لا يزال التصعيد سيد الموقف في القدس والضفة الغربية المحتلة، حيث قتل أمس شاب فلسطيني في عملية عسكرية إسرائيلية، فيما اقتحم مئات المستوطنين صباح أمس ساحات المسجد الأقصى، ونظم نحو 27 نائباً إسرائيلياً مسيرة دعما للاستيطان.
وبانتظار أن تحسم السلطات الإسرائيلية أمرها لناحية منع الزيارات اليهودية للحرم القدسي في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لتفادي أي تصعيد، تواصلت الدعوات الفلسطينية للحشد والرباط في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه، وسط توقعات بأن تشن إسرائيل عدوانا موسعا على قطاع غزة في محاولة لإعادة ترميم الردع، بعد أن تعرضت في الأيام الماضية لصواريخ من غزة وجنوب لبنان وسورية، فيما جرى الحديث عن إحباط عملية إطلاق صواريخ من ناحية شبه جزيرة سيناء المصرية.
ويبقى السؤال الذي يطرحه مراقبون عما إذا كانت إسرائيل ستشن عمليتها المحتملة قبل نهاية رمضان أم بعده.
وفي خضم التوتر، أصدر الجيش الإسرائيلي ترخيصاً لتنظيم مسيرة للمستوطنين انطلقت من حاجز زعترة (جنوب نابلس)، باتجاه بؤرة «أفيتار» الاستيطانية المقامة على جبل صبيح في بلدة بيتا، التي جرى إخلاؤها، بعد أشهر من احتجاجات الفلسطينيين. وتقدم المسيرة 7 وزراء وأكثر من 20 عضواً بـ «الكنيست»، بينهم وزير المالية يتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير. وقدرت مصادر مشاركة 25 ألف مستوطن في المسيرة.
ورغم رفض الجيش إقامة المستوطنة وإخلاءها، يخطط المستوطنون لإقامة مهرجان كبير للمطالبة بشرعنة «إفيتار»، وسيبقى قسم منهم في الموقع بهدف «فرض واقع على الأرض».
ودانت وزارة الخارجية الفلسطينية «بأشد العبارات» المسيرة، معتبرة أنها «تصعيد خطير واستفزاز للشعب وامتداد لدعوات اليمين الفاشي التحريضي لتعميق الاستيطان على حساب أرض دولة فلسطين».
وفي حين أصيب ضابط وجندي بالجيش الإسرائيلي في استهداف لدوريتهما لدى انسحابها من مدينة نابلس، قتل شاب فلسطيني وأصيب اثنان خلال عملية اقتحام متواصلة لمخيم عقبة جبر في أريحا بمنطقة الأغوار، كما توفيت والدة شقيقتين قتلتا بإطلاق نار في «الضفة» متأثرة بجروحها. وأكدت دول مجلس التعاون الخليجي، أمس الأول، أن «الاعتداءات الوحشية المتواصلة لجنود الاحتلال على المقدسات الإسلامية في الأراضي الفلسطينية تعد منعطفاً خطيراً تتحمل الحكومة الإسرائيلية جميع المسؤوليات التي من شأنها تأجيج الوضع، وإشعال نار الفتنة والكراهية». وقد دان الأمين العام للمجلس جاسم البديوي «التصعيد في القدس واستمرار الاحتلال في انتهاك حرمة المسجد الأقصى المبارك، وعدم احترام قدسية شهر رمضان».
وقال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إنه أبلغ نظيره الإسرائيلي إيلي كوهين بـ «ضرورة إنهاء العنف بالمسجد الأقصى في أسرع وقت ممكن». إلى ذلك، رد قائد الجيش الإيراني عبدالرحيم موسوي، أمس، على تصريحات لرئيس اركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، قال فيها إن إسرائيل قادرة على ضرب إيران دون مساعدة أميركية، معتبراً أن إسرائيل أصغر من أن تشكل تهديدا لإيران.
وقال موسوي إن «أي شخص لديه شيء من الإلمام بالشؤون العسكرية سيفهم أن حجم الكيان الصهيوني هو أصغر من إحدى عملياتنا خلال سنوات الحرب مع العراق»، في ثمانينيات القرن الماضي، معتبراً أن «إسرائيل تغرق وآثار انهيارها باتت واضحة».
وفيما أجرى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اتصالين بالرئيس السوري بشار الأسد، والجزائري عبدالمجيد تبون، تناولا تشكيل جبهة إسلامية ضد إسرائيل، دعت «الخارجية» الإيرانية - تعليقا على إرسال واشنطن غواصة نووية الى المنطقة - الأخبرة إلى أن «تتجنب التدخل لمصلحة الكيان الصهيوني المتزعزع»، واصفة الخطوة بأنها «جزء من المساعي الرامية للتغطية على تراجع قوتها في العالم».
إلى ذلك، أشار تقرير إعلامي إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يكتف بقصف مناطق أُطلقت منها صواريخ في سورية، بل قصف أيضا موقعا للفرقة العسكرية السورية الرابعة بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.