى الكويت أسامة شلتوت أن الأخوة والمساواة وعدم التمييز هي هدف سامٍ تحث عليه جميع الأديان والشرائع، ويؤدي إلى النهوض بالأوطان في جميع المجالات.
وقال شلتوت، في كلمة له مساء أمس ، خلال لقاء رمضاني أقامته الكنيسة القبطية المصرية بقاعة سلوى الصباح، تحت شعار «غبقة المحبة»، بمشاركة مطران القدس والكويت والشرق الأدنى، الأنبا أنطونيوس، ونخبة من الشخصيات ورجال الدين من مختلف المذاهب، وأعضاء الهيئات الدبلوماسية وأطياف المجتمع الكويتي، إن الألفة والمحبة التي نشهدها الليلة في هذه الفعالية الرمضانية، والتي تحرص الكنيسة المصرية بدولة الكويت على إقامتها كل عام، إنما هي صورة من صور تلاحم المصريين وترابطهم في إطار المواطنة والأخوة التي تقوم عليها الجمهورية الجديدة التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأكد أن الحرص على المشاركة في هذه المناسبة يعبّر عن الأخوة الصادقة وتلاقي المصريين بمختلف ألوانهم، وهو ما يعد نموذجا حيّا نصدره للعالم كله، ليؤكد أن المصريين يد واحدة على مر الزمان يتفانون في حب وخدمة وطنهم.
وأشار إلى أن «جمعنا اليوم يأتي بعد العاشر من رمضان ذكرى يوم العزة والكرامة الذي ظهر فيه التلاحم بين أبناء الكويت ومصر، ودمجت دماء العرب مسلمين وأقباطا دفاعا عن الوطن في حرب 1973».
وذكر السفير المصري أن هذا التجمع هو دلالة وإشارة واضحة على التلاحم لكل أحبائنا في الخارج، مشيرا إلى أن الكنيسة القبطية بالكويت هي أول كنيسة تقام خارج مصر عام 1962، وهو ما يعد دلالة خاصة على أن الكويت لها مكانة كبرى داخل مصر.
من جانبه، أكد راعي كاتدرائية مار مرقص للأقباط الأرثوذكس في الكويت، القمص بيجول الأنبا بيشوي، أن الكويت تشجع وتنتهج مبدأ المحبة والتسامح، وأن الجميع في الكويت يعيش المحبة بكل معانيها.
وقال: «طوال 22 عاما من تنظيم غبقة المحبة لا نتكلم سوى عن المحبة، ونركز عليها لأنها حياتنا ومسارنا، ولا نعرف سواها، فالمحبة توصلنا إلى قلوب إخواننا وإلى الله، لأن الله محبة».
وذكر أن المحبة مثل حبة المسك والعنبر رائحتها تفوح وتنتشر، مشددا على أن المحبة التي عشناها يجب أن نسلمها لأولادنا وأحفادنا ومن يأتون من بعدنا لكي يحملوا شعلة المحبة.
وأشار إلى أن محبة الكويت وأهلها جاءت بفضل راعي المحبة وأميرها الشيخ نواف الأحمد وسمو ولي عهد المحبة الشيخ مشعل الأحمد، والشعب الكويتي الطيب المحب المضياف.
وأضاف أن الفعالية تعد أحد مظاهر الترابط والتماسك والتسامح بين مختلف الأطياف، من دون تفرقة بين لون أو جنس أو دين، وهي قمة المودة والرحمة، سواء على أرض مصر أو الكويت فهما بلدا التسامح والمودة.
وقال القمص بيجول إن شهر رمضان يتميز بأجواء الألفة والإخاء، مشددا على حرصه على حضور شهر رمضان المبارك في الكويت، كي يهنئ إخوته المسلمين بهذه المناسبة العظيمة، وحتى لا يفوّت فرصة هذا اللقاء الذي يشتاق إليه وينتظره من العام للعام.
من جانبها، أكدت الأستاذة بجامعة الكويت د. سهام القبندي، في كلمة لها، أن اللقاء الرمضاني هذا العام له طعم وميزة خاصة، حيث إن المسلمين والمسيحيين صائمون في رمضان والصوم الكبير، مضيفة أن جميع معتقداتنا نابعة من الله سبحانه وتعالى، ولفتت إلى أن المحبة مرتبطة بالتسامح والتعاون.