نضجت شخصية أبوعنتر تلفزيونياً وسينمائياً وحققت شهرة كبيرة في السبعينيات والثمانينيات وشكلت مع عدد من النجوم قاعدة أساسية للدراما التلفزيونية السورية. إذ استمر ناجي جبر بشخصية «الزكرت» والشهم المحبوب لدى الجميع وحلّال المشاكل بطريقته الخاصة التي توصله دائماً إلى السجن في أعماله الدرامية.
«أيام شامية»
توقف عن التمثيل في الدراما وصب معظم نشاطه في السينما حتى جاء عام 1992 ليشارك النجم في مسلسل «أيام شامية» للمخرج بسام الملا والكاتب أكرم شريم، لم يكن فيه أبوعنتر لكنه اتخذ شخصية «القبضاي»، وكأنها ستلازمه طيلة حياته. فلعب دور «سيفو العكر» الرجل الوطني الشهم الذي يلتجأ إلى حارة من حارات الشام هارباً من العثمانيين فيتعرف عليهم ويرتبط بهم بعلاقة جيدة، إذ إن مهمته كانت اقتناص جنود العثمانيين وسلب أسلحتهم وتسليمها إلى المختار الذي سينقلها بدوره إلى الثوار. تلك الشخصية ابتعد بها عن أبوعنتر كما كان لكنه استمر القبضاي الشهم بصورة أخرى. ما منحه عدة أدوار في مسلسلات أخرى تحمل سمات الشخصية ذاتها.
اعُتبر مسلسل أيام شامية بمنزلة بداية جديدة للدراما السورية وبيئة الحارات الدمشقية القديمة كما حقق انتشاراً عربياً كبيراً. شارك ناجي جبر فيه مع نخبة من النجوم السوريين: عباس النوري، رفيق سبيعي، خالد تاجا، سامية الجزائري، حسام تحسين بيك، سليم كلاس، وفاء موصللي، عدنان بركات، بسام كوسا، هالة شوكت، هدى شعراوي. يوميات أبوعنتر
يعود ناجي جبر مجدداً بشخصية أبوعنتر عام 1997 في مسلسل يحمل اسمه للكاتب عادل أبو شنب والمخرج نبيل ع شمس «يوميات أبوعنتر»، وتدور أحداثه حول أبوعنتر الباحث عن فرصة عمل جديدة بعدما أصبحت مهنته القديمة في تبييض الأواني النحاسية غير مجدية في هذه الأيام في محاولة من الكاتب طرح مشكلة تغير أنماط الحياة بمفاهيمها الجديدة لكن تأثيرها هنا على الرجل المعروف بشخصيته وما فيها من شهامة في زمن استهلاكي بحت.
لعب جبر الدور ببطولة مطلقة له مع عدم تواجد صديقه المشكلجي غوار الطوشي ورحيل الفنان حسني البورظان. لكن النقاد كان لهم رأي آخر فالعمل لم يلق الصدى المتوقع كما كانت مسلسلات سابقة لنفس الدور والتي لم ينسها الجمهور واعتماد النص على الوعظ المباشر في الحوار جعله يفقد سلاسته وعفويته ويكون قريباً من السذاجة معتبرين أن الأحداث أتت بطريقة مفبركة ضمن السياق الدرامي العام.
عودة غوار
لم يبتعد أبوعنتر عن غوار فترة طويلة بعد يومياته فحضر الثنائي سنة 1998 مجدداً في المسلسل الشهير «عودة غوار» الذي أخرجه دريد لحام في محاولة منه لاستحضار غوار القديم مرة أخرى إلى الشاشة رفقة صديقه المشاكس لكن مع فارق في العمر.
في العمل لعب جبر الدور وأبدع في أدائه وتمكن من إيصال رسالة للجميع بأن أبوعنتر لا يزال صاحب الطاقة الكبيرة الممزوجة بالعفوية والقريبة من النمطية الجميلة المتعلقة بماضيها مقدماً مثالاً عن الوفاء للشخصية المحبوبة التي يرغب الجميع برؤيتها مجدداً دون تعقيدات الخروج منها والتي رددها الكثير من النقاد.
