بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، أقام المعهد العالي للفنون المسرحية احتفالية على مسرح حمد الرجيب، حضرها جمع كبير من المثقفين والأدباء، وتضمنت الاحتفالية مسرحية قهوجيات، وقام عميد المعهد، د. حسين علي حسين، ورئيس قسم التمثيل والإخراج المسرحي، د. فهد العبدالمحسن، بتكريم طلاب المعهد وخريجيه وجميع الفنانين المشاركين في عرض «ثغرات»، التي شاركت ضمن عروض مهرجان أيام المسرح للشباب الـ 14، الذي أقيم أخيرا، إضافة إلى الحاصلين على جوائز فنية متميزة بمهرجان أيام المسرح للشباب، وقدّم الحفل الإعلامي أحمد ماتقي.
فعل إنساني
وألقى العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية، الأمين العام لرابطة الأدباء، د. خالد رمضان، كلمة الفنانة القديرة سميحة أيوب، التي تم اختيارها من قبل الهيئة الدولية للمسرح لكتابة كلمة تُرجمت إلى لغات العالم، ومن أجوائها «إن المسرح في جوهره الأصلي هو فعل إنساني محض قائم على جوهر الإنسانية الحقيقي، ألا وهو الحياة، وإن ما نقوم به في عالم المسرح كمؤلفين ومخرجين وممثلين وسينوغرافيين وشعراء وموسيقيين ومصممي كوريوجرافيا وحتى كتقنيين وفنيين، كلنا بلا استثناء، إنما هو فعل لخلق حياة لم تكن موجودة من قبل أن نعتلي خشبة المسرح. هذه الحياة تستحق يدا حانية تتعهدها وصدرا حنونا يحتضنها، وقلبا حانيا يأتلف معها، وعقلا رزينا يوفر لها ما تحتاج إليه من أسباب الاستمرار والبقاء. أتحدث إليكم اليوم لا لمجرد الحديث، أو حتى للاحتفال بـ «أبي الفنون جميعا» (المسرح) في يومه العالمي، وإنما لأدعوكم لتقفوا صفا واحدا، كلنا جميعا، يدا بيد وكتفا بكتف لننادي بأعلى صوتنا، كما اعتدنا على منصات مسارحنا، ولتخرج كلماتنا لتوقف ضمير العالم بأسره، أن ابحثوا في داخلكم عن الجوهر المفقود للإنسان. الإنسان الحر السمح المحب المتعاطف الرقيق المقبل للآخر، ولتنبذوا هذه الصورة القميئة للوحشية والعنصرية والصراعات الدموية والأحادية في التفكير والتطرّف والغلو».
أهمية كبيرة
من جانبه، قال العميد، د. حسين علي، إن المعهد حرص على تنظيم هذه الفعالية الاحتفالية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، لافتاً إلى أن هذا اليوم له أهمية كبيرة لدى المسرحيين على مستوى العالم، وأثنى د. حسين على «المعاني التي تضمّنتها كلمة أحد أعمدة الفن والثقافة في الوطن العربي، الفنانة سميحة أيوب، فضلاً عن الإلقاء المميز للكلمة أمام حشد من الأدباء والمسرحيين بالمعهد، من قبل الزميل الكاتب والناقد د. خالد رمضان».
وذكر د. حسين: «حرصنا - كما يحرص العالم أجمع - على الالتئام مسرحياً، لأن الاحتفال بهذا اليوم يسهم في تعزيز الوعي بدور المسرح، وأهميته»، مشيراً إلى أن المسرح يُعنى بالعلوم الإنسانية، ومهم للتطور الفكري لدى الشعوب، وهو محل اهتمام كويتي تاريخي من قبل الدولة.
وأضاف العميد: «في هذه المناسبة المميزة، دعونا الرواد ونخبة من الأدباء والشعراء والمثقفين لمشاهدة العرض المسرحي الذي أُعد بشكل مختلف عن العروض المسرحية التقليدية الأخرى، لاسيما طريقة جلوس الجمهور على الخشبة، تعزيزاً لتفاعلهم مع العرض»، مثمناً حضور الأدباء والفنانين والقيادات الثقافية.
وختم د. حسين كلمته قائلاً إن الفعالية تضمنت تكريماً لطلبة المعهد المشاركين في أعمال مسرحية جادة، والحائزين على جوائز فنية، ذلك لأن إدارة المعهد تحرص على تشجيع طلبتها ودعمهم.
أما د. العبدالمحسن فقال إن احتفالية اليوم معنيّة بها جميع المؤسسات المعنية بالمسرح، مشيرا إلى أن يوم المسرح العالمي يصادف 27 مارس، لكن تم تأجيل الفعالية بسبب قدوم شهر رمضان وانشغال الكل مع بداية الشهر، وموضحا أن فعالية اليوم برعاية وزير التربية وزير التعليم العالي والبحث العلمي د. حمد العدواني.
طاقة طلابية
وبعد العرض، قال مخرج العمل، د. خالد أمين، إن «المسرحية عبارة عن مقالات للسينوغرافي اللبناني غازي قهوجي، تكلّم فيها عن الوضع العربي واللبناني إبان الثورات والحروب التي حدثت في المنطقة، لذلك كان يشرح معاناة الشعب العربي ككل من هذه الثورات، وأيضا المجاعات، وما حصل في سورية، وغيره».
وذكر أمين أن «العرض المسرحي أخذ من المقالات، حيث نظمنا ورشة عمل نحن والطلبة، وكتب الطلبة تلك المشاهد، وكانت كامتحان، حيث تم اختياره حتى يكون في يوم المسرح العالمي، وأساسا تم اختيار الكل حتى يكون على خشبة المسرح، لأن كل الشعوب العربية كانت مشاركة فيما يحدث في مكانها، ولها دلالة معيّنة وضعناها في المكان». وذكر أمين أن هذا العرض المسرحي جهد شبابي بحت، لافتا إلى أنهم طاقة طلابية هي التي كتبت، وبدأنا نصلح المشاهد، وأنه أخرج العمل معهم لكونهم طلابه.