الجيش الصيني يتدرب على ضرب أهداف رئيسية في تايوان
• ماكرون يدعو أوروبا لتقليل الاعتماد على واشنطن
في ثاني أيام تدريباته على تطويق الجزيرة، أجرى الجيش الصيني، أمس، محاكاة لشن ضربات دقيقة على تايوان، التي وضعت قواتها في حالة تأهب قصوى دائمة ونشرت 10 سفن حربية وجهاً لوجه أمام 10 سفن صينية قرب الخط الأوسط لمضيق الجزيرة.
وقال التلفزيون الرسمي الصيني: «نفذت عدة أنواع من الوحدات محاكاة لضربات دقيقة مشتركة على أهداف رئيسية في جزيرة تايوان والمناطق البحرية المحيطة، وستظل في وضعية الهجوم حول الجزيرة».
وتابع أن القوات الجوية نشرت عشرات الطائرات «لتحلق في المجال الجوي المستهدف ونفذت القوات البرية تدريبات على «ضربات دقيقة متعددة الأهداف»، وحشدت القوات البحرية مدمرات وقاذفات صواريخ سريعة ومقاتلات وأجهزة تشويش في المناورات.
وأكد المتحدث باسم الجيش الصيني شي يي، أن المناورات «تحذير جدي من التواطؤ بين القوى الانفصالية الساعية إلى استقلال تايوان والقوى الخارجية فضلاً عن أنشطتها الاستفزازية».
وقال مصدر أمني تايواني، إن التدريبات الصينية حول قناة باشي، التي تفصل تايوان عن الفلبين، تضمنت محاكاة لهجمات على مجموعات حاملات طائرات بالإضافة إلى تدريبات على التصدي للغواصات.
وحذر المصدر من أن 20 سفينة عسكرية نصفها صينية والآخر تايواني، توجد وجهاً لوجه قرب من الخط الأوسط لمضيق تايوان.
وشددت الدفاع التايوانية على أنها تراقب «تحركات الجيش الصيني من خلال نظام رصد واستطلاع استخباراتي مشترك» وأنها «تظل في وضع تأهب شديد وتبذل قصارى جهدها للدفاع عن سيادة البلاد وأمنها القومي».
ودعت وزارة الخارجية الأميركية بكين إلى «ضبط النفس»، مؤكدة أنها ستبقي على قنوات اتصالها معها «مفتوحة».
وجددت دعوتها إلى «عدم تغيير الوضع القائم»، وأبدت استعدادها للوفاء بالتزاماتها الأمنية في آسيا. وقالت: «نحن على ثقة من أن لدينا موارد وقدرات كافية في المنطقة لضمان السلام والاستقرار».
إلى ذلك، يتوجه الرئيس البرازيلي لولا داسيلفا إلى الصين غداً الثلاثاء، بعد إرجاء زيارته بسبب إصابته بالتهاب رئوي، لإظهار أن بلاده يمكنها العودة إلى الساحة الدولية لأداء دور رائد، ولا سيما فيما يتعلق بالنزاع في أوكرانيا.
ويلتقي لولا «77 عاماً» الجمعة نظيره شي جينبينغ «لتبادل وجهات النظر بشأن الحرب في أوكرانيا» بشكل خاص، على ما أعلن وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا لوكالة فرانس برس ووكالات أنباء دولية أخرى.
وكان الرئيس البرازيلي أدلى الخميس من جديد بتصريحات مبهمة حول هذا النزاع. وأكد أن روسيا «لا تستطيع الاستيلاء على أراضٍ من أوكرانيا»، إلا أنه أعلن كذلك أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لا يمكن أن «يحصل على كل شيء»، مقترحاً أن تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم لروسيا بهدف إنهاء الحرب.
البرازيل التي رفضت، مثل الصين، فرض عقوبات على موسكو، كانت قد وضعت في نهاية يناير اقتراحاً ما زال غامض المعالم بشأن وساطة دول عدة في النزاع في أوكرانيا. وقال الرئيس البرازيلي إنه «واثق» من فرص نجاح هذا الاقتراح، معرباً عن أمله في «إنشاء» مجموعة الدول بعد عودته من الصين.
لكن الكرملين استبعد الخميس الماضي «أي أفق لحصول تسوية سياسية» بوساطة صينية، على الرغم من التوافق الذي عبر عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره شي خلال زيارة هذا الأخير لموسكو في نهاية مارس.
وفي بكين، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنه يعول على نظيره الصيني «لإعادة روسيا إلى رشدها» بشأن القضية الأوكرانية.
ودعا ماكرون، أمس، الدول الأوروبية إلى تقليل الاعتماد على الدولار الأميركي خارج الحدود الإقليمية، وتقليص الارتباط بالولايات المتحدة، وتجنب مواجهة محتملة مع الصين بشأن تايوان.
وعكست زيارة الرئيس الفرنسي لبكين الخلافات الأوروبية حول مقاربته.
وفي تصريحات على متن طائرته عائداً من الصين، أكد ماكرون نظريته حول «الحكم الذاتي الاستراتيجي» لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح «قوة عظمى ثالثة»، وقال إن «الخطر الكبير» الذي تواجهه أوروبا هو أنها «عالقة في أزمات ليست أزماتها، مما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية».
وقال ماكرون في تصريحاته: «نعتقد أننا مجرد أتباع لأميركا»، مضيفاً: «السؤال الذي يتعين على الأوروبيين الإجابة عليه... هل من مصلحتنا تسريع أزمة في تايوان؟ لا، الأمر الأسوأ هو الاعتقاد بأننا نحن الأوروبيين يجب أن نصبح أتباعاً في هذا الموضوع، وأن نستقي إشاراتنا من أجندة الولايات المتحدة ورد الفعل الصيني المبالغ فيه».