وتدور أحداث المسلسل في فترة التسعينيات، تسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية في سورية وعن قضايا متعلقة بالفساد في الدولة من ضمنها السرقات الكبيرة عبر قصة رجل
(غوار) يدخل السجن لمدة خمسة وعشرين عاماً لاتهامه بقتل زوجته فيخرج ويبدأ البحث عن ابنته محاولاً إثبات براءته وينضم أبوعنتر لصديقه القديم في محاولة مساعدته والانتقام ممن ورطه في القضية ضمن طابع كوميدي. سينما
انشغل أبوعنتر كلياً في فترة مابعد منتصف السبعينيات والثمانينيات بالأعمال السينمائية ففي عام 1976 ظهر بدور «شريف» الشاب الغني والمستهتر، غير الأخلاقي، وصاحب علاقات كثيرة مع الفتيات مترصداً فتاة شابة تدعى هبة قامت بأداء دورها الفنانة «حياة قنديل» محاولاً إغوائها للوقوع في الخطيئة في فيلم «صيد الرجال» للمخرج بشير صافية وفيه يخسر شريف مبارزة بالقبضات ضد محمود جبر. ثم يعود ناجي جبر في نفس العام مع المخرج فيصل الياسري بدور سائق يعمل عند عائلة ثرية مكونة من «فهد كعيكاتي» الرجل الغني وزوجته «نجاح حفيظ» وابنتهما « فايزة شاويش» ويتعرض السائق لمعاملة غير جيدة من رب عمله الذي يقيم حفلة كبيرة على أحد المراكب في عرض البحر ومن شدة حماسه ونشوته يقرر الابتعاد بالمركب إلى الأعماق في البحر حتى يصطدموا بعاصفة قوية وأمواج عاتية تتسبب بعودة الجميع إلى بشر بدائيين بلا أي طبقات اجتماعية وهنا تصبح الغلبة لناجي جبر المتفوق عليهم جسدياً. فيلم « جزيرة النساء» بطولة « أسعد فضة وأبو عبدو البيروتي – أصدقاء الرجل الغني» و»منى إبراهيم» بدور الراقصة. إضافة للفنان هاني السعدي.
شيطان الجزيرة
حمل عام 1976 ظهوراً كبيراً لناجي جبر على شاشة الفن السابع، ففي فيلمه الثالث ذلك العام يشارك نجوماً عرباً مصريين وسوريين إلى جانب نجوم يونانيين في التمثيل بفيلم رصد له الكثير مادياً من إخراج (سهيل كنعان وسمير الغصيني) بعنوان « شيطان الجزيرة» تدور أحداثه حول رجل يدعى كوستا «محمود عبد العزيز» يخبر ناجي جبر المرتبط بعلاقة مع الراقصة نانا التي تؤدي دورها الفنانة والراقصة الاستعراضية اليونانية «أرتميس تسارمي» بتعرض منزله لسرقة ملفات مهمة مما يجعل حياته في خطر. فيضطر إلى الاستعانة بصديقه الفنان المتميز بتصميم التماثيل الشمعية والأقنعة «رفيق سبيعي» بمهمة استقبال ليلى «يسرى» أثناء قدومها في المطار لمرافقتها إلى الفندق. فتدور بينهم صراعات أشبه بصراع العصابات على مستوى الدول. يرى النقاد أن الفيلم وعلى الرغم مما رصد له ليكون إنتاجاً كبيراً لكنه لم يحقق الكثير وحول شخصية ناجي جبر العصرية في لباسها وعلاقاتها ومحاولة اتباع أسلوب بعيد عن شخصية أبوعنتر التقليدية لم تستطع الخروج من عباءتها وبقيت مسيطرة من حيث الأداء خصوصاً في المشاهد الخاصة بالقتال وفنونه من لكمات وغيرها إضافة لردود الأفعال. «أموت مرتين وأحبك»
اعتبر فيلم «أموت مرتين وأحبك» من الأفلام التجارية التي لم تضف شيئاً جديداً إلى أفلام ناجي جبر عموماً لكن النقاد أشادوا بأدائه المتفرد فيه إذ لعب دور شاب دمشقي يدعى «حمدي» في مراحل شبابه اليافع يكافح لأجل الحياة فيعمل في أحد المقاهي الشعبية عملاً متواضعاً كصبي خدمة لكن ظروف هذا الشاب تتغير بعد عمله في مكتب عقاري لصاحبه «عبداللطيف فتحي» فيتعرف على عالم الأثرياء ومنازلهم المختلفة تماماً عن الغرفة الرديئة التي يستأجرها في مجمع للسكن بظروف غير مقبولة بينما يأتي دور الممثلة «إغراء» وهي ظفيرة الشابة الشامية الجميلة التي تنتظر يوم زفافها لتصبح في بيت زوجها لولا تغيرات في مجرى أحداث الفيلم، الذي أخرجه جورج لطفي الخوري سنة 1976، يشارك إلى جانب ناجي وإغراء البطولة الفنان عمر خورشيد.
»قاهر الفضاء»
عام 1976 يطل ناجي جبر رفقة أخيه محمود في فيلم جديد بعنوان «قاهر الفضاء» للمخرج سهيل كنعان وتدور شخصية «أبوعنتر» الرجل الطنبرجي الذي يعمل على طنبر حيث يقوده إلى مطار دمشق الدولي، لاستقبال «أديب قدورة» بشخصية الأستاذ وليد، وزوجته الفنانة «إغراء» بشخصية فرانسوا يعاونه شقيقه محمود جبر بشخصية المشعوذ الدجال ماهر.
رأى النقاد أن الفيلم لا يمتلك الطابع الكوميدي الذي وصف به عند إنتاجه ولم يقترب من عنوانه الذي يوحي بالخيال العلمي ولم يصل كما تم كتابة نصه لأدنى حد من النقد الموجه للعقلية الشرقية المتخلفة مقارنة بما وصل إليه الغرب في صورة التسويق المعد للفيلم مسبقاً وفي لقاء الثنائي محمود وناجي سوف فالأمور التي قاما بها لا يمكن اعتبارها تصرفات وسياقات، إذ لا سند درامياً لها، خصوصاً أن أبوعنتر يتجه في مشهد للغناء ومشهد كدليل سياحي. يشترك إلى جانب من ذكرناهم في التمثيل الفنانة سلوى سعيد. «غزلان»
يعود مجدداً ناجي جبر للوقوف إلى جانب المطربة اللبنانية سميرة توفيق في فيلم للمخرج سمير الغصيني سنة 1976 بعنوان «غزلان» يلعب فيه جبر دور «الشيخ ربيع» الذي لا يمتلك من اسمه شيئاً فهو منحرف وذو أخلاق سيئة يعمل في تهريب الآثار وتبقى فيه شخصية أبوعنتر طاغية على الأداء والتعابير التي لم يخرج عنها أبوعنتر وهذا الحضور الذي شكله ناجي جبر دعم وأعطى دفعاً لأن يكون فيلم غزلان بمنزلة عودة قوية جمعت سميرة ومحمود سعيد. شارك في التمثيل إلى جانب توفيق وناجي جبر كل من محمود سعيد، ياسين بقوش، هالة شوكت، وغيرهم.
وفي فيلم «الاستعراض الكبير» للمخرج رضا ميسر سنة 1976 يخوض أبوعنتر بشخصيته نفسها هذه المرة كما عرفناه دائماً دور الحارس الشخصي عند الست منى التي قامت بأداء دورها المطربة «طروب» بهدف الكشف عن جريمة غامضة يتمكن لاحقاً من الكشف على أحد خيوط جريمة القتل على الرغم من مقدراته المتواضعة وحس الفكاهة والحياة الفوضوية التي يعيشها وبعد التقاطه الخيوط يبدأ بالبحث عبر المطاردة والتشويق بأسلوب كوميدي صرف ليتمكن في النهاية من الإمساك بالعصابة وفي نهاية الفن كالعادة يعود أبوعنتر إلى مكانه الطبيعي إذ ينتهي الفيلم بزجه مرة أخرى في السجن. ويشارك في التمثيل بالفيلم: طروب، ياسين بقوش، استيفاني، جوزيف نانو.
ويظهر ناجي جبر سنة 1977 مع كل من: رفيق سبيعي، حبيبة، عدنان بركات، أديب قدورة، سليم كلاس. في مشهد عابر، كان من الممكن الاستغناء عنه في فيلم «عشاق على الطريق» للمخرج فيصل الياسري شاباً محترماً أنيقاً وعابراً يتعرف على زوجة بطل الفيلم بطريقة سريعة وتذهب معه إلى شقته.
