تبدأ إسرائيل اليوم نشر تعزيزات أمنية في أعقاب هجومين أسفرا عن مقتل 3 أشخاص بعملية دهس، في إطار أسبوع من التصعيد تخلله تحريك الجبهة اللبنانية الهادئة نسبيا منذ حرب عام 2006، بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعبئة جميع الوحدات الاحتياطية لشرطة الحدود وحشد قوات إضافية.

وأعلنت الشرطة أنه سيتم نشر أربع كتائب احتياطية من قوة حرس الحدود وسط المدن، إضافة إلى الوحدات التي تم استدعاؤها بالفعل في منطقة القدس ومدينة اللد المختلطة.

Ad

يأتي ذلك وسط خلافات داخل الحكومة وبين الأجهزة الأمنية حول كيفية الرد على الهجمات الفلسطينية، وتلك التي جاءت من ناحية لبنان، والتي حملت إسرائيل مسؤوليتها للدولة اللبنانية، متجنبة التصعيد ضد حزب الله، وموجهة اللوم الى حركة حماس.

وأكد الجيش الإسرائيلي، أمس الأول، أنه قصف ثلاث «منشآت» تابعة لحركة حماس في منطقة الرشيدية، حيث يقع مخيم للاجئين الفلسطينيين قرب صور في جنوب لبنان. وهي المرة الأولى التي تؤكد فيها إسرائيل استهداف الأراضي اللبنانية منذ أبريل 2022.

وقالت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إن نتنياهو يريد تجنّب التصعيد على عدة جبهات، معتبرا أنه لا يمكن جر إسرائيل إلى مواجهات مع حماس وحزب الله، وسط تصاعد العنف بالداخل.

ووفق الصحيفة، قال نتنياهو في اجتماع تشاوري مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ووزير الخارجية إيلي كوهين، ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وكبار أعضاء المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إن على إسرائيل تجنّب الانجرار إلى المواجهات والصراعات على نطاق أوسع وتقديم جبهة موحدة، وذلك بعد أشهر من الاضطرابات الداخلية الشديدة التي أشعلتها حملة «الإصلاح القضائي» للحكومة.

ولفتت إلى أنه قبل الاجتماع الطارئ، الذي عقد أمس الأول الجمعة، لم يجتمع مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابينت)، الذي كان يجتمع عادة بشكل منتظم خلال فترة التوترات الإقليمية المتزايدة، خلال شهرين تقريبا، حيث اعتبر المعلقون السياسيون أن نتنياهو تجنب القيام بذلك، بسبب عدم ثقته في حكم أعضاء اليمين المتطرف في حكومته مثل بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وكان بن غفير وسموتريتش انتقدا رد فعل إسرائيل على أعمال العنف الأخيرة، ودعوا إلى اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. وقال بن غفير، الجمعة، إنه يفكر في ترك الحكومة بسبب فشلها في الرد بقوة كافية على ما سماه «الإرهاب الفلسطيني»، بينما أصر على أنه سيدعمها من المعارضة، ولن يسمح بانهيار الائتلاف، فيما قال سموتريتش لمؤيديه إن صبره على الحكومة بدأ ينفد في ضوء تعاملها مع «الإرهاب الفلسطيني»، وفق تعبيره.

وفي تفاصيل الاجتماع، فقد اختلف الجيش الإسرائيلي و»الموساد» في نهجهما، حيث فضّل «الموساد» العمل ضد حزب الله، وكذلك ضد حماس، فيما أيد وزراء الحكومة موقف الجيش الإسرائيلي المتمثل في التركيز على «حماس»، مؤكدين أنه ليس من مصلحة إسرائيل في الوقت الحالي الشروع في عملية عسكرية مكثفة، مفضلين ردا أكثر دقة على إطلاق الصواريخ، حسبما أفاد موقع أكسيوس ووالا.

وبحسب التقارير الإعلامية الإسرائيلية، فقد قال مسؤولون أمنيون كبار لوزراء الحكومة خلال الاجتماع المذكور إن حزب الله يتخذ إجراءات لإظهار عدم تورطه في إطلاق الصواريخ. وقال موقع «أكسيوس» إن الحزب نقل رسالة إلى إسرائيل من خلال وسطاء دوليين مفادها أنه لم يشارك في الهجوم وليس لديه علم مسبق بالهجمات.

وأفاد الموقع الإخباري أيضا بأن إسرائيل كانت تحاول تجنب تصعيد الأعمال العدائية مع حزب الله، خوفا من أن يتسع القتال إلى ضربات دقيقة على المدن الإسرائيلية وحرب مباشرة مع حزب الله.

إلى ذلك، أكد مسؤولون إسرائيليون وإيطاليون أمس أن سائحا إيطاليا (36 عاما) قُتل وأصيب 5 آخرون في هجوم دهس بسيارة في تل أبيب مساء أمس الأول الجمعة، نفذه رجل عربي

(45 عاما) من كفر قاسم المدينة العربية في وسط إسرائيل، يحمل بطاقة زرقاء إسرائيلية، فيما لقيت شقيقتان إسرائيليتان تحملان الجنسية البريطانية أيضا وتبلغان 16 و20 عاما مصرعيهما في إطلاق نار على سيارة عائلية بالأغوار بالضفة الغربية المحتلة.وجاء الهجومان بعد صدامات عنيفة دارت الأربعاء في المسجد الأقصى بالقدس الشرقية بين مصلين فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية، وتوعدت في أعقابها فصائل فلسطينية بشن هجمات انتقامية.

إدانات

وأمس، دان الاتحاد الأوروبي الهجمات في إسرائيل وإطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل، ودعا إلى «ضبط النفس».

من جهتها، أكدت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان (يونيفيل)، في بيان أمس الأول، أن الطرفين «لا يريدان الحرب»، داعية إلى التهدئة.

وصرح مسؤول قطري لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف اسمه، بأن الدوحة التي توسطت في الماضي بين إسرائيل وحماس، «تعمل على خفض التصعيد».

وعبّرت واشنطن أمس عن تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن النفس.

«الأقصى»

إلى ذلك، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، أمس، أن «الأقصى بكامل مساحته مكان عبادة خالص للمسلمين فقط»، محذرا من أي محاولة تغيير تطول الوضع التاريخي والقانوني للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وعقدت منظمة التعاون الإسلامي، في مقرها بجدة غرب السعودية، أمس، اجتماعاً استثنائياً للجنة التنفيذية المفتوحة العضوية، بدعوة أردنية وفلسطينية، بشأن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى.