بعد العيد... ماذا سيكون؟
تم تأجيل جلسات مجلس الأمة لما بعد العيد لعدم حضور الحكومة، أي عيد؟ إذا كان هناك أمل أن يكون هو عيد الفطر، فيمكن الصبر على حالة الضياع السياسي حتى ذلك الوقت، لكن ماذا لو كانت كلمة «العيد» تعني أي عيد مثل عيد الأضحى أو العيد الوطني القادم يمكن أن تعلق عليه السلطة موعدها غير المعلوم طالما ظلت على حالها من غياب القرار السياسي، وذلك بفعل عدم التوافق عند أصحاب القرار!
الفرض السابق قد يتصور أنه غير ممكن، ولكن في ظل سيادة حالة الاحتكار للقرار السياسي عند القلة لا يمكن استبعاده تماماً، هناك بالتأكيد الكلام الممنوع الحديث عنه رسمياً، وهو واقع عدم الاتفاق بين أهل السلطة على النهج السياسي بإدارة الدولة، هنا لا تعرف من ترضي ومن تزعل ليس بسبب مرجعية العقلانية السياسية وحساباتها في الاختيار ولكن بفوضى ضرورة الترضيات لجميع الفرقاء في الدولة المشيخية عند أصحاب الشأن والنتيجة المؤكدة استمرار العطالة السياسية ومعها - حتماً - العطالة الاقتصادية، وفي النهاية تظل أزمات الدولة تكرر ذاتها وتدور في مكانها حتى يُحدث الله أمراً كان مكتوباً.
أين البشر الواعون؟ أين قوى الضغط السياسي التي يمكنها مواجهة هذه اللخبطة السياسية اليوم؟ تم تحييدها عبر قفازات القانون حين تخفى يد الاستبداد، أين هي المؤسسات المستقلة وأبسط المبادئ الدستورية في الفصل بين السلطات؟ كلام إنشائي ليس له ظل على أرض الحقيقة.
ما العمل؟ انتظروا العيد... أي عيد...؟ لا نعلم...! وماذا بعد العيد...؟ هل ستتجاوز الدولة أزماتها التي تراوح في مكانها منذ سنوات طويلة وحتى يوم مجهول في علم الغيب...؟ ومن سيدفع الثمن آخر الأمر... غير أبنائنا وبناتنا؟ حسافة عليك يا بلد.