«زواج على الطريقة المحلية»
يحسب لناجي جبر في فترة السبعينيات ظهوره إلى جانب عدد من نجوم الدراما العرب ومطربين مشهورين في أفلامه السينمائية ويعتبر فيلم «زواج على الطريقة المحلية» للمخرج مروان عكاوي سنة 1977 من أهم محطاته السينمائية بالنسبة لشخصية القبضاي أبوعنتر يشركه في الفيلم كل من رفيق سبيعي، وليد توفيق، نجاح حفيظ، تيسير السعدي، فاديا خطاب. ومن وجهة نظر نقدية سجلها البعض حول شخصية أبوعنتر فقد عمد المخرج وفقاً لهذه الرؤية إلى تخفيض مكانتها الاجتماعية عبر تعديل في الاسم ليصبح « أبوعنتر قطاع الخشب» الأزعر الذي يعمل في مهنة « كندرجي» تلك المتسمة بالقسوة في الوقت الذي عمل فيه المخرج قاووق على إعادة بريق بعض الشخصيات الشامية الأصيلة ذات الشخصية الأكثر احتراماً كشخصية القبضاي والشهم صاحب الأخلاق الرفيعة « أبوصيّاح».
وفي إحداها، وخلال تصوير مشهد تشابك بينه وبين أبوعنتر في آخر حلقة من المسلسل الشهير «صح النوم» في النسخة التي صورت في استديو في بيروت، تحول اشتباك ضمن نص المسلسل بينهما إلى شجار حقيقي، والسبب اندماج الفنان ناجي في الدور، الأمر الذي دفع المصورين إلى التدخل وفك هذا الشجار. وقال دريد لحام في عزاء صديقه، إن أبوعنتر شاركه التمثيل بثلاثة مسلسلات من أصل 7 خلال مسيرته الفنية، مضيفاً: برحيله فقدنا واحداً من أواخر الرجال المحترمين الملتزمين بالصداقة وحب المساعدة.
«أيام شامية»
توقف عن التمثيل في الدراما وصب معظم نشاطه في السينما حتى جاء عام 1992 ليشارك النجم في مسلسل «أيام شامية» للمخرج بسام الملا والكاتب أكرم شريم، لم يكن فيه أبوعنتر لكنه اتخذ شخصية «القبضاي»، وكأنها ستلازمه طيلة حياته. فلعب دور «سيفو العكر» الرجل الوطني الشهم الذي يلتجأ إلى حارة من حارات الشام هارباً من العثمانيين فيتعرف عليهم ويرتبط بهم بعلاقة جيدة، إذ إن مهمته كانت اقتناص جنود العثمانيين وسلب أسلحتهم وتسليمها إلى المختار الذي سينقلها بدوره إلى الثوار. تلك الشخصية ابتعد بها عن أبوعنتر كما كان لكنه استمر القبضاي الشهم بصورة أخرى. ما منحه عدة أدوار في مسلسلات أخرى تحمل سمات الشخصية ذاتها.
اعُتبر مسلسل أيام شامية بمنزلة بداية جديدة للدراما السورية وبيئة الحارات الدمشقية القديمة كما حقق انتشاراً عربياً كبيراً. شارك ناجي جبر فيه مع نخبة من النجوم السوريين: عباس النوري، رفيق سبيعي، خالد تاجا، سامية الجزائري، حسام تحسين بيك، سليم كلاس، وفاء موصللي، عدنان بركات، بسام كوسا، هالة شوكت، هدى شعراوي.
يعود ناجي جبر مجدداً بشخصية أبوعنتر عام 1997 في مسلسل يحمل اسمه للكاتب عادل أبو شنب والمخرج نبيل ع شمس «يوميات أبوعنتر»، وتدور أحداثه حول أبوعنتر الباحث عن فرصة عمل جديدة بعدما أصبحت مهنته القديمة في تبييض الأواني النحاسية غير مجدية في هذه الأيام في محاولة من الكاتب طرح مشكلة تغير أنماط الحياة بمفاهيمها الجديدة لكن تأثيرها هنا على الرجل المعروف بشخصيته وما فيها من شهامة في زمن استهلاكي بحت.
لعب جبر الدور ببطولة مطلقة له مع عدم تواجد صديقه المشكلجي غوار الطوشي ورحيل الفنان حسني البورظان. لكن النقاد كان لهم رأي آخر فالعمل لم يلق الصدى المتوقع كما كانت مسلسلات سابقة لنفس الدور والتي لم ينسها الجمهور واعتماد النص على الوعظ المباشر في الحوار جعله يفقد سلاسته وعفويته ويكون قريباً من السذاجة معتبرين أن الأحداث أتت بطريقة مفبركة ضمن السياق الدرامي العام.
