يمثُل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أمام قاضٍ في محكمة مانهاتن في نيويورك لمواجهة اتهامات جنائية، وتتضمن الإجراءات القضائية خطوات عدة تبدأ بنقله للمحكمة وحتى إصدار القاضي قراراً بشأنه.
ويفترض أن تكون الإجراءات القضائية مختصرة، ولكنها تعدّ لحظة تاريخية في الولايات المتحدة، إذ لم يسبق أن واجه رئيس أميركي سابق اتهامات جنائية. وفي نهاية هذه الإجراءات، سيقرر القاضي خوان مرشان ما إذا كان سيمضي في المحاكمة أو يوقفها.
ويواجه الزعيم الجمهوري أكثر من 30 تهمة تتعلق بتزوير سجلات تجارية، من بينها تهمة واحدة على الأقل ترقى إلى مستوى الجناية. ولا يملك ترامب أي سجل جنائي، وليس من الواضح إن كان سيتم الحكم عليه بالسجن في حال إدانته.
وكانت هيئة محلفين كبرى في نيويورك دانت أخيراً ترامب فيما يتعلق بدفع رشى بقيمة 160 ألف دولار للممثلة الإباحية ستورمي دانييلز، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، لشراء صمتها قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2016. وتقول دانييلز إنها كانت على علاقة بترامب، لكن الرئيس السابق ينفي ذلك.
ولاحقاً، وجّه المدعي العام في مانهاتن التهمة رسمياً إلى ترامب في هذه القضية. وحتى في حال إدانة ترامب بتهم جنائية، فلن يمنعه ذلك من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2024.
وفي بيان أصدره مساء أمس، قال ترامب إن المدعي العام في مانهاتن سرب بطريقة غير قانونية معلومات حول لائحة الاتهام، مضيفاً أن ذلك يستوجب توجيه الاتهام للمدعي العام على الفور. وكان الرئيس السابق قال قبل ذلك إنه يتعرض لاضطهاد سياسي من الديموقراطيين.
ومن المقرر أن ترافق شرطة الخدمة السرية الرئيس الأميركي السابق من البرج الذي يملكه ويحمل اسمه إلى مقر المحكمة في مانهاتن بنيويورك، حيث سيتم احتجازه. وكان ترامب وصل مساء أمس إلى البرج تمهيداً لتسليم نفسه.
ونقل موقع «ياهو نيوز» عن مصدر أن مكتب المدعي العام في مانهاتن رأى بعد مشاورات مع الحرس الرئاسي ومسؤولي المحكمة أنه لا سبب لتكبيل يدي ترامب أو تصوير وجهه من الجوانب كافة كالموقوفين.
مع ذلك، ينتظر أن يتم أخذ بصمات الرئيس السابق، إذ إن ذلك ضمن إجراءات الحجز المعتادة للأشخاص الذين يمثلون أمام المحاكم الأميركية. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن قاضياً أصدر حكماً في وقت متأخر أمس بعدم السماح بالكاميرات التلفزيونية داخل قاعة المحكمة.
وبعد أن يمثل الرئيس السابق أمام القاضي خوان مرشان، يتلو المدعون العامون بقيادة المدعي العام في نيويورك ألفين باغ نص الإدانة الذي أصدرته هيئة المحلفين الكبرى الأسبوع الماضي.
وبعد تلاوة لائحة الاتهام في المحكمة، يفترض أن يدفع ترامب ببراءته من التهمة الموجهة إليه، وفق ما قاله محاميه جو تاكوبينا، الذي أكد أن موكله لن يعقد صفقة مع الادعاء لأنه يعد نفسه لم يرتكب أي جريمة. ومن المتوقع أن يقرر القاضي ترك ترامب في حالة سراح لأن التهم الموجهة إليه لا تستدعي تحديد كفالة، حسب ما نقلته وكالة أسوشيتد برس. بيد أن وكالة الصحافة الفرنسية ذكرت أن القاضي قد يضع شروطاً أمام إطلاق سراح ترامب، مشيرة إلى أنه سيحدد موعد الجلسة المقبلة.
ومع عدم معرفة التهم، من الصعب التكهن إن كانت الإدانة المحتملة ستؤدي إلى الحكم بالسجن على رئيس أميركي سابق. ويعتقد أن التهم التي ستوجه إلى ترامب ستشمل الاحتيال التجاري وانتهاكات متعلقة بتمويل الحملات الانتخابية، ولكن من غير الواضح إن كانت من جرائم الجنايات التي تؤدي إلى عقوبة السجن المحتملة.
وفي حال لم يكن هناك قرار بحبسه، سيعود ترامب إلى مقر إقامته في منتجع مارالاغو بفلوريدا ليظهر نفسه في تجمع لأنصاره.
في هذه الأثناء، تستعد شرطة نيويورك لاحتجاجات قد ينظمها أنصار الرئيس الأميركي السابق للتنديد بما يرونها محاكمة سياسية له.