وصف الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، يوم 4 أبريل، وهو اليوم الذي وجهت إليه محكمة نيويورك تهمة الاحتيال، وأوقفته مؤقتا بأنه «الأفضل على الإطلاق».
وكتب في موقع التواصل الخاص به «تروث سوشيال» «لقد كانت تجربة رائعة، وربما أفضل يوم في التاريخ لشخص نجا من تهم لا أساس لها من الصحة».
وأشار الرئيس السابق إلى أن توقيفه وتوجيه التهم كان لهما أثر إيجابي على خططه للمشاركة في الانتخابات الرئاسية عام 2024، وقال: «لم تكن تقييماتي بهذا الارتفاع على الإطلاق، فقد تم جمع 10 ملايين دولار لحملة ما قبل الانتخابات، وانتهى اليوم بخطاب مهم للغاية».
وإضافة إلى ذلك، يوفر الموقع الإلكتروني لجمع التبرعات لحملة ترامب الآن خيار شراء قميص جمهوري بأسلوب منمق كصورة يلتقطها مسؤولو إنفاذ القانون عند رفع دعوى، وتحت الصورة كتب «غير مذنب».
الى ذلك، ينبغي على القضية غير المسبوقة المرفوعة ضد ترامب أمام القضاء في نيويورك، تجاوز عدد من العوائق القانونية إن كانت ستؤدي إلى أول إدانة لرئيس أميركي سابق بتهمة جنائية، على ما رأى خبراء قانونيون.
فقد اعتبر بعضهم أن نص الاتهام هذا «أقل أهمية» من تحقيقات أخرى تهدد الرئيس السابق، ما أثار شكوكا حول مدى تماسكه. كما كان متوقعا، حمل المدافعون عن الرئيس السابق على لائحة الاتهام الصادرة الثلاثاء خلال مثول ترامب غير المسبوق أمام محكمة مانهاتن.
عبر المحامي جو تاكوبينا عن «ارتياح» عند قراءة نص الاتهام الذي رأى أنه «لا يتضمن أي عنصر مادي جديد»، متوقعا في حديث مع محطة «ان بي سي» أن «تتلاشى» القضية سريعاً.
وفي خطوة قل حدوثها، عبر معارضو الملياردير الجمهوري عن استيائهم حيال نص اتهام يمكن في نهاية المطاف أن يخدم ترشيحه للرئاسة في 2024.
وقال مستشاره السابق للأمن القومي جون بولتون الذي أصبح من أشد منتقديه لمحطة «سي ان ان»، «هذه الوثيقة «تحزنني»، مضيفا «لقد جاءت حتى أضعف مما كنت أخشى».
وفي السياق ذاته، قال النائب السابق لمدير الشرطة الفدرالية، أندرو ماكابي، الذي أقاله ترامب قبل أيام من تقاعده، بأنه شعر «بخيبة أمل» إزاء التهم الـ34 التي وجهت الى الرئيس السابق وتتعلق بـ»تزوير وثائق محاسبية».
واتهم الرئيس الخامس والأربعون للولايات المتحدة بالتلاعب بحسابات شركته لإخفاء دفع 130 ألف دولار لنجمة إباحية لشراء صمتها قبل انتخابات عام 2016. في ولاية نيويورك، يعتبر تزوير وثائق محاسبية عموما مخالفة بسيطة، لكنها تصبح جنحا تصل عقوبتها إلى السجن 4 سنوات اذا كانت ارتكبت من أجل «إخفاء» جنحة أخرى.
وفي مؤتمر صحافي، أكد المدعي العام الديموقراطي، ألفين براغ، أن ذلك ينطبق على هذه الحالة، لكنه لم يخض في تفاصيل ما قد تكون عليه هذه الجريمة الأخرى، متحدثا عن انتهاكات محتملة لقوانين تمويل الحملات الانتخابية أو التهرب الضريبي.
وقال جون كوفي أستاذ القانون في جامعة كولومبيا لوكالة «فرانس برس» إن «القضاء النيويوركي وخلافا للقضاء الفدرالي، يجيز توجيه لوائح اتهام غير دقيقة».
من جهته، اعتبر زميله وليام بانكس من جامعة «سيراكيوز» أن ملف الاتهام «محفوف بالمخاطر على مستويات عدة»، مشيرا إلى مشكلة مصداقية الشاهد الرئيسي في الادعاء، المحامي الشخصي السابق لدونالد ترامب، مايكل كوهين، فقد دفع هذا الرجل للممثلة ستورمي دانييلز من جيبه الخاص لعدم الكشف عن علاقة جنسية تؤكد أنها أقامتها مع ترامب في 2006.
ويؤكد مايكل كوهين الذي تقاضى المبلغ لاحقا من منظمة ترامب، اليوم أنه تصرف بناء على طلب من دونالد ترامب. لكن محامي الرئيس السابق يتهمونه بأنه «يكذب بشكل مرض»، ويذكرون بأنه أدين بالتهرب الضريبي من قبل القضاء الفدرالي.
ويؤكد ريتشارد هاسن أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا على موقع مجلة «سلايت» أن الملاحقات القضائية بحق ترامب في نيويورك «خطأ قانوني وسياسي».
يذكر هذا الخبير المعروف في القانون الانتخابي بأن القضاء الفدرالي فشل عام 2012 في إدانة جون إدواردز المرشح للانتخابات التمهيدية الديموقراطية في 2008 حين تلقت عشيقته نحو نصف مليون دولار خلال الحملة لإخفاء حملها.
ويتخوف ريتشارد هاسن من فشل مماثل «سيعطي مصداقية لاتهامات ترامب بتعرضه لحملة شعواء». ويكمن الخطر في تجريد التحقيقات الأخرى التي تهدد قطب العقارات السابق من مصداقيتها.
إلى ذلك، قدم روبرت إف كينيدي جونيور (69 عاما) عضو العائلة السياسية الأميركية الشهيرة ورمز الحركة المناهضة للتطعيمات، أوراقه للترشح للرئاسة في انتخابات عام 2024.
يشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن (80 عاما) لم يعلن رسميا بعد عن نيته الترشح مرة أخرى، بيد أن محاولة إعادة انتخابه متوقعة بشكل كبير.
وروبرت كينيدي الابن هو ابن شقيق الرئيس جون إف كينيدي، وابن السيناتور روبرت إف كينيدي، واغتيل كلاهما وهما في منصبيهما.
ونشر كينيدي، وهو محام بيئي، نظريات مؤامرة مناهضة للتطعيم على مدار العقدين الماضيين، وتصدر دائرة الأحداث خلال أزمة فيروس كورونا.
وهو الآن ثاني منافس رسمي لدخول البيت الأبيض في صفوف الديمقراطيين. وفي بداية شهر مارس الماضي، أعلنت الكاتبة ماريان ويليامسون (70 عاماً) دخولها مضمار السباق.
وحتى الآن إضافة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، أعلنت سفيرة الولايات المتحدة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، وحاكم أركنساس السابق آسا هاتشينسون عزمهم الترشح للرئاسة عن الجمهوريين.