عودة غوار
لم يبتعد أبوعنتر عن غوار فترة طويلة بعد يومياته فحضر الثنائي سنة 1998 مجدداً في المسلسل الشهير «عودة غوار» الذي أخرجه دريد لحام في محاولة منه لاستحضار غوار القديم مرة أخرى إلى الشاشة رفقة صديقه المشاكس لكن مع فارق في العمر.
في العمل لعب جبر الدور وأبدع في أدائه وتمكن من إيصال رسالة للجميع بأن أبوعنتر لا يزال صاحب الطاقة الكبيرة الممزوجة بالعفوية والقريبة من النمطية الجميلة المتعلقة بماضيها مقدماً مثالاً عن الوفاء للشخصية المحبوبة التي يرغب الجميع برؤيتها مجدداً دون تعقيدات الخروج منها والتي رددها الكثير من النقاد.
وتدور أحداث المسلسل في فترة التسعينيات، تسلط الضوء على الأوضاع الاقتصادية في سورية وعن قضايا متعلقة بالفساد في الدولة من ضمنها السرقات الكبيرة عبر قصة رجل
(غوار) يدخل السجن لمدة خمسة وعشرين عاماً لاتهامه بقتل زوجته فيخرج ويبدأ البحث عن ابنته محاولاً إثبات براءته وينضم أبوعنتر لصديقه القديم في محاولة مساعدته والانتقام ممن ورطه في القضية ضمن طابع كوميدي. سينما
انشغل أبوعنتر كلياً في فترة مابعد منتصف السبعينيات والثمانينيات بالأعمال السينمائية ففي عام 1976 ظهر بدور «شريف» الشاب الغني والمستهتر، غير الأخلاقي، وصاحب علاقات كثيرة مع الفتيات مترصداً فتاة شابة تدعى هبة قامت بأداء دورها الفنانة «حياة قنديل» محاولاً إغوائها للوقوع في الخطيئة في فيلم «صيد الرجال» للمخرج بشير صافية وفيه يخسر شريف مبارزة بالقبضات ضد محمود جبر. ثم يعود ناجي جبر في نفس العام مع المخرج فيصل الياسري بدور سائق يعمل عند عائلة ثرية مكونة من «فهد كعيكاتي» الرجل الغني وزوجته «نجاح حفيظ» وابنتهما « فايزة شاويش» ويتعرض السائق لمعاملة غير جيدة من رب عمله الذي يقيم حفلة كبيرة على أحد المراكب في عرض البحر ومن شدة حماسه ونشوته يقرر الابتعاد بالمركب إلى الأعماق في البحر حتى يصطدموا بعاصفة قوية وأمواج عاتية تتسبب بعودة الجميع إلى بشر بدائيين بلا أي طبقات اجتماعية وهنا تصبح الغلبة لناجي جبر المتفوق عليهم جسدياً. فيلم « جزيرة النساء» بطولة « أسعد فضة وأبو عبدو البيروتي – أصدقاء الرجل الغني» و»منى إبراهيم» بدور الراقصة. إضافة للفنان هاني السعدي.
شيطان الجزيرة
حمل عام 1976 ظهوراً كبيراً لناجي جبر على شاشة الفن السابع، ففي فيلمه الثالث ذلك العام يشارك نجوماً عرباً مصريين وسوريين إلى جانب نجوم يونانيين في التمثيل بفيلم رصد له الكثير مادياً من إخراج (سهيل كنعان وسمير الغصيني) بعنوان « شيطان الجزيرة» تدور أحداثه حول رجل يدعى كوستا «محمود عبد العزيز» يخبر ناجي جبر المرتبط بعلاقة مع الراقصة نانا التي تؤدي دورها الفنانة والراقصة الاستعراضية اليونانية «أرتميس تسارمي» بتعرض منزله لسرقة ملفات مهمة مما يجعل حياته في خطر. فيضطر إلى الاستعانة بصديقه الفنان المتميز بتصميم التماثيل الشمعية والأقنعة «رفيق سبيعي» بمهمة استقبال ليلى «يسرى» أثناء قدومها في المطار لمرافقتها إلى الفندق. فتدور بينهم صراعات أشبه بصراع العصابات على مستوى الدول. يرى النقاد أن الفيلم وعلى الرغم مما رصد له ليكون إنتاجاً كبيراً لكنه لم يحقق الكثير وحول شخصية ناجي جبر العصرية في لباسها وعلاقاتها ومحاولة اتباع أسلوب بعيد عن شخصية أبوعنتر التقليدية لم تستطع الخروج من عباءتها وبقيت مسيطرة من حيث الأداء خصوصاً في المشاهد الخاصة بالقتال وفنونه من لكمات وغيرها إضافة لردود الأفعال. «أموت مرتين وأحبك»
