في وقت تتواصل الاعتداءات الإسرائيلية على فلسطين وشعبها، وتشهد باحات مسجد الأقصى تضييقات على المصلين، جسَّد «مهرجان العودة»، الذي نظمته أكاديمية لوياك للفنون – «لابا»، عمق القضية الفلسطينية، وتجذرها في الوجدان العربي. فعلى مدى أربعة أيام، غص مركز مؤسسة لوياك في المدرسة القبلية، بأمسيات رمضانية وفعاليات موسيقية وعروض متميزة، تحاكي معاني الشهر الفضيل، وتعبِّر عن معاناة الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي.
ووسط أجواء عابقة بعراقة فلسطين وعروبتها وأصالة أهلها، أمضى عشاق الفن والتراث الفلسطيني ساعات ممزوجة بالفرح والأمل والحنين لأرض الآباء والأجداد. فمنذ الثالث من أبريل حتى السادس منه، احتشد العديد من أهل الكويت وأبناء الجالية الفلسطينية والداعمين، يجمعهم حُبهم لفلسطين وتوقهم إلى محطة رمضانية سنوية، تجدد معها «لابا» تمسكها بالقضية وحق العودة.
«مهرجان العودة»، الذي انطلق بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، وممثلي الشركات الداعمة للمهرجان والمؤمنين بالقضية وفعاليات ثقافية واجتماعية وإعلامية معروفة، خُصص ريعه بالكامل لدعم الداخل الفلسطيني. وكانت فعالياته استهلت بمعرض لوحات للفنانة الفلسطينية المعروفة نمير قاسم بعنوان «قناطر»، امتد طوال أيام الأمسيات، بعد مسيرة حافلة بالمعارض العالمية المرموقة.
وفي السياق، أشارت الفنانة قاسم إلى أن «المعرض، الذي شهد إقبالاً كثيفاً، تمحور حول القدس، وبيوتها الصامدة، وأسوارها الجميلة، وأبوابها، وقناطرها النابضة بالبهجة والحياة، وحول المرأة الفلسطينية الصابرة والموجودة دائماً في الصفوف الأمامية للدفاع عن بيتها وأولادها. كما عبَّر المعرض عن الخطر المحدق بأغلب بيوت القدس المهددة بالهدم والمصادرة».
وتحدثت قاسم عن معارضها السابقة، مبدية اعتزازها بمشاركتها أخيراً في بينالي فينيسيا، وهو أكبر تجمع للفنون في العالم. كما أثنت على معرضها في الكويت، بلاد طفولتها.
وتابعت: «أحاول من خلال اللوحات ألا أعكس مرارة الواقع والمعاناة فحسب، بل أترجم جمالية القدس وتجذر الأمل. الثقافة مهمة جداً، والفن رسالة هادفة ورسالة للتحرير. لذلك، نرى محاولات إسرائيل لطمس ثقافتنا وتهويدها، لكنها لن تقوى على ذلك، فنحن شعب يبدع في الرسم والتصوير والغناء وكتابة الشعر وشتى المجالات». مونودراما ساخرة
وتوجت أكاديمية لابا فعاليات «مهرجان العودة» بعرضين شيقين لمسرحية «ألاقي زيك فين يا علي»، كتابة وتمثيل الحكواتية الفلسطينية رائدة طه، وإخراج لينا أبيض. العمل المونودرامي المؤثر لاقى صدى واسعاً بين الحاضرين، الذين تفاعلوا مع الحكواتية بكل جوارحهم، وجددوا تعاطفهم مع قضية شعب لا يزال يئن تحت أنقاض الاحتلال. فمن خلال أسلوب جريء جذاب سردت الروائية قصتها الملحمية، وسيرة والدها الفدائي الفلسطيني علي طه، الذي استشهد عام 1972 إثر عملية اختطاف طائرة سابينا البلجيكية. فكان أن حاكت بطولات والدها، وتقمصت شخصيته، وروت مصيرهم عقب استشهاده.
وبشكل ساخر مثير للدهشة، اختزلت طه سيرة عائلتها وحياتها، ومكافحتهم طوال عقود مديدة، فكان أن نكأت جراح الفلسطينيين وعدد من الشعوب العربية التي تعاني أوطانها الحروب والأزمات.
وفي السياق، أعربت الحكواتية القديرة عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان وفي فعاليات «لابا» و«لوياك»، وتوجهت بالشكر إلى رئيسة مجلس إدارة «لابا» فارعة السقاف، وكل العاملين على هذا المشروع الرائع لتنمية الثقافة والفنون، والتي تعد سلاحاً ناجحاً وخارقاً وحارقاً للدفاع عن القضايا الإنسانية والعربية والفلسطينية، بحيث يلامس قلوب الجميع بعمقه وبساطته.
وقالت: «المسرحية عبارة عن سرد للرواية الفلسطينية، من خلال قصتي الشخصية، وهي قصة حقيقية تعكس النضال الفلسطيني. فهي رحلة خاصة في حياة شهيد تعكس قصصاً إنسانية مميزة عن أولاده وبناته، وتتناول كذلك قصة هنري كيسنغر والمأساة الفلسطينية. وقد جابت المسرحية العديد من البلدان العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وأنا بصدد العمل على مشروع جديد للشهيد غسان كنفاني».
