اقتحامات «الأقصى» تحرك جبهة لبنان في وجه إسرائيل
أدى اقتحام المسجد الأقصى من جانب الشرطة الإسرائيلية ليومين متواليين واقتحامات المستوطنين للحرم القدسي بحماية الشرطة الإسرائيلية تزامناً مع عيد الفصح اليهودي، إلى اشتعال الجبهة اللبنانية في وجه إسرائيل، التي كان عليها التعامل أمس مع الغضب الفلسطيني في القدس والضفة الغربية والصواريخ التي أطلقت عليها من قطاع غزة، إضافة إلى أكثر من 30 صاروخاً أطلقت عليها من ناحية لبنان، الأمر الذي أدى إلى استنفار إسرائيلي واسع.
وحاولت إسرائيل الحؤول دون اندلاع مواجهة واسعة مع «حزب الله» اللبناني، واكتفت في البداية بالرد على مصدر إطلاق الصواريخ التي أشارت إلى أنها من طراز كاتيوشيا وغراد، وهي صواريخ قصيرة المدى ويعتقد أن الفصائل الفلسطينية في لبنان تمتلكها وهي مختلفة عن ترسانة الحزب الأكثر تطوراً.
ورغم ذلك، كانت الرسالة واضحة، إذ أشار التقييم الأمني الإسرائيلي إلى أنه لا يمكن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان خصوصاً هذا العدد الكبير منها من دون موافقة الحزب الذي يسيطر أمنياً على الحدود الهادئة نسبياً منذ حرب 2006، فضلاً عن أن إطلاق الصواريخ جاء متزامناً مع زيارة أجراها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى بيروت حيث من المقرر أن يلتقي الأمين العام لـ «حزب الله» حسن نصرالله ويشارك في فعاليات إحياء ذكرى يوم القدس الذي ينظمه الحزب في آخر يوم جمعة من شهر رمضان.
وكان نصرالله التقى قبل أيام رئيس حركة الجهاد الإسلامي المرتبطة بإيران زياد النخالة، والمسؤول العسكري في حركة حماس صالح العاروري.
وأفادت المعلومات من بيروت بتفعيل عمل غرفة العمليات العسكرية المشتركة التي تم تأسيسها قبل فترة بين قوى محور الممانعة، وخصوصاً بين «حزب الله» و»الجهاد الإسلامي» وحركة حماس، إضافة إلى الحرس الثوري الإيراني.
وأعلنت إسرائيل فتح الملاجئ في الجليل الغربي، كما توعدت باتخاذ إجراءات لحماية أمنها والرد، وأغلقت المجال الجوي من حيفا حتى الحدود مع لبنان وأخلّت شواطئ نهريا وفتحت الملاجئ العامة في جميع البلدات المتاخمة للحدود اللبنانية وقصفت عدداً من البلدات في الجنوب. وترأس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اجتماعاً أمنياً عالي المستوى للمجلس الوزاري المصغر لمتابعة التطورات.
وفي وقت سابق، قال الجيش الإسرائيلي إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ أمس على جنوب إسرائيل لليوم الثاني. كما اندلعت مواجهات بين فلسطينيين ومستوطنين والقوات الأمنية الإسرائيلية في باحة المسجد الأقصى.