اعتبر فيلم «أموت مرتين وأحبك» من الأفلام التجارية التي لم تضف شيئاً جديداً إلى أفلام ناجي جبر عموماً لكن النقاد أشادوا بأدائه المتفرد فيه إذ لعب دور شاب دمشقي يدعى «حمدي» في مراحل شبابه اليافع يكافح لأجل الحياة فيعمل في أحد المقاهي الشعبية عملاً متواضعاً كصبي خدمة لكن ظروف هذا الشاب تتغير بعد عمله في مكتب عقاري لصاحبه «عبداللطيف فتحي» فيتعرف على عالم الأثرياء ومنازلهم المختلفة تماماً عن الغرفة الرديئة التي يستأجرها في مجمع للسكن بظروف غير مقبولة بينما يأتي دور الممثلة «إغراء» وهي ظفيرة الشابة الشامية الجميلة التي تنتظر يوم زفافها لتصبح في بيت زوجها لولا تغيرات في مجرى أحداث الفيلم، الذي أخرجه جورج لطفي الخوري سنة 1976، يشارك إلى جانب ناجي وإغراء البطولة الفنان عمر خورشيد.
»قاهر الفضاء»
عام 1976 يطل ناجي جبر رفقة أخيه محمود في فيلم جديد بعنوان «قاهر الفضاء» للمخرج سهيل كنعان وتدور شخصية «أبوعنتر» الرجل الطنبرجي الذي يعمل على طنبر حيث يقوده إلى مطار دمشق الدولي، لاستقبال «أديب قدورة» بشخصية الأستاذ وليد، وزوجته الفنانة «إغراء» بشخصية فرانسوا يعاونه شقيقه محمود جبر بشخصية المشعوذ الدجال ماهر.
رأى النقاد أن الفيلم لا يمتلك الطابع الكوميدي الذي وصف به عند إنتاجه ولم يقترب من عنوانه الذي يوحي بالخيال العلمي ولم يصل كما تم كتابة نصه لأدنى حد من النقد الموجه للعقلية الشرقية المتخلفة مقارنة بما وصل إليه الغرب في صورة التسويق المعد للفيلم مسبقاً وفي لقاء الثنائي محمود وناجي سوف فالأمور التي قاما بها لا يمكن اعتبارها تصرفات وسياقات، إذ لا سند درامياً لها، خصوصاً أن أبوعنتر يتجه في مشهد للغناء ومشهد كدليل سياحي. يشترك إلى جانب من ذكرناهم في التمثيل الفنانة سلوى سعيد. «غزلان»
يعود مجدداً ناجي جبر للوقوف إلى جانب المطربة اللبنانية سميرة توفيق في فيلم للمخرج سمير الغصيني سنة 1976 بعنوان «غزلان» يلعب فيه جبر دور «الشيخ ربيع» الذي لا يمتلك من اسمه شيئاً فهو منحرف وذو أخلاق سيئة يعمل في تهريب الآثار وتبقى فيه شخصية أبوعنتر طاغية على الأداء والتعابير التي لم يخرج عنها أبوعنتر وهذا الحضور الذي شكله ناجي جبر دعم وأعطى دفعاً لأن يكون فيلم غزلان بمنزلة عودة قوية جمعت سميرة ومحمود سعيد. شارك في التمثيل إلى جانب توفيق وناجي جبر كل من محمود سعيد، ياسين بقوش، هالة شوكت، وغيرهم.
وفي فيلم «الاستعراض الكبير» للمخرج رضا ميسر سنة 1976 يخوض أبوعنتر بشخصيته نفسها هذه المرة كما عرفناه دائماً دور الحارس الشخصي عند الست منى التي قامت بأداء دورها المطربة «طروب» بهدف الكشف عن جريمة غامضة يتمكن لاحقاً من الكشف على أحد خيوط جريمة القتل على الرغم من مقدراته المتواضعة وحس الفكاهة والحياة الفوضوية التي يعيشها وبعد التقاطه الخيوط يبدأ بالبحث عبر المطاردة والتشويق بأسلوب كوميدي صرف ليتمكن في النهاية من الإمساك بالعصابة وفي نهاية الفن كالعادة يعود أبوعنتر إلى مكانه الطبيعي إذ ينتهي الفيلم بزجه مرة أخرى في السجن. ويشارك في التمثيل بالفيلم: طروب، ياسين بقوش، استيفاني، جوزيف نانو.
ويظهر ناجي جبر سنة 1977 مع كل من: رفيق سبيعي، حبيبة، عدنان بركات، أديب قدورة، سليم كلاس. في مشهد عابر، كان من الممكن الاستغناء عنه في فيلم «عشاق على الطريق» للمخرج فيصل الياسري شاباً محترماً أنيقاً وعابراً يتعرف على زوجة بطل الفيلم بطريقة سريعة وتذهب معه إلى شقته.
«زواج على الطريقة المحلية»
يحسب لناجي جبر في فترة السبعينيات ظهوره إلى جانب عدد من نجوم الدراما العرب ومطربين مشهورين في أفلامه السينمائية ويعتبر فيلم «زواج على الطريقة المحلية» للمخرج مروان عكاوي سنة 1977 من أهم محطاته السينمائية بالنسبة لشخصية القبضاي أبوعنتر يشركه في الفيلم كل من رفيق سبيعي، وليد توفيق، نجاح حفيظ، تيسير السعدي، فاديا خطاب. ومن وجهة نظر نقدية سجلها البعض حول شخصية أبوعنتر فقد عمد المخرج وفقاً لهذه الرؤية إلى تخفيض مكانتها الاجتماعية عبر تعديل في الاسم ليصبح « أبوعنتر قطاع الخشب» الأزعر الذي يعمل في مهنة « كندرجي» تلك المتسمة بالقسوة في الوقت الذي عمل فيه المخرج قاووق على إعادة بريق بعض الشخصيات الشامية الأصيلة ذات الشخصية الأكثر احتراماً كشخصية القبضاي والشهم صاحب الأخلاق الرفيعة « أبوصيّاح».
«عزيزي المستمع... اعطيني إدنك»
قدم ناجي جبر لإذاعة دمشق عملاً سيبقى في ذاكرة من استمع إليه حمل عنوان «عزيزي المستمع... اعطيني إدنك» كتبه للإذاعة الأديب والصحافي الراحل «وليد معماري»، حيث صنف العمل كبرنامج إذاعي درامي ساخر مؤلف من ثلاثمئة حلقة تقريباً قدّمه أبوعنتر في الفترة الصباحية بشكل يومي وباللهجة المحلية بأسلوبه الشعبي المعتاد والقريب من جميع مستمعي إذاعة دمشق، حيث أدى عدة شخصيات تميزت بالتنوع بتلوينات صوتية تدل على مقدراته الفنية، منتقدا فيه بعض المظاهر غير اللائقة.اندماج أبوعنتر بالدور خلق شجاراً حقيقياً مع غوار الطوشي
كانت علاقة النجم دريد لحام بناجي جبر خارج التمثيل كعلاقتهما في المسلسل، ولا أقصد هنا حياكة المقالب والمؤامرات. وغالباً ما كان أي منهما يتحدث عن الآخر في أي لقاء بحميمية، حيث أشار لحام إلى أن أبوعنتر في الحياة الواقعية عكس الشخصية التي يؤديها (مفتعل المشاكل والمحب لها ويحمل دائماً سكينا). أما في الواقع فهو شخص مسالم وخجول جداً وودود، وليس كما نراه على الشاشة، مسترجعاً بعضاً من ذكرياته مع ناجي جبر، إذ عبّر عن شعوره بالراحة لوجود ناجي بالقرب منه أثناء التصوير.وفي إحداها، وخلال تصوير مشهد تشابك بينه وبين أبوعنتر في آخر حلقة من المسلسل الشهير «صح النوم» في النسخة التي صورت في استديو في بيروت، تحول اشتباك ضمن نص المسلسل بينهما إلى شجار حقيقي، والسبب اندماج الفنان ناجي في الدور، الأمر الذي دفع المصورين إلى التدخل وفك هذا الشجار. وقال دريد لحام في عزاء صديقه، إن أبوعنتر شاركه التمثيل بثلاثة مسلسلات من أصل 7 خلال مسيرته الفنية، مضيفاً: برحيله فقدنا واحداً من أواخر الرجال المحترمين الملتزمين بالصداقة وحب المساعدة.