طه التي تؤمن بـ «أهمية الرواية ودورها الأساسي في تعميق الهوية الفلسطينية»، رأت في أعمالها المسرحية «مساهمة، ولو بسيطة، في إطار نضالها لمصلحة القضية والشعب الفلسطيني». ففي جعبتها كذلك مسرحية بعنوان «36 شارع عباس»، وعمل آخر بعنوان «شجرة التين».
وختمت بالقول: «الكويت في القلب والروح دائماً، يجمعنا تاريخ مشرِّف، لاسيما أن الانطلاقة القوية لقضيتنا كانت من الكويت عام 1965، وقد أعطت الكويت الكثير للجالية الفلسطينية، التي شكلت عمود الاقتصاد في الضفة الغربية».
عزف يناجي الحياة
وحظي رواد المهرجان بأمسيتين ساحرتين، قدمت خلالهما فرقة «لابا» الموسيقية والكورال أروع الألحان والأغاني الفلسطينية. فكان أن أبدع مايسترو الفرقة والموزع الموسيقي يوسف بارا في العزف والإيقاع، وتألق رئيس قسم الموسيقى الفنان هشام حلاق في الغناء والإشراف العام.
وعلى وقع التصفيق الحاد، أبحر الجمهور العريض في الفلكلور والتراث الموسيقي الفلسطيني، من خلال برنامج متنوع تضمن وصلات من الدبكة الفلسطينية التقليدية.
إلى ذلك، تم تنظيم ورشتين حول التطريز الفلسطيني، بالتعاون مع مؤسسة كشتبان، الهادفة إلى حماية ونشر الإرث والفنون الفلسطينية التقليدية، بطريقة حديثة عصرية تساهم في الحفاظ على الهوية.
من جهتها، أعربت السقاف عن امتنانها «للجهات الراعية للمهرجان، وما تمثله من إيمان وتمسك بالقضايا العربية والإنسانية والاجتماعية، وعلى وجه التحديد القضية الفلسطينية، ومن حرص على توحيد الجهود والتكاتف والمشاركة المجتمعية، لما لذلك من تأثير على القضايا الحيوية والحراك الفني والثقافي، ومن دور جوهري في الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية، وتعزيز روح المواطنة والانتماء لدى الأجيال الصاعدة».
وكان «مهرجان العودة» أقيم برعاية شركة جالف كرايو (Gulf Cryo)، وشركة الطاقة الإبداعية (TAQA)، وشركة بركات للسياحة والسفر، وجريدة «الجريدة»، وقناة «إيه تي في» (ATV).
ووسط أجواء عابقة بعراقة فلسطين وعروبتها وأصالة أهلها، أمضى عشاق الفن والتراث الفلسطيني ساعات ممزوجة بالفرح والأمل والحنين لأرض الآباء والأجداد. فمنذ الثالث من أبريل حتى السادس منه، احتشد العديد من أهل الكويت وأبناء الجالية الفلسطينية والداعمين، يجمعهم حُبهم لفلسطين وتوقهم إلى محطة رمضانية سنوية، تجدد معها «لابا» تمسكها بالقضية وحق العودة.
«مهرجان العودة»، الذي انطلق بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار، وممثلي الشركات الداعمة للمهرجان والمؤمنين بالقضية وفعاليات ثقافية واجتماعية وإعلامية معروفة، خُصص ريعه بالكامل لدعم الداخل الفلسطيني. وكانت فعالياته استهلت بمعرض لوحات للفنانة الفلسطينية المعروفة نمير قاسم بعنوان «قناطر»، امتد طوال أيام الأمسيات، بعد مسيرة حافلة بالمعارض العالمية المرموقة.
وفي السياق، أشارت الفنانة قاسم إلى أن «المعرض، الذي شهد إقبالاً كثيفاً، تمحور حول القدس، وبيوتها الصامدة، وأسوارها الجميلة، وأبوابها، وقناطرها النابضة بالبهجة والحياة، وحول المرأة الفلسطينية الصابرة والموجودة دائماً في الصفوف الأمامية للدفاع عن بيتها وأولادها. كما عبَّر المعرض عن الخطر المحدق بأغلب بيوت القدس المهددة بالهدم والمصادرة».
وتحدثت قاسم عن معارضها السابقة، مبدية اعتزازها بمشاركتها أخيراً في بينالي فينيسيا، وهو أكبر تجمع للفنون في العالم. كما أثنت على معرضها في الكويت، بلاد طفولتها.
وتابعت: «أحاول من خلال اللوحات ألا أعكس مرارة الواقع والمعاناة فحسب، بل أترجم جمالية القدس وتجذر الأمل. الثقافة مهمة جداً، والفن رسالة هادفة ورسالة للتحرير. لذلك، نرى محاولات إسرائيل لطمس ثقافتنا وتهويدها، لكنها لن تقوى على ذلك، فنحن شعب يبدع في الرسم والتصوير والغناء وكتابة الشعر وشتى المجالات». مونودراما ساخرة
وتوجت أكاديمية لابا فعاليات «مهرجان العودة» بعرضين شيقين لمسرحية «ألاقي زيك فين يا علي»، كتابة وتمثيل الحكواتية الفلسطينية رائدة طه، وإخراج لينا أبيض. العمل المونودرامي المؤثر لاقى صدى واسعاً بين الحاضرين، الذين تفاعلوا مع الحكواتية بكل جوارحهم، وجددوا تعاطفهم مع قضية شعب لا يزال يئن تحت أنقاض الاحتلال. فمن خلال أسلوب جريء جذاب سردت الروائية قصتها الملحمية، وسيرة والدها الفدائي الفلسطيني علي طه، الذي استشهد عام 1972 إثر عملية اختطاف طائرة سابينا البلجيكية. فكان أن حاكت بطولات والدها، وتقمصت شخصيته، وروت مصيرهم عقب استشهاده.
وبشكل ساخر مثير للدهشة، اختزلت طه سيرة عائلتها وحياتها، ومكافحتهم طوال عقود مديدة، فكان أن نكأت جراح الفلسطينيين وعدد من الشعوب العربية التي تعاني أوطانها الحروب والأزمات.
وفي السياق، أعربت الحكواتية القديرة عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان وفي فعاليات «لابا» و«لوياك»، وتوجهت بالشكر إلى رئيسة مجلس إدارة «لابا» فارعة السقاف، وكل العاملين على هذا المشروع الرائع لتنمية الثقافة والفنون، والتي تعد سلاحاً ناجحاً وخارقاً وحارقاً للدفاع عن القضايا الإنسانية والعربية والفلسطينية، بحيث يلامس قلوب الجميع بعمقه وبساطته.
وقالت: «المسرحية عبارة عن سرد للرواية الفلسطينية، من خلال قصتي الشخصية، وهي قصة حقيقية تعكس النضال الفلسطيني. فهي رحلة خاصة في حياة شهيد تعكس قصصاً إنسانية مميزة عن أولاده وبناته، وتتناول كذلك قصة هنري كيسنغر والمأساة الفلسطينية. وقد جابت المسرحية العديد من البلدان العربية والأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وأنا بصدد العمل على مشروع جديد للشهيد غسان كنفاني».
طه التي تؤمن بـ «أهمية الرواية ودورها الأساسي في تعميق الهوية الفلسطينية»، رأت في أعمالها المسرحية «مساهمة، ولو بسيطة، في إطار نضالها لمصلحة القضية والشعب الفلسطيني». ففي جعبتها كذلك مسرحية بعنوان «36 شارع عباس»، وعمل آخر بعنوان «شجرة التين».
وختمت بالقول: «الكويت في القلب والروح دائماً، يجمعنا تاريخ مشرِّف، لاسيما أن الانطلاقة القوية لقضيتنا كانت من الكويت عام 1965، وقد أعطت الكويت الكثير للجالية الفلسطينية، التي شكلت عمود الاقتصاد في الضفة الغربية».
عزف يناجي الحياة
وحظي رواد المهرجان بأمسيتين ساحرتين، قدمت خلالهما فرقة «لابا» الموسيقية والكورال أروع الألحان والأغاني الفلسطينية. فكان أن أبدع مايسترو الفرقة والموزع الموسيقي يوسف بارا في العزف والإيقاع، وتألق رئيس قسم الموسيقى الفنان هشام حلاق في الغناء والإشراف العام.
وعلى وقع التصفيق الحاد، أبحر الجمهور العريض في الفلكلور والتراث الموسيقي الفلسطيني، من خلال برنامج متنوع تضمن وصلات من الدبكة الفلسطينية التقليدية.
إلى ذلك، تم تنظيم ورشتين حول التطريز الفلسطيني، بالتعاون مع مؤسسة كشتبان، الهادفة إلى حماية ونشر الإرث والفنون الفلسطينية التقليدية، بطريقة حديثة عصرية تساهم في الحفاظ على الهوية.
من جهتها، أعربت السقاف عن امتنانها «للجهات الراعية للمهرجان، وما تمثله من إيمان وتمسك بالقضايا العربية والإنسانية والاجتماعية، وعلى وجه التحديد القضية الفلسطينية، ومن حرص على توحيد الجهود والتكاتف والمشاركة المجتمعية، لما لذلك من تأثير على القضايا الحيوية والحراك الفني والثقافي، ومن دور جوهري في الحفاظ على الهوية الوطنية والعربية، وتعزيز روح المواطنة والانتماء لدى الأجيال الصاعدة».
وكان «مهرجان العودة» أقيم برعاية شركة جالف كرايو (Gulf Cryo)، وشركة الطاقة الإبداعية (TAQA)، وشركة بركات للسياحة والسفر، وجريدة «الجريدة»، وقناة «إيه تي في» (ATV).