المناصب الحكومية و«البرستيج» المطلوب
من المواضيع المهمة التي كثر طرحها مؤخراً «بريستيج» المنصب والكرسي، فالمنصب في هذه الفترة أصبح من الكماليات والكرسي للتشريف لا التكليف! و«البرستيج» من الأمور المهمة في حياة البعض حتى لو كان بلا صلاحيات، فالمسؤولون من دون مسؤولية أو كما يقولون مسمى ومنصب دون صلاحيات.
ومن خلال البحث عن معنى «برستيج» في عدة مواقع، اتضح لي أنها كلمة أجنبية تعني الوضع العام للإنسان، وكل ما يخصه من مركز ومستوى اجتماعي وثقافي ووظيفي، وخلال مواصلة البحث في قاموس «المعاني» اتضح أن الكلمة تعني «احترام، اعتبار، اسم، أهمية، تأثير، تقدير، جاه، حُظوَة»، وكل ذلك يمكن اختصاره في «البرستيج» بالشكل العام دون تحديد في الوظيفة أو المظهر العام.
تحدثت سابقا مع أحد الموظفين في الجهات الحكومية بأنه لم يترك عضواً في مجلس الأمة 2022 المبطل إلا كلمه بخصوص تعديل وضعه والـ«برستيج»، فبذل طيلة فترة وجود المجلس الجهد الكبير في إقناع بعض أعضائه الذين اشترطوا عليه عدم حمل أي تبعات مادية، فالمهمة ليست سهلة وخصوصا عند ترشح موظف يتنصل من القيام بمهام عمله وواجباته، ولا يملك أي مؤهلات ولا خبرة سوى الظهور عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كضيف، الأمر الذي دفع بعض أعضاء مجلس الأمة ليقنعوا بدورهم أحد وكلاء الوزارة لترشيحه ووضعه في الـمنصب المناسب.
ويقول الفرحة لم تستمر خصوصاً بعد إبطال مجلس 2022 وعودة مجلس 2020، مضيفا بأنه لا يعرف ما مصيره بعد عودة المجلس السابق، فلم يترك ديواناً عاماً ولا خاصاً إلا سعى فيه للـمنصب في أي قسم أو إدارة أو جهة حكومية للنقل أو الندب أو التكليف، مع عدم اشتراط وجود صلاحيات أو مخصصات مالية، المهم (الاستعراض) أمام الناس بأنه مستشار مثلا أو متحدث رسمي أو مدير مكتب أو مسؤول رفيع المستوى. فما نفهمه نحن مختلف كثيراً عن هذه الثقافة، فـ «البرستيج» الحقيقي هو خدمة الكويت ورفع اسمها عاليا بأغلى الأثمان حتى لو كلفتنا التضحية كل ما نملك، ومع الأسف بأن كثيرين ممن يسعون إلى تلك المناصب ليس لديهم اهتمام بخدمة المواطنين وتقديم الخدمات، فالـبرستيج لا يسمح لهم بالعمل والخدمة.