الاتفاق السعودي الإيراني الإسلامي العظيم
حقيقةً كنت لا أود الخوض في هذا الاتفاق العظيم والكتابة عنه، خوفاً من ارتدادات مذهبية تذمني من اليمين والشمال لأن الخلاف المذهبي من أصعب مجالات الخوض فيها، لكنني اضطررت للخوض فيه، وإعطاء رأي من جانب حرج وهو الاتفاق المذهبي.
الكثير من الكتاب لامسوا أبعاده من الناحية السياسية والاقتصادية والسياحية، إلا أن الكثير منهم تفادوا ملف أبعاد فوائده على تقوية الدين الاسلامي، وذلك بسبب ارتداداته من قبل الطائفيين والمؤدلجين وصولًا للمتمصلحين والمنافقين، كذلك ليس من طبعي استخدام الكلمات الحادة في التعبير عن المختلفين معي أو بشكل عام كوني لم أتعود على ذلك، وليعذرني القراء إن أفسدت التعبير في هذا المقال.
الحمد لله نشعر أن مناخ هذا الاتفاق سيكون لطيفاً وحسناً على جميع المسلمين باستثناء المتمصلحين والمنافقين من استمرار العداء، وسيكون ساخناً كجو صحراء إفريقيا أو كالجحيم على خونة الأمة من المتأسلمين الذين أدموا الدين الاسلامي بخطاباتهم المفرقة، وفتاواهم الجائرة ضد بعضهم بعضاً.
لا يمكن نسيان القذف والعبث بتاريخ الدين الإسلامي، وما تعرض له من مشايخ الدين، ولا يمكن القفز على الخطابات التكفيرية من بعض المشايخ، أو حتى كُتاب الفتنة الذين شقوا ترابط الأمة وتعاضدها وبالتالي إضعافها.
هذا الاتفاق الجميع فيه فائزون، ولا أعتقد أن هناك من يعارضه سوى من خصصته بالذكر، وهذا الاتفاق سيسمو بالدين الإسلامي إلى أعلى عليين، وبه سيخشانا العدو وسيعلو شأن الأمة، ويزدهر اقتصادها وترابطها، إزاء اعتدال مناخها السياسي القائم على بنود هذا الاتفاق العظيم.
نستطيع القول بلا تردد إن رجال هذا الاتفاق هم كبار القوم وعقلاؤه وحكماؤه، فالحمد لله أننا سنعيش أبعاده المناخية بعد توقيعه وفتح السفارات، والشكر لله أننا سنرى فتح السفارات، وسهولة تنقل المسلمين في أرجاء المعمورة الإسلامية، متطلعين للوصول إلى الإمبراطورية الإسلامية العظمى.
بهذا التفاهم ستلتئم جراحات الأمة وستختفي الصراعات المذهبية والمناطقية، وسيعلو التسامح المذهبي، وبهذا الميثاق والتوافق سيختفي الصوت النشاز المؤجج للطائفية، وستتعمق العلاقات الإنسانية، وستتسع الأخوة بين المسلمين لمجابهة أعدائهم.
وبهذا التفاهم ستعيش الأمة حالة من الرخاء العقائدي والمذهبي بلا تدخل من عالم دين ممسوخ أو مفكر مدسوس أو شيخ فاسد ممن تسببوا في فساد أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبهذا الاتفاق ستختفي العداوات بين المسلمين، وستكون أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم واحدة، كما أخرجت للناس، وبهذه التسويات والتفاهمات ستختفي الطائفية في لبنان والعراق والبحرين ومصر والمغرب العربي وكل الدول الإسلامية، وبالتالي سيفوز جميع المسلمين بحول الله.
* كاتب بحريني