«مسيّرة السليمانية» تفجّر أحقاد الكرد على وقع مصالحة دمشق وأنقرة
ارتفع مستوى التوتر إلى منسوب خطير في الساعات الأخيرة، بين الحزبيين الكرديين العراقيين الكبيرين، الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة آل البارزاني ومعقله أربيل، والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة آل الطالباني، ومعقله السليمانية، على خلفية الهجوم الذي تم بمسيّرة، أمس الأول، واستهدف مطار السليمانية، لحظة وجود قائد قوات «قسد» الكردية السورية مظلوم عبدي في المطار بعد لقائه قيادات أميركية وقيادة «الاتحاد الوطني».
وتبادل الحزبان الكرديان العراقيان الاتهامات بالخيانة بشأن الهجوم الذي جاء في توقيت كردي حساس، إذ عُقدت قبل أيام جولة جديدة من المحادثات الرباعية بين سورية وروسيا وتركيا وإيران بشأن المصالحة التركية ـ السورية، التي من المرجح أن تتم على حساب مصلحة الأكراد المتحالفين مع واشنطن، والذين أصبحوا الطرف الأضعف في المعادلة.
وقال المكتب السياسي لـ «الاتحاد الوطني»، إن «أقلية داخل الحزب الديموقراطي فرضت نفسها، ولها علاقات سرية وخاصة، وأصبحت مرشد الأعداء وتستخدم الوكالات الحكومية للعمل الاستخباراتي للدول الأخرى، لتقويض أمن إقليم جنوب كردستان ومحافظة السليمانية».
كما شجب رئيس «الاتحاد الوطني» بافل جلال طالباني الهجوم، واعتبر أن «العملية الإجرامية وخرق حدود الإقليم والعراق بأعين وإرشاد جهاز أمني استخباري داخلي ليست حالة غريبة، ولدينا تاريخ طويل معها، لكن السليمانية وتاريخها، والسليمانية وأهلها أكبر من ذلك».
في المقابل، هاجمت حكومة إقليم كردستان العراق التي يتولاها الحزب «الديموقراطي» غريمه «الاتحاد الوطني» الحاكم في السليمانية، على خلفية الحادث. وقال المتحدث باسم الحكومة، جوتيار عادل، إن الهجوم «هو نتيجة نفوذ الأحزاب في المكاتب الحكومية واستخدامها في أنشطة غير قانونية، وإن سلوك الحزب الحاكم في السليمانية تسبب في إيقاف الطيران التركي رحلاته لمطار السليمانية». وتابع: «يجب إيقاف هذه الأعمال وتثبيت الحكم الرشيد بما يخدم أهالي السليمانية ومصالحهم وينهي الوضع المعقد لهذه المدينة».
في المقابل، دان الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، أمس، القصف الذي نُسب إلى القوات التركية، وطالب تركيا باعتذار.
ورشيد، هو كردي كان مقرباً في السابق من الرئيس الراحل جلال الطالباني زعيم «الاتحاد الوطني»، لكن زعيم «الديموقراطي الكردستاني» كان هو من رشحه لتولي المنصب، بدلاً من برهم صالح.
وتعتبر تركيا «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) ومكونها الرئيسي «وحدات حماية الشعب» امتداداً لحزب العمال الكردستاني.
ونفت «قسد» مساء أمس الأول «الأنباء التي تدعي» استهداف قائدها العام مظلوم عبدي.
وأمس، دان عبدي القصف، معتبراً أن: «موقف الاتحاد الوطني القومي المساند لأشقائه في سورية يزعج تركيا».
وكانت مصادر قد أفادت بأن الهجوم التركي تحذيري، وسط تساؤل ماذا إن عبدي كان على متن مروحية لحظة الهجوم؟
وأفادت وكالة أنباء كردية بأن عبدي اجتمع مع أميركيين وقيادة «الاتحاد الوطني» في مقر مكافحة الإرهاب في السليمانية.
وجاء الهجوم بعد أيام من توقيع بغداد وأربيل اتفاقاً حول عودة استئناف تصدير النفط من إقليم كردستان. وأعربت باربرا ليف، مساعدة وزير الخارجية الأميركي، خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة كردستان مسرور البارزاني عن دعم بلادها لتنفيذ الاتفاق بالكامل، معتبرة أن ما تحقق يمثّل انتصارا للعراق